Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قوات الوفاق الليبية تحكم قبضتها على غريان

بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش الوطني

أعلنت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية، عن صد محاولة لقوات الجيش الوطني الليبي لاستعادة مدينة غريان الاستراتيجية الواقعة على بعد 60 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة طرابلس، بعد اشتباكات عنيفة تواصلت على مدار يوم الاثنين 26 أغسطس (آب) وامتدت حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، مؤكدة سيطرتها الكاملة على المدينة بعد خوض معارك دامية للدفاع عنها.

تصدي بمساعدة جوية

وقال الناطق الرسمي باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لقوات حكومة الوفاق محمد قنونو في حديث لـ "اندبندنت عربية"، إن قواتهم تصدت لمحاولة فاشلة من قوات الجيش الليبي لدخول مدينة غريان واستعادة السيطرة عليها، عبر التقدم من محور غوط الريح  بإسناد، مما وصفه بالطيران الإماراتي المسير، مؤكداً تكبدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح وأسر عدد من جنود الجيش خلال هذه المعارك.

وأضاف قنونو أن عملية التصدي لهجوم الجيش على غريان، نجحت بمساعدة سلاح الجو التابع لهم، والذي وجه ست ضربات جوية يوم أمس للقوات التي استهدفت دخول المدينة، مبيناً أن الأوضاع حالياً هادئة في غريان وأن الاشتباكات توقفت بشكل كامل، مع تراجع قوات الجيش إلى مواقعها السابقة.

ملاحقة مستمرة

في المقابل، قال مصطفى المجعي المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، "تمكنت قواتنا ووفقاً لعمليات عسكرية منظمة، وبدعم جوي من قبل سلاح الجو من صد الهجوم وأفشلته"، مشيراً إلى "ملاحقة الفلول الهاربة إلى بعض المناطق المحيطة".

وعن الخسائر جراء الاشتباكات، قال "خسرنا 8 من عناصر وحداتنا، إضافة إلى عشرة جرحى"، لافتاً إلى سقوط عشرات بين قتيل وجريح في صفوف قوات حفتر.

عودة الهدوء

من جانبه، أفاد آمر قوة حماية غريان عبدالله كشلاف، بأن الأوضاع في المدينة مستقرة بعد دحر "قوات حفتر" إلى خارجها.

وأضاف "أن قوات حكومة الوفاق عززت انتشاراتها على أطراف المدينة، بعد سيطرتهم على كوبري جندوبة"، موضحاً أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها، وأن شركة الكهرباء شرعت في إصلاح أعمدة الكهرباء التي تضررت نتيجة اشتباكات أمس.

الجيش يعلن استمرار العمليات

من جهتها، أوضحت شعبة "الإعلام الحربي" التابعة لقوات حفتر في بيان أن "كافة العمليات العسكرية تمت وفق خطة محكمة نفذت مراحلها الأولى، ولم يتبق إلا القليل من إتمام الخطة، ليعلن رسمياً السيطرة الكاملة على غريان".

وأقرت بخسائر في صفوفها من دون كشف حجمها مؤكدة أن "الاستخبارات العسكرية تلاحق كل مشارك في مجزرة غريان، التي راح ضحيتها عدد من أفراد القوات المسلحة، وعدد من المواطنين الأمنين بالمدينة".

محاولة لاستعادة السيطرة

وكان المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني الليبي، أكد في بيان قيام القوات المسلحة العربية الليبية، وبقيادة ميدانية لغرفة عمليات المنطقة الغربية، بالتقدم وتحرير مدينة غريان، من قبضة الميليشيات التي تحتلها، موضحاً "أن ذلك بالتمهيد الناري لسلاح الجو".

وأضاف أن قوات الجيش سيطرت على منطقة "غوط الريح"، ومن ثم منطقتي كليبة وبني وزير، المُتاخمتين لمدينة غريان، والقضاء على الميليشيات التي كانت تتحصن، في مواقع لمواجهة هذا التقدم.

لماذا غريان؟

ويتساءل كثير من المراقبين للمشهد الليبي عن الدوافع وراء هذا الصراع المحتدم، للسيطرة على مدينة غريان الليبية بين قوات الجيش وحكومة الوفاق منذ بدء الصراع المسلح والمعارك بينهما.

ويشرح الصحافي الليبي الصديق الورفلي الأهمية الاستراتيجية للمدينة، "تأتي أهمية غريان عسكرياً للقوات المسلحة، كونها منطقة جبلية مرتفعة تطل على طريق يمتد حتى طرابلس ماراً بعدة مدن هامة مثل الزاوية وورشفانة ومدخلاً لمدينة طرابلس من الجنوب الغربي، ولذا يعتبر خط إمداد مهماً بالنسبة إلى الجيش وأقرب نقطة والأكثر أماناً، لاستعمالها في وصول إمداده العسكري من قاعدة الجفرة العسكرية إلى قواته في جنوب طرابلس".

ويضيف الورفلي "وإذا كانت هذه دوافع الجيش، فإنها بلا شك تعطي تفسيراً واضحاً لتمسك قوات الوفاق بغريان لمنع أن يكون خط إمداد الجيش من الجفرة إلى طرابلس ممهداً وميسراً، كما أن سيطرتها عليها تجعلها مصدر قلق من استعمالها نقطة انطلاق لضرب ظهر الجيش في جنوب طرابلس، وتهديد بعض المدن الموالية له مثل الزنتان وترهونة المدينتان الهامتان جداً بالنسبة إلى الجيش في معركة طرابلس".

وكانت قوات حكومة الوفاق، قد تمكنت نهاية يونيو (حزيران) الماضي، من استعادة مدينة غريان التي كانت تتخذها قوات الجيش الوطني الليبي المركز الرئيس لعملياتها العسكرية غرب ليبيا بعد شهرين من سيطرة الأخيرة عليها.

وتعد هذه هي المحاولة الأولى لقوات حفتر لاستعادة المدينة الاستراتيجية التي تعد الأكبر في الجبل الغربي من حيث السكان والمساحة، ومعبراً حيوياً لسكانها الذين يتخطّى عددهم 300 ألف نسمة في طريقهم إلى العاصمة طرابلس.

وتسبّبت المعارك التي دخلت شهرها الخامس منذ إعلان قوّات الجيش الوطني في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، هجوماً للسيطرة على طرابلس بسقوط نحو 1093 قتيلاً وإصابة 5762 بجروح بينهم مدنيون، فيما اقترب عدد النازحين من 120 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.

المزيد من العالم العربي