Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"دمية لكل طفلة"... حلم الصغيرة "هايما" يصبح حقيقة رغم غيابها

الأم: أرى ابنتي في ابتسامة الأطفال بعد حصولهم على "العروسة"

جانب من نشاط حملة "دمية لكل طفلة" في محافظة الفيوم المصرية (إندبندنت عربية) 

"دميتي صغيرة، دميتي جميلة، تغنّي أحلى الأنغام، كيف لطفلة صغيرة ألا يكون لها دمية ترقص وتغنّي، لا بدّ أنّها حزينة من دون ألعاب لتتكلّم وتلعب معها، أمّا أنا فلديّ كثير، تُرى ما الضّرر الذي سيأتي عليّ إذا أعطيتها واحدة؟ لا ضرر، نعم، لا ضرر". بهذه الكلمات بدأت الطفلة "هايما"، ذات الـ12 عاماً، خطاباً بثت فيه مشاعرها تجاه الأطفال ذوي الظروف الصعبة الذين لا يمتلكون ألعاباً ولا تتاح لهم الفرصة للحصول على أبسط مقومات السعادة الخاصة بالأطفال.

شاركت "هايما" مشاعرها مع أسرتها لتحصل على وعد منهم بالعمل على توزيع الألعاب على الأطفال الفقراء بعد انتهاء العام الدراسي، إلا أن القدر لم يمهلها، حيث رحلت عن عالمنا إلى مكان أفضل تاركة رسالتها التي أصبحت مصدراً للإلهام، لبث السعادة والأمل في نفوس الأطفال، حيث أخذت أسرتها على عاتقها تنفيذ رغبة الطفلة وتحويل حلم "هايما" إلى حقيقة.

السيدة تاسيليا الجندي، والدة الطفلة "هايما" ومديرة حملة "دمية لكل طفلة"، تقول لـ(اندبندنت عربية) "قرأت خطاب ابنتي مرات عديدة ووجدته يحمل الكثير من الخير والعطاء مثلها تماماً، وأردت أن أحقق لها حلمها بعد رحيلها بإدخال السعادة على قلوب الأطفال، وبالفعل بدأنا هذه الحملة بالجهود الذاتية للأسرة ولزملاء (هايما) الذين شاركونا في تحقيق الحلم بحماس، وبدأنا في توزيع الدمى على الأطفال في المناطق الفقيرة، ونجحت التجربة وكانت سعادة الأطفال لا توصف، ومن هنا بدأنا وظهرت حملة (دمية لكل طفلة)" .

وتضيف "وجدت الحملة صدى كبيرا وتفاعلا من الناس وردود أفعال كبيرة داخل مصر وخارجها، لإنسانية الفكرة ونقائها وهدفها، فدائماً كان الشائع عند التعامل مع الأطفال في الأماكن الفقيرة هو توزيع المساعدات التي تندرج ضمن الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والملابس وما إلى ذلك، ولكن توزيع الألعاب أو ما يدخل البهجة على قلوب هؤلاء الأطفال كان يأتي في المرتبة الثانية إن وجد من الأساس، ولهذا فرحة الأطفال بحصولهم على دمية جديدة مغلفة بشكل جيد تُعطى لهم بحب واهتمام تكون لا توصف ولا تقدّر بمال".

"أنا أعطیھا واحدة وأنا سعیدة. ابتسمت! ظننت أنھا ستھرب خائفة، ولكنھا ابتسمت، كانت أجمل ابتسامة رقیقة، لم أرَ في حیاتي ابتسامة بھذه الرقة والجمال، لمَ لا نرعى الأطفال الفقیرة؟ إنھم أطفال وعلیھم أن یعیشوا في الجنة مثل الأطفال الآخرين". الكلمات السابقة جزء من خطاب كتبته "هايما"، وكان العامل الأساسي لانطلاق حملة "دمية لكل طفلة"، التي عملت جاهدة على إدخال السعادة على الأطفال في ربوع مصر، وقامت حتى الآن بتوزيع نحو 3000 دمية في محافظات مصر المختلفة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقول السيدة تاسيليا "قمنا بتوزيع الدمى على الأطفال في مناطق مختلفة داخل القاهرة وخارجها، حيث قمنا بزيارة مناطق مثل روض الفرج والسيدة عائشة وأبو النمرس، وتوجهنا إلى قرية تونس في الفيوم، ومناطق أبو جالوم ودهب في سيناء، ووزعنا العرائس في أحد المراكز السورية في مصر، وشاركنا في العديد من الفعاليات التي تهتم بالأطفال الأقل حظاً. وتيمناً بحملتنا وزّع بعض المتطوعين خارج مصر الدمى باسمنا، مثل بعض القوافل في غزة وبعض الأماكن في سوريا، فالأطفال ذوو الظروف الصعبة يحتاجون إلى الاهتمام في كل مكان في العالم، ورسم الابتسامة على وجوههم هدف نبيل".

وتضيف "نعتمد بشكل كامل على التبرعات العينية التي يقدمها المشاركون، وهي الدمى ولعب الأطفال، ويشارك معنا المتطوعون بحب واهتمام كبير بالفكرة، لأن سعادة الأطفال باللعبة تنعكس عليهم وتعطيهم الكثير من الطاقة الإيجابية والأمل. من الممكن تغيير حياة هؤلاء الأطفال ولو من خلال شيء بسيط، وهو دمية، قد لا يتمكنون من الحصول عليها نتيجة ظروف قاسية، أو بالاهتمام الذي يلاقونه من المتطوعين، وهو لا يقل أهمية، فالكلمة الطيبة الصادقة دائماً ما تجد صدى وتنعكس على الآخرين. وبشكل عام نلاقي ترحيبا كبيرا من الأطفال والأهالي في أي مكان نتوجه إليه لأن رسالتنا إنسانية بالأساس".

الدعم وتنمية قدرات الأطفال واحد من أهداف الحملة وليس مجرد فرحة الأطفال بالدمى، ومن أجل هذا شاركت الحملة في العديد من النشاطات والفعاليات في أماكن مختلفة تهتم بتقديم الدعم للأطفال.

وعن هذا الأمر تقول السيدة تاسيليا "قمنا بعدة فعاليات بهدف تنمية قدرات الأطفال، منها ورش لصناعة العروسة، ليصنع الأطفال دميتهم بأنفسهم، وكانت ناجحة جداً ولاقت تفاعلا كبيرا من الأطفال، وقمنا بإنشاء مركز للقراءة في أحد مراكز استضافة اللاجئين السوريين في القاهرة، فدعم الأطفال ينعكس علينا وعلى المجتمع كله، وبشكل عام نحاول أن نكون مصباح نور ومنبرا للسعادة والأمل".

وتضيف "أتمنى أن نتوسع أكثر في جولاتنا في المرحلة المقبلة، وأن نتمكن من إسعاد أطفال أكثر من ذوي الظروف الصعبة، فخطتنا الأولى أن نتمكن من توزيع عشرة آلاف دمية وإدخال البهجة على قلوب عشرة آلاف طفلة، فأنا أرى ابنتي في ابتسامة كل طفلة، وأتمنى أن تنجح الحملة في تحقيق حلم (هايما)". 

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات