Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب السودان تثير مخاوف التقسيم والتفتت مع تواصل المعارك

يخشى محللون أن يتكرر "السيناريو الليبي" في هذا البلد

منذ بداية النزاع أحصت الأمم المتحدة أكثر من 1.5 مليون نازح داخل إقليم دارفور (رويترز)

أدت سبعة أشهر من الحرب المتواصلة في السودان إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين داخلياً وإلى دول الجوار، وجعلت احتمال التقسيم خطراً محدقاً ببلاد كانت تعاني أساساً التشرذم والصراعات.

ومع تواصل المعارك والنزاع على السلطة بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وحليفه السابق قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو، ودخول الحرب شهرها الثامن يخشى محللون أن يتكرر في السودان "السيناريو الليبي"، في إشارة إلى الفوضى التي تعم الجار الشمالي الغربي، حيث تتنازع حكومتان السلطة، إحداهما في طرابلس معترف بها من الأمم المتحدة، والثانية في الشرق يقودها الجنرال خليفة حفتر.

في السودان، سيطرت قوات "الدعم السريع" على مناطق في الخرطوم، وحققت تقدماً كبيراً في إقليم دارفور (غرب السودان). في المقابل، تحصن أعضاء الحكومة وقادة الجيش في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر بشرق البلاد، والتي بقيت في منأى عن المعارك التي اندلعت في 15 أبريل (نيسان).

ولا يبدو أي طرف مستعداً لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات، خصوصاً أن أياً منهما لم يحقق تقدماً حاسماً على الأرض.

"سيناريوهات مرعبة"

وقال الناطق باسم قوى الحرية والتغيير خالد عمر يوسف، وهي الكتلة المدنية التي كانت شريكة في الحكم مع الجيش قبل انقلاب البرهان ودقلو عليها في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، "إن استمرار المعارك يمكن أن يؤدي إلى سيناريوهات مرعبة من بينها التقسيم".

وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية "موجة التسليح المتصاعدة (للمدنيين) تعمق الشروخ الاجتماعية في السودان".

وأدت الحرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع" إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، وفق تقدير لمنظمة "أكليد" يعتقد على نطاق واسع أنه أدنى من الحصيلة الفعلية. كما تسببت المعارك في نزوح أكثر من ستة ملايين شخص وتدمير معظم النية الأساسية في السودان الذي كان يعد حتى قبل اندلاع النزاع، من أفقر بلدان العالم.

العنف في دارفور

ومنذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) تواترت التقارير عن مجازر جديدة في دارفور في ظل هجوم واسع النطاق لقوات "الدعم السريع" التي أعلنت السيطرة على قواعد الجيش في المدن الكبرى بالإقليم.

في مدينة أرداماتا (غرب دارفور) قتل مسلحون 800 شخص، وتم تدمير 100 مأوى في معسكر للنازحين، مما دفع ثمانية آلاف شخص للفرار إلى تشاد المجاورة خلال أسبوع واحد، وفق الأمم المتحدة.

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "صدمته" من سقوط "نحو ألف قتيل" في زهاء يومين في أرداماتا في ما يبدو حملة "تطهير عرقي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعتقد المتخصصون أن تلك الأرقام تبقى ما دون الفعلية بسبب انقطاع شبكات الاتصالات بشكل شبه كامل جراء القتال.

ومنذ بداية النزاع أحصت الأمم المتحدة أكثر من 1.5 مليون نازح داخل إقليم دارفور الذي يعيش فيه ربع سكان البلاد البالغين 48 مليوناً.

وحذرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن العنف في السودان بلغ مرحلة "الشر المطلق" وأعربت عن قلقها خصوصاً من هجمات على أساس عرقي في دارفور.

وفيما يقاتل الجيش في مختلف أنحاء السودان اتخذ قائده البرهان وحكومته من بورتسودان مقراً لقيادتهم، ما غذى الخشية من تقسيم البلاد.

ويرى المحلل السوداني فايز السليك أن الفشل في التوصل إلى حل سياسي يمكن أن يقود إلى وضع مشابه للوضع في ليبيا "مع وجود أكثر من حكومة لا تملك أي منها فاعلية حقيقية وغير معترف بها دولياً".

ميزة نسبية 

ورأى السليك أن التقدم الكبير الذي حققته قوات "الدعم السريع" في دارفور "يعطيها ميزة نسبية ويمكنها من التحرك داخل قواعدها"، وذلك في إشارة إلى القبائل العربية في الإقليم، ذلك أن الفصائل العربية المسلحة المعروفة بـ"الجنجويد" تشكل عماد قوات "الدعم السريع"، وهي التي قامت مطلع القرن الحالي تحت قيادة دقلو بتنفيذ سياسة الأرض المحروقة في دارفور لصالح الرئيس السابق عمر البشير.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حق البشير المتهم بارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في دارفور. وتحذر المحكمة اليوم من تكرار السيناريو نفسه.

تفجير جسر "شمبات"

وعلى رغم تقدم قوات "الدعم السريع" في دارفور، فإن فرص تحقيق أي طرف نصراً عسكرياً حاسماً على الآخر تبدو ضئيلة، بحسب ما قال محلل عسكري طلب عدم الكشف عن هويته. وأوضح "حتى لو تمكن الجيش من استعادة السيطرة على الخرطوم، وهي مهمة شاقة، فسيكون من الصعب جداً من الناحية اللوجيستية إرسال قوات لاستعادة أجزاء من دارفور"، اذ يفضل 1200 كيلومتر بين العاصمة ومدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور قرب الحدود مع تشاد.

وفي الخرطوم استيقظ السكان قبل نحو 10 أيام على خبر صادم بتفجير جسر "شمبات" الذي يربط بين ضاحيتي العاصمة بحري وأم درمان.

وفي حين تبادل طرفا النزاع الاتهامات في شأن تدمير الجسر رأى محللون أن قوات "الدعم السريع" فقدت بخسارة الجسر خط إمدادها الرئيس من وسط السودان.

المزيد من تقارير