Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريكست من دون اتفاق قد يتسبب في نقل نفايات جنوب بريطانيا إلى شمالها

ما نطلبه من الجنوب هو مزيد من الصلاحيات والاستثمارات المتكافئة .. لكن ما سنحصل عليه فعلاً هو النفايات في حالة تنفيذ بريكست من دون اتفاق

المتظاهرون المؤيدون للاتحاد الأوروبي يحتجون خارج البرلمان في ويستمنستر بلندن 13 سبتمبر 2018 (رويترز)

من الممكن إرسال نفايات لندن ومناطق الجنوب البريطاني الأخرى إلى الشمال الإنجليزي لدفنها هناك في حالة الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، حسبما حذر منه مطلعون على الأسرار الحكومية.

وإذا حصل ذلك فإن ملايين الأطنان من الفضلات الموضوعة في أكياس سوداء التي تُرسل حالياً للمعالجة في دول الاتحاد الاوروبي، ستبقى داخل المملكة المتحدة، في حالة وقوع الطلاق بينها وبين الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وبما أن لندن ومدن الجنوب الشرقي البريطاني لاتستطيع التعامل مع زيادة محتملة في كميات النفايات، فإن أطنان القمامة التي ستُغلق امامها ابواب أوروبا ستُنقَل إلى مواقع مخصصة لهذا الغرض في مناطق يرجح أن تكون في مقاطعات يوركشاير ولينكولنشاير والشمال الشرقي.  

وتجدر الإشارة إلى أن ثمة أحاديث عن إعادة فتح  المكبات المعطلة ثانيةً وذلك في إطار خطط طارئة محتملة.

وفي هذا الصدد، قال جاكوب هيلر الذي يدير هيئة صناعية يطلق عليها اسم"جمعية الخدمات البيئية" عن القمامة  لـ " هيئة الإذاعة البريطانية" ( بي بي سي) إنه " سيكون من الضروري نقلها في شاحنات إلى مقالب النفايات الواقعة في الشمال الإنجليزي، ودفنها في حفرة على الأرض.. وهذا أمر نريد فعلا تجنبه".

من جانبها قالت ماري كريغ، وهي نائبة عن منطقة ويكفيلد، في ويست يوركشاير ورئيسة "لجنة التدقيق البيئي لمجلس العموم" نحن "نعرف سابقا أن الشمال سيتعرض الضربة الأولى والاسوأ  في حالة تنفيذ بريكست من دون اتفاق. وقد قدرت (كونفدرالية الصناعة البريطانية)  الخسائر الاقتصادية بـ 39 مليار جنيه إسترليني في السنة هنا، لكن ما نسمعه الآن بأن الشمال سيأخذ النفايات من الجنوب مرة أخرى، يُسلط الضوء مرة أخرى على المدى الذي ذهب إليه بريكست في التسبب بالضرر منذ عام 2016".

وأضافت كريغ أن " ما نطلبه من الجنوب هو مزيد من الصلاحيات، وفق مقترحنا (نورثرن باور هاوس) والاستثمارات المتكافئة.. لكن ما سنحصل عليه فعلاً هو النفايات في حالة تنفيذ بريكست من دون اتفاق".

يُذكر أن ثلاثة ملايين طن سنويا من النفايات البريطانية تُصدّر إلى بلدان أوروبية عدة من ضمنها البلدان الاسكندنافية وهولندا وألمانيا.  وفي تلك البلدان، تُعالج هذه الفضلات  ويجري تدويرها وإعادتها إلى وقود مستخلص من النفايات. غير أن هناك مخاوف من ايقاف شحنها إلى تلك الدول في حالة عدم التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.  وحتى إذا اتُخذت الترتيبات اللازمة للاستمرار في تصديرها إلى أوروبا،  قد تكون هناك فترات تأخير طويلة في عمليات نقلها في الموانئ.

ونظراً لعدم وجود مرافق لمعالجة فضلات كهذه وتدويرها في المملكة المتحدة  فإن الطريقة الوحيدة الممكن اتباعها هي استخدام مدافن النفايات. وبإعتبار أن مواقع المكبات الكبرى هي في شمال إنجلترا، فإن الكثير من النفايات قد تشحن إلى ذلك الجزء من البلاد.

سيلحق سيناريو كهذا الضرر بالبيئة ويكلف المجالس البلدية، التي اعتبر الكثير منها درجة المخاطر المترتبة على دفن النفايات ما بين متوسطة وعالية، ملايين الجنيهات، حسبما يقول مطلعون على بواطن الأمور.  إلا أن "وكالة البيئة" قالت إنها تتوقع عثور بعض الشركات على حلول مناسبة.

عن ذلك، قال المتحدث باسم "وكالة البيئة" نحن "نشجع الشركات التجارية التي تتوقع تصدير نفايات أن تفكر في التخطيط لخيارات بديلة في حالة وجود عرقلة على الحدود". واشتمل تصريح "وكالة البيئة" على التأكيد أنها ستعمل من أجل ضمان احترام الحد الأقصى الذي وضعه الاتحاد الأوروبي في دفن فضلات السكان في المكبات المخصصة لها، إذ أنها يجب ألا تزيد عن  10% فقط منها،  قبل انتهاء عام 2035، حتى بعد تنفيذ بريكست، وحاليا يرسل ما يقرب من  20 % إلى المدافن الخاصة بها.

© The Independent

المزيد من الأخبار