Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين تستهدف اقتصاديا القاعدة الانتخابية لـ"ترمب"

بكين فرضت رسوما جمركية على صادرات زراعية أميركية بهدف ضرب وعود الرئيس لناخبيه من المزارعين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

في 4 يناير (كانون الثاني) 1979 اتخذ الرئيس الأميركي جيمي كارتر قرارا بوقف تصدير الحبوب إلى روسيا بعد احتلال السوفييت لأفغانستان، كان لهذا القرار تأثيرات سلبية على القطاع الزراعي، وتسبب في خسارة كارتر السباق الرئاسي في 1980، إضافة إلى أسباب أخرى، وفاز رونالد ريغان وكسب أصوات المزارعين بعد أن قطع وعدا بإنهاء حظر تصدير الحبوب.

في 2016 صوّت 67٪ من المزارعين لدونالد ترمب، وبعد اشتعال الحرب التجارية مع الصين تضرر المزارعون، وعلى الرغم من محاولة الرئيس ترمب تخفيف الضرر الواقع على المزارعين وتخصيصه لـ10 مليارات دولار إضافية كمساعدات، إضافة إلى الـ12 مليار دولار التي تم تخصصها لدعم القطاع الزراعي، فإن هناك مخاوف من تغيير ولاء المزارعين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فهل سيعاقب مزارعو بنسلفانيا وميشيغان ويسكونسن، ترمب في انتخابات 2020؟ 

الصين تشعل الحرب التجارية برسوم جمركية إضافية

أعلن وزير المالية الصيني يوم الجمعة الماضي عزم بلاده إقرار رسوم جمركية إضافية على بضائع أميركية تعادل 75 مليار دولار،  يتم التنفيذ على دفعتين الأولى يوم 1 سبتمبر (أيلول) 2019، تقسم أيضا إلى مجموعات، المجموعة الأولى تحتوي على 270 منتجا؛ بينها المأكولات البحرية والفواكه التي ستفرض عليها رسوم جمركية بقيمة 10٪ ، أما المجموعة الثانية تشتمل على أكثر من 600 منتج؛ بينها فول الصويا وبعض الحبوب الأخرى واللحوم والدواجن أيضا التي ستفرض عليها رسوم جمركية بقيمة 10٪، بينما تفرض على القسم الآخر رسوم جمركية في 15 ديسمبر (كانون الأول) 2019، ويقسّم أيضا إلى عدة مجموعات بعضها برسوم جمركية تبلغ 10٪ مثل السيارات، (15٪ من صادرات السيارات الأميركية وجهتها كانت الصين في 2017)، ومجموعة أخرى برسوم جمركية 5٪ مثل قطع غيار السيارات والأخشاب والملابس وغيرها من البضائع الأميركية. 

الصين تستهدف قطاعات لها ثقل سياسي 

ورفعت الصين الرسوم الجمركية على فول الصويا الأميركية إلى 30٪، ويعتبر هذا المنتج الزراعي رقم 3 في ولايتي ميشيغان ويسكونسن، وهما من الولايات التي فاز فيها ترمب في الانتخابات الرئاسية في 2016، إضافة إلى بنسلفانيا، (يبلغ عدد المزارعين في أميركا 2 مليون ويمثلون 1٪ من إجمالي السكان).

وخلال الفترة الماضية انتشر مرض ''حمى الخنازير الأفريقية'' في الصين مما اضطر السلطات إلى إعدام عدد كبير منها، وفقدت الصين 30٪ من الخنازير، هذا العامل قلل الطلب على فول الصويا وأيضا دفع الحكومة الصينية إلى زيادة الرسوم الجمركية على الخنازير الأميركية بـ10٪ لترتفع إلى 60٪ الصين وهونغ كونغ تشتري 20٪ من لحوم الخنازير الأميركية التي تبلغ القيمة الإجمالية من صادراتها 6 مليارات دولار، 20٪ منها كان يذهب للصين قبل الحرب التجارية. 

وقال روجر جونسون، رئيس الاتحاد الوطني  للمزارعين، في تصريح، "إن 'الإدارة الأميركية تنسف كثيراً من الجسور مع الشركاء التجاريين''، ويعد هذا الاتحاد من أكبر النقابات الزراعية، ويمثل حوالي 200 ألف عائلة زراعية في أميركا، وقال روجر "إن دخول المزارعين الأميركيين انخفضت بـ50٪ مقارنة بـ2013"، وجاء في سلسلة تغريدات على الحساب الرسمي للاتحاد، (إن صادرات فول الصويا للصين تراجعت بـ80٪ خلال الثلاث سنوات الماضية، وبعد القرارات الصينية الأخيرة سترتفع الرسوم الجمركية على فول الصويا الأميركية إلى 30٪ بينما سترتفع الرسوم الجمركية على القمح والذرة إلى 35٪).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد الإجراءات الصينية الجديدة بفرض مزيد من الرسوم الجمركية على البضائع القادمة من أميركا توسع الصين من تأثيرها على قطاعات مهمة بالنسبة للرئيس ترمب سياسيا، بينها القطاع الصناعي ''السيارات والجرارات''، والقطاع الزراعي ''مزارعو فول الصويا والقمح''، ومع اقتراب الحصاد في سبتمبر(أيلول) 2019 تزيد معاناة المزارعين ويتوقع أن يرتفع المخزون بعد أن واجهوا صعوبات في بيع محصول العام الماضي، وأظهرت بعض التقارير تقديم حوالي 85 مزارعا طلبا للإفلاس خلال الفترة بين 2017-2018. ويبلغ العائد من القيمة الإجمالية لصادرات فول الصويا 12 مليار دولار قبل الحرب التجارية، 60٪ من هذا الصادر كان يذهب للصين. 

وفي تقرير نشره المكتب الفيدرالي للزراعة الأميركي تراجع الصادرات الزراعية الصين من 19.7 مليار دولار في 2017 إلى 9.1 مليار دولار في 2018، وخسرت الصادرات الأميركية للصين 1.3 مليار دولار خلال النصف الأول من 2019. 

كيف تصاعدت الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين 

يستمر تصاعد هذه الحرب التجارية منذ بداية العام الماضي عندما قرر ترمب فرض رسوم جمركية في 16 يوليو (تموز) 2018 على بضائع صينية قيمتها 34 مليار دولار، وردت الصين بفرض رسوم جمركية على بضائع أميركية تقدر بـ34 مليار دولار، وفي 23 أغسطس (آب) 2018 فرضت واشنطن رسوما جمركية على بضائع صينية قيمتها 16 مليار دولار وردت بكين عليها بالمثل، ثم كان التصعيد الأكبر من إدارة ترمب في 17 سبتمبر (أيلول) 2018 بفرض 10٪ رسوما جمركية على بضائع صينية قيمتها 200 مليار دولار وأتى الرد سريعا من بكين بفرض 10٪ رسوما جمركية على بضائع أميركية تبلغ قيمتها 60 مليار دولار.

وفي 10 مايو (أيار) 2019 رفعت الولايات المتحدة الأميركية الرسوم الجمركية من 10٪ إلى 25٪ على الـ200 مليار من البضائع الصينية، أتى الرد من بكين برفع الرسوم الجمركية من 10٪ إلى 25٪ على الـ60 مليار دولار '' كان هذا الإجراء في 1 يونيو (حزيران) 2019''. وكان التصعيد الأكبر عندما أعلن الرئيس ترمب فرض رسوم جمركية 10٪ على بضائع صينية قيمتها 300 مليار دولار، كان من المفترض أن يبدأ العمل بها في 1 سبتمبر (أيلول) 2019 تم تأجيلها إلى 15 ديسمبر (كانون الأول) 2019 "حتى لا تتأثر القوة الشرائية للمستهلكين في موسم العطلات ''، ثم أتى الرد من بكين

في 23 أغسطس(آب) 2019 بفرض رسوم جمركية بقيمة 10٪ و5٪ على إجمالي بضائع أميركية قيمتها 75 مليار دولار.  

الرئيس ترمب يرد بزيادة الرسوم الجمركية 

لم يتأخر الرد الأميركي على الإجراءات الصينية، حيث كتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر ''زيادة الرسوم الجمركية السابقة على بضائع صينية من 25٪ إلى 30٪ على ما يعادل 250 مليار دولار ابتداءً من 1 أكتوبر (تشرين أول) 2019''، وكانت الإدارة الأميركية تخطط لفرض رسوم جمركية بقيمة 10٪ على بضائع صينية تعادل 300 مليار دولار، سيتم رفع قيمة الرسوم الجمركية عليها إلى 15٪ أيضا، كرد فعل على الإجراءات الصينية التي أعلن عنها أخيرا.

هذا التصعيد يبعد الاتفاق بين أكبر اقتصادين في العالم ويجعله بعيد المنال، ويتوقع بنك جي بي مورغان أن الرسوم الجمركية التي ينوي ترمب فرضها على سلع استهلاكية بقيمة 300 مليار دولار في 15 ديسمبر (كانون الأول) 2019  تؤثر سلبا على المستهلكين وتضعف القوة الشرائية للمستهلك الأميركي بـ(- 1000 دولار) في العام.  

وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشركات الأميركية بنقل أعمالها خارج الصين وإيجاد بدائل فورية بما في ذلك عودتها لأميركا، هذا النداء تطبيقه ليس سهلا على الشركات الأميركية التي أنفقت مئات المليارات من الدولارات في تأسيس مراكز تشغيل ومجمعات صناعية  في الصين، إذ إن استبدال سلسلة الإمداد يأخذ سنوات، ويؤثر سلبا على الشركات ويزيد من مصروفاتها التشغيلية.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد