Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تغييرات عسكرية ملحوظة في معركة طرابلس

"غرفة عمليات الجيش التركي هي من تقود المعركة وتديرها ميدانياً"

مقاتلون موالون لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس (أ.ف.ب)

شهدت المعركة المستمرة على مدار الأشهر الأربعة الماضية، بين قوات الجيش الوطني الليبي وقوات موالية لحكومة الوفاق، تغييراً ملحوظاً في التكتيكات والاستراتيجية العسكرية لإدارة المعارك بين الطرفين في الأيام الماضية، آخرها تحول قوات حكومة الوفاق إلى الموقع الهجومي بعد اتخاذها موقف الدفاع منذ بداية المعركة ومحاولتها أكثر من مرة التقدم نحو مواقع الجيش، في محاولة لفك الحصار الذي يفرضه عليها، جنوب العاصمة.

هجوم وهجوم مضاد

تقدم قوات الوفاق كان على محورَيْ "كازيرما والسبيعة" جنوب طرابلس، وتكمنت قوات الجيش من صد الهجوم، بعدما تراجعت في بدايته تحت قصف مدفعي عنيف على مواقعها قبل أن تعود إليها بعد ساعات.

ووصف الناطق الإعلامي باسم اللواء 73 مشاة، التابع للقيادة العامة للجيش المنذر الخرطوش وضع قوات الجيش بعد الهجوم بـ"الممتاز"، مؤكداً تكبّد المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق، خسائر كبيرة عقب تعامل الجيش بالمدفعية الثقيلة في مواجهاته التي خاضها بالقرب مما يُعرف بكوبري الفروسية، وهو موقع معروف في العاصمة طرابلس يؤدي إلى وسطها.

وأوضح الخرطوش "أن منطقة سبيعة تشهد هدوءاً تاماً بعد ضربات الجيش مع الرصد المستمر لفرق الاستطلاع وسلاح الجو، مشيراً إلى أن "سلاح الجو استهدف ما يزيد على 13 سيارة مسلحة ودُمّرت دبابة من قبل سرية "م.د كورنيت الكتيبة 128".

تغير في الاستراتيجية

من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم قوات حكومة الوفاق محمد قنونو في تصريح لـ"اندبدنت عربية"، "نعم لدينا استراتيجية وخطط جديدة اعتمدناها في معاركنا للدفاع عن العاصمة، ونحن في صدد دراسة نتائجها وتطويرها"، واعداً بإيضاح أكبر حول تفاصيلها في الأيام المقبلة.

هجوم برعاية تركية

وأعرب الناشط السياسي الليبي باسط بوسالمة في حديث لـ"اندبندنت عربية"، عن اعتقاده بأنّ "التقدم الأخير للجماعات المسلحة المتحالفة اسماً مع حكومة فايز السراج في طرابلس، يعود إلى التدخل التركي المباشر في معركة طرابلس، حيث أصبحت غرفة عمليات الجيش التركي هي من تقود المعركة وتديرها ميدانياً، وسط تراجع دور القيادات العسكرية الضعيفة في حكومة السراج على غرار أسامة الجويلي".

وأضاف بوسالمة "على الرغم من بدء الجيش التركي التجهيز لإنشاء قاعدة عسكرية في مصراتة، يخطط أن تكون الأكبر في شمال أفريقيا وجنوب المتوسط، إلاّ أنّ تقدّم الجماعات المسلحة التي يدعمها يظل محدوداً مع غياب رابط قوي يجمعها في ما بينها، نظراً إلى أنها جماعات متناحرة وتحالفها مع السراج مؤقت ومهزوز ولا ثقة لديهم فيما يفعله، ولا في بعضهم بعضاً بسبب نزاعاتهم المتواصلة حول المكاسب والمناصب والمواقع والنفوذ".

معركة جديدة

في سياق متصل، ألمح لواء الصمود الموالي لحكومة الوفاق بقيادة المعاقب دولياً صلاح بادي، إلى عزمه خوض معركة جديدة في طرابلس مع قرب اكتمال تجهيزاتها .

اعتراف تركي مبطن

وربط مراقبون ومصادر مقربة من الجيش كل هذه التطورات، بخاصة المتعلقة منها بتغير استراتيجية قوات حكومة الوفاق بما أعلنته وكالة الأنباء التركية الرسمية الأناضول قبل أيام لناحية "تطور في المعركة الدائرة بطرابلس، مؤكدة وصول تعزيزات لمسلحي حكومة الوفاق في محاور القتال ونسبت هذا الخبر إلى بيان صادر عن هؤلاء المسلحين دون الكشف عن الجهة التي أصدرته".

وأفادت الأناضول في خبر أوردته بأنّ "قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية تعلن وصول تعزيزات عسكرية لمحاور القتال (في محيط طرابلس) ضمن تجهيزات لـمرحلة جديدة ستنطلق قريباً" كما جاء في الخبر، ما اعتبرته جهات مقرّبة من الجيش اعترافاً مبطّناً من الحكومة التركية باستمرار تقديم الدعم لحكومة الوفاق والميليشيات التابعة لها.

ضربات جوية

على صعيد آخر، كشف اللواء محمد منفور، آمر غرفة عمليات القوات الجوية في القيادة العامة عن حصيلة الضربات المنفذة على مدار يومين بدءًا من السبت 24 أغسطس على أهداف عدة في جنوب طرابلس.

وقال "إنّ حصيلة الضربات حتى الساعة العاشرة مساء السبت، استهدفت تجمعاً لميليشيات ومرتزقة أفارقة يتبعون أسامة جويلي في منطقة وادي الحي قرب مدرسة مداكم، وطالت مخزن ذخيرة شمال جسر (كوبري) السواني بواحد كيلومتر، إضافةً إلى استهداف دبابة T55 وعربتين مسلّحتين عند الجسر ذاته".

وأضاف منفور أنّ "مقاتلات السلاح الجوي نفذت فجر اليوم الأحد ضربتين جويتين على تجمعين مهمين"، أولهما تجمع لميليشيات صلاح بادي، جنوب غربي معسكر النعمي، والتجمع الثاني كان لمن وصفهم بـ"ميليشيات ومرتزقة أسامة جويلي، بالقرب من مصنع الحبوب في رأس اللفع بمنطقة الكسارات".

ليبيا على طاولة ترمب وجونسون

في المقابل، أعلن البيت الأبيض اليوم الأحد أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بحثا الوضع في ليبيا في اجتماع ثنائي عُقد على هامش قمة "مجموعة السبع" في فرنسا.

البيت الأبيض قال في بيان "إن ترمب وجونسون ناقشا قضايا الأمن العالمي ذات الاهتمام المشترك، بخاصة تهديد إيران لحرية الملاحة في الخليج والتوترات في هونغ كونغ، إضافةً إلى موضوع شركة هواوي والجيل الخامس وعدم الاستقرار في ليبيا ومنطقة الساحل".

مصر تجدد دعمها للجيش

وعلى هامش القمة التي تحتضنها فرنسا، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعم بلاده للجيش، بقيادة المشير خليفة حفتر، مشدداً على ضرورة منع التدخلات الخارجية في ليبيا.

وأشار السيسي إلى ثوابت الموقف المصري القائم على التوصل إلى تسوية سياسية في ليبيا، تضمن الحفاظ على وحدتها وسلامتها الإقليمية، وتمنع التدخلات الخارجية بالبلاد، إلى جانب دعم دور مؤسسات الدولة الوطنية وعلى رأسها الجيش الذي يحارب الإرهاب والميليشيات المسلحة، بهدف تلبية طموحات الشعب لعودة الاستقرار والأمن.

المزيد من العالم العربي