Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجربة تثبت عدم الحاجة إلى حساب بنكي مشترك بين الزوجين

عدم اشتراكنا في حساب بنكي يعني أن كلًا منا مسؤول عن عاداته في الانفاق، وبالتالي عن مشاكله المالية

هل تشمل عبارة مثل "شريك حياتي" التي يتبادلها الأزواج كثيراً، محفظة النقود وحساب البنك؟ (موقع إيزي أون واليت.كوم)

إنني عالقة حاضراً في دوامة شراء منزل جديد التي يعرفها الأزواج جيّدًا. جعلت تلك الدوامة الطويلة أسوأ صفتين لي تظهران للجميع، وهما قلة الصبر والأنانية، إذا جاز التعبير.

ولم يتوقّف الأمر عند ذلك الحد. فقد دفعني التفكير الزائد في البيت الجديد وإعداد الحسابات المالية  مرّة تلو الاخرى، إلى أن ألقي نظرة على الحساب البنكي لزوجي. كانت تلك المرّة  الأولى التي أفعل ذلك منذ زواجنا. حدث ذلك بعد أن طلب منّا المحامي أن يرى كشوفاتنا البنكية للتأكّد منها. ولشرح الأمر بطريقة بسيطة، فإنّنا أنا وزوجي ديفيد ندير أمورنا المالية، كلاًّ على حدة. وعلى الرغم من اشتراكنا في كثير من الأمور مثل حبّنا للموسيقى والنبيذ، لم يسبق أن اطلع أحدنا على قيمة مدخرات الطرف الآخر.

وبعيدًا عن أشرطة الأفلام والمسلسلات القليلة التي كنّا نتقاسم ثمنها أنا وزوجي، فإن المنزل الجديد هو الشيء الحقيقي الأول الذي قررنا شراءه معًا، فقد وقعنا قرضًا سكنيًّا مشتركًا حتّى نتمكّن من شرائه. كما أن هذا القرض قد يكون فاتحةً لشراكات مالية بيني وبين زوجي في المستقبل، لأننا سنكون مضطرين إلى التعاون على شراء الأثاث الذي سنفرشه به، من الأريكة وغرف النوم، وحتّى الأدوات الكهربائية. وبالتأكيد لا ننوي العيش في العصر الفيكتوري من دون ثلاجة أو غسالة أو تلفاز، مع أن تصميم المنزل مستوحى من ذلك العصر.

بدأت علاقتي مع ديفيد قبل 11 عامًا، وتزوجنا منذ ثلاث سنوات. وعلى الرغم من أن حياتنا باتت أكثر ارتباطًا مع مرور الوقت، إلا أن الشؤون المالية لكلٍ منا أخذت تتباعد أكثر فأكثر. وعادة ما يقول ديفيد مازحًا أن السبب الذي منعني من توقيع اتفاق ما قبل الزواج هو أن اتفاقًا كهذا لا يعتبر ملزِمًا في نظر القانون. ولذا عزيزي القارئ، لا ينبغي بالأمر أن يكون مفاجئًا عندما أقول إننا لن نمتلك حسابًا بنكيًّا مشتركًا يومًا ما.

لسنا بحاجة إلى ذلك، نظرًا إلى أننا لا نتشارك سويًا ما نمتلك من نقود، ولا حتّى في الاحتياجات الأساسية اليومية كوجبات الطعام أو أغراض المطبخ. ومثلاً، نحن نتبادل الأدوار عند شراء مساحيق الغسيل أو أقراص غسالة الصحون، ونقوم عادةً بإرسال الإيميلات مرّة كل أسبوعين نطالب بها سداد الديون التي يدين بها أحدنا إلى الآخر. قد لا تمثّل حياتنا المنزلية السعادة الزوجية التي يتصورها البعض، لكنّها بالنسبة لي في الأقل، حياة متحضّرة بكل ما للكلمة من معنى.

وإضافة إلى ما سبق، هناك عددٌ من الأسباب العملية لعدم ضرورة امتلاك حسابٍ بنكي مشترك بين الأزواج. فقد باتت الخدمات المصرفية الآن أكثر فعالية وكفاءة ولم تعد هنالك حاجة لامتلاك حساب يغطّي "اللوازم المنزلية" كما يدّعي بعض الأزواج.

يمكننا الآن، ديفيد وأنا، تسجيل كل ما نشتريه عبر أحد تطبيقات الهواتف الذكية مثل "سبليت وايز" Splitwise، ويمكنني أيضًا تحويل المال مباشرة من حسابي باستخدام بصمة الأصبع. وفي بعض الأحيان نلجأ إلى التناوب في شراء اللوازم المنزلية إذا اضطررنا إلى ذلك.

وفي المقابل، يوفر إبقاء حسابي منفصلاً عن حساب زوجي حرية مالية عالية لكلينا. ولو كلّفني حبّي للنبيذ الكثير من المال، سيكون ذلك مشكلتي الخاصة، ولو قرر زوجي استثمار دخله في العملات الإلكترونية فسيكون هو المسؤول عن ذلك.

في العام الماضي، باتت سياسة الحرص على المال التي اتبعناها واضحة بفضل تطبيق تسجيل الديون "سبليت وايز". فقد طالبني ديفيد بـ 50 بنس مقابل بطارية اشتراها لساعة الحائط قبل شهر، أما أنا فطالبته بجنيهين مقابل كوب القهوة الذي اشتريته له. إنه شعور رائع عندما أنظر إلى السجلات في التطبيق وأكتشف أنه ما من ديون عليّ. شعورٌ رائع قلّما أحس به.

ومن ناحية اخرى، يعني عدم اشتراكنا في حساب بنكي أن كل منا مسؤولٌ عن عاداته في الإنفاق، وبالتالي مشاكله المالية. قد يعتبر البعض ذلك نوعًا من البخل، إلّا أن ذلك غير دقيق. وأنا لن أبخل على زوجي بالمساعدة في الحالات الطارئة بالطبع ولا هو سيفعل كذلك، ولكنّي عندما وعدته عند زواجنا بأن "كل ما هو لي سأعطيك إياه" لم أكن أقصد ما تحتويه محفظتي. أنا امرأة واقعيّة. وإضافة إلى ذلك، أعتقد أن ديفيد كذلك لن يرغب بأن تصل يدي إلى محفظته أيضًا.

يتعلق الأمر كله بالطريقة التي نشأت عليها منذ صغري. إذ تزوّج أبي وأمي قبل 35 عامًا، ولم يسبق لهما أن تشاركا بشيءٍ يذكر عدا بطاقة مشتريات لمتجر "تسكو". ومرد ذلك أنهما لم يكونا بحاجة إلى التشارك الماديّ أصلًا، بحسب ما أخبرتني أمي. أنا أتفق معها تمامًا.

في ذلك السياق، تجنبنا إدارة شؤوننا المالية بصورة مستقلة الوقوع في المشكلة التي يتشاجر بسببها أغلب الناس... المال. وتعطينا الفرصة للضحك على أنفسنا عند حرصنا على تسجيل ما تناولناه في مطعم ما قبل أن يضع كل منا بطاقته الائتمانية على الطاولة. وتمثّل تلك الطريقة الحضارة والمرح سوية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات