Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب الخرطوم تدخل شهرها الثامن بمعارك ضارية ونزوح جديد

البرهان في أديس أبابا لوقف النار ومجلس الأمن يجتمع وسط إدانات أممية لـ"العنف المروع"

تتزايد معاناة المدنيين في أم درمان في ظل تواصل الاشتباكات والمعارك الشرسة (أ ف ب)

ملخص

أفاد مواطنون من شمال أم درمان أن عدداً من القذائف المدفعية تعبر أحياناً من فوق رؤوسهم ومنازلهم ويسقط بعضها في شوارعهم وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بقصف الأحياء السكنية عشوائياً.

بينما تدخل حرب السودان اليوم الخميس أول عتبات شهرها الثامن، يخوض الجيش وقوات "الدعم السريع" لليوم الرابع على التوالي، منذ مطلع الأسبوع الماضي، معارك عنيفة في منطقة خزان جبل أولياء، حيث قاعدة النجومي الجوية التابعة للجيش والجسر الصغير الرابط بين غرب أم درمان أقصى جنوب الخرطوم.

وبثت قوات "الدعم السريع"، مقطع فيديو على صفحتها بمنصة "إكس" تؤكد فيه سيطرتها على قاعدة النجومي الجوية التابعة للجيش، الأمر الذي ينفيه الأخير.

ويظهر الفيديو جنوداً من "الدعم السريع" وهم يتجولون داخل سور المعسكر ووسط طائرات هليكوبتر مقاتلة، إضافة إلى مقطع آخر تؤكد فيه وضع يدها على مخزن للمدفعية الثقيلة قالت إنها تتبع للجيش في محلية كرري شمال أم درمان.

معاناة ونزوح

وكشف بيان لغرفة طوارئ جبل أولياء، عن تضاعف معاناة المدنيين في ظل تواصل الاشتباكات والمعارك الشرسة بين الطرفين لأربعة أيام متتالية، ما تسبب في موجة نزوح كبيرة إلى ولاية النيل الأبيض والأحياء المجاورة.

أشار البيان إلى ازدياد عدد المدنيين المفقودين في المنطقة بصورة كبيرة، وسط أنباء عن ارتكاب "الدعم السريع" تصفيات في حق مجموعة من شباب المنطقة في ظل انقطاع الاتصالات. وأعلنت الغرفة، أن قوات "الدعم السريع" أفرجت عن 12 من المعتقلين ولا يزال كثيرون في عداد المفقودين.

وذكر مواطنون أن قوات "الدعم السريع" دخلت عدداً من القرى على طريق (الخرطوم- كوستي- الأبيض)، ما دفع مجموعات مدنية مسلحة لإغلاق الطريق، احتجاجاً على مقتل عدد من منسوبي قبيلتهم بواسطة "الدعم السريع".

قصف متنوع

على رغم تركز القتال الضاري في منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم، تواصلت الاشتباكات والقصف المتبادل بين الجانبين في أنحاء أخرى من العاصمة السودانية، حيث تبادل الطرفان القصف المدفعي العنيف في شمال أم درمان، وواصلت مدفعية الجيش قصفها لمواقع "الدعم السريع" انطلاقاً من منطقة كررى العسكرية والقاعدة الجوية بوادى سيدنا.

كما تجددت الاشتباكات في محيط القيادة العامة للجيش وفي وسط وجنوب أم درمان بأحياء الفتيحاب وأبو سعد المربعات المجاورة لسلاح المهندسين مع تحليق مكثف للطيران الحربي في سماء المنطقة.

وقصف الطيران الحربي للجيش أهدافاً لـ"الدعم السريع" وسط وشرق الخرطوم وردت قوات الدعم بإطلاق المضادات الأرضية صوب المقاتلات الحربية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفاد مواطنون من مناطق الثورات شمال أم درمان، أن عدداً من القذائف المدفعية (الدانات) تعبر أحياناً فوق رؤوسهم ومنازلهم ويسقط بعضها في حارات الثورة القديمة، وحي الواحة وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بقصف الأحياء السكنية عشوائياً.

وبحسب شهود عيان، من منطقة الفتيحاب وأبو سعد المتاخمة لسلاح المهندسين جنوب غربي أم درمان، تقع اشتباكات متقطعة بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الرشاشة نواحي شارع الدويم والمحطة القديمة وحي النخيل وأطراف أم بدة حمد النيل وشارع الهواء.

الجيش يتصدى

وأوضحت مصادر عسكرية أن الطيران الحربي شن غارات مكثفة على تجمعات قوات "الدعم السريع" في جبل أولياء ومنطقتي الشقيلاب وتريعة البجا جنوب الخرطوم، دمر خلالها آليات ومركبات مقاتلة، مشيرة إلى تقدم ملحوظ للجيش في منطقة عمليات جبل أولياء، حيث طارد قوات "الدعم السريع" حتى حدود الخرطوم مع ولاية النيل الأبيض وكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وأكدت المصادر ذاتها أن القوات البرية للجيش تتقدم أيضاً بقوة داخل وسط مدينة أم درمان، ووصلت طلائعها إلى مشارف بوابة عبد القيوم بهدف إكمال طوق الحصار على مباني الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون.

من جهته أعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد نبيل عبدالله، في بيان حول موجز العمليات الحربية ليوم أمس الأربعاء، عن "تمكن الجيش من صد هجوم للميليشيات المتمردة في منطقة جبل أولياء".

أضاف عبدالله، "حاولت الميليشيات المتمردة (أمس) للمرة الرابعة على التوالي الهجوم على قواتنا في جبل أولياء التي قامت بطردها وتكبيدها خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد ودمرت عدداً من العربات القتالية المجهزة بمختلف أنواع الأسلحة وعدداً من المدرعات الخفيفة"، مؤكداً أن عمليات القوات المسلحة تتواصل في مختلف المناطق ومستمرة في القيام بواجبها وأعمالها القتالية حتى تحقيق النصر.

أكثر من حرب

في شمال دارفور دعت حكومة الولاية المجتمع إلى مزيد من التماسك الاجتماعي لتجاوز تحديات الحرب وبث روح الطمأنينة.

عقدت الحكومة اجتماعاً برئاسة الوالي بالإنابة، إبراهيم حسب الدائم، ناقشت فيه الأوضاع العامة وقضايا السلام والسبل الكفيلة بتعزيز الاستقرار وإيقاف الحرب بالولاية، والسعي لتوفير المواد الإغاثية والإيوائية للنازحين بمدينة الفاشر وبعض المحليات.

استمع الاجتماع إلى تنوير حول الأوضاع العامة والأمنية على وجه الخصوص ووجه بتعزيز النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع وبث روح الطمأنينة بين المواطنين.

في جنوب دارفور تجدد قتال قبلي دام بمحلية برام بين قبيلتي الهبانية والسلامات، أدى إلى مقتل أكثر من 25 شخصاً، بسبب خلافات قديمة متجددة حول الأرض. وانتقدت مصادر أهلية الغياب التام للسلطات وعدم تدخل أي جهة أو قوة عسكرية أو نظامية للفصل بين الطرفين، بخاصة بعد أن سيطرت قوات "الدعم السريع" الأسبوع الماضي على حامية برام العسكرية.

البرهان في أديس أبابا

وصلاً لجولته الأفريقية التي بدأت بكينيا أول من أمس الثلاثاء، اختتم الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، أمس زيارة رسمية ليوم واحد إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التقى خلالها رئيس الوزراء آبي أحمد، وموسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.

أكد البرهان، خلال لقائه رئيس الوزراء الإثيوبي، التعاون مع جميع المبادرات من أجل إيجاد حلول لهذه الأزمة التي يمر بها السودان.

واستعرض الجانبان بحسب تعميم صحافي لمجلس السيادة، تداعيات الأزمة التي يشهدها السودان والانتهاكات الجسيمة الواسعة ضد المواطنين والتدمير الممنهج للدولة السودانية وتخريب وتدمير البنى التحتية في البلاد.

واطلع البرهان رئيس الوزراء الإثيوبي على الجهود التي قامت بها الحكومة السودانية بغرض وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وإحلال السلام في السودان مجدداً.

وأوضح البيان، أن رئيس الوزراء الإثيوبي شدد على أهمية تضافر الجهود ودعم وتكامل المبادرات المطروحة لحل الأزمة السودانية وإنهاء الحرب لضمان استقرار وأمن السودان والمنطقة، مؤكداً حرص بلاده واستعدادها لدعم كل ما من شأنه تعزيز السلام.

كما أطلع البرهان، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، على آخر تطورات الوضع في السودان على خلفية التمرد الذي قادته ميليشيات "الدعم السريع" واستهدافها للمدنيين والمنشآت والمرافق العامة، وارتكابها فظائع إنسانية، والجهود المبذولة لحل الأزمة.

جدد البرهان، التعاون مع كل المبادرات المطروحة من أجل وقف الحرب واستدامة السلام والاستقرار في السودان، مشيداً بالمساعي التي تقودها كل من السعودية والولايات المتحدة الأميركية عبر منبر جدة، وكذلك الاتحاد الأفريقي ومنظمة "إيغاد".

عنف مروع

عشية اجتماع مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، حول تطورات الوضع في السودان، أعربت أليس ويريمو نديريتو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمستشارة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، عن بالغ قلقها إزاء الادعاءات الخطيرة بوقوع عمليات قتل جماعي في منطقة أردمتا بالجنينة، حيث أفادت تقارير بمقتل أكثر من 800 شخص وفرار 8000 آخرين إلى تشاد المجاورة.

أوضحت المستشارة الأممية، في بيان، أن "المستوى المروع من العنف، مع كل الدلائل التي تشير إلى ارتكاب جرائم فظيعة، ليس جديداً في البلاد، وهو جزء من عملية دورية استمرت لعقود من الزمن، ومن الضروري أن يتنبه العالم ويستجيب، ويجب ألا تصبح هذه أزمة منسية".

دانت نديريتو، التقارير المروعة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والتجاوزات التي لا تزال ترتكب في تلك المنطقة وعموم البلاد، معتبرة أن التطورات الأخيرة في منطقة أردمتا بغرب دارفور خطوة أخرى في دائرة العنف التي لا نهاية لها.

تحركات في القاهرة

على الصعيد ذاته، انطلقت أمس الأربعاء في القاهرة اجتماعات تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، التي تستمر حتى 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، لمناقشة قضاياها التنظيمية المرتبطة بتوفيق وترتيب أوضاعها الداخلية.

أكد الخطاب الافتتاحي للاجتماعات مواصلة التحالف لجهوده ومساعيه من أجل وحدة القوى الديمقراطية المدنية ومد يدها لكل قوى الثورة والانتقال من أجل إنهاء الحرب وتحقيق السلام واستعادة الانتقال المدني الديمقراطي.

إقليمياً أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على الدور المحوري للاتحاد الأفريقي في حل القضايا والأزمات الأفريقية، لافتاً إلى أهمية التنسيق بين المسارات الدولية والإقليمية الفاعلة لتسوية الأزمة.

شدد شكري، خلال مخاطبته الاجتماع الافتراضي لمجلس السلم والأمن الأفريقي أمس حول السودان، على ضرورة إبراز حجم الكارثة الإنسانية، مناشداً جميع الأطراف الاضطلاع بمسؤولياتها في تسهيل وصول المساعدات، مطالباً الدول والمنظمات المانحة بالإسراع في دعم خطة الاستجابة الإنسانية الأممية.

واستعرض الوزير المصري، تحركات بلاده في شأن الأزمة، المتمثلة في ضرورة الوقف الشامل المستدام لإطلاق النار، وتأمين النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية، والحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، واحترام سيادته ومؤسساته الشرعية من خطر الانهيار.

المزيد من متابعات