Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"عناصر تقارب" بين ترمب وماكرون بشأن إيران والأمازون والتجارة

اجتمع الرئيسان خلال مأدبة غداء استمّرت حوالى ساعتين ولم تكن مقرّرة مسبقاً

قُبيل ساعات قليلة من انطلاق القمة الـ 45 لمجموعة الدول السبع، التي تُعقد على مدى ثلاثة أيام في منتجع بياريتس الفرنسي المطل على المحيط الأطلسي، وسط خلافات حادّة بين أعضاء المجموعة حول جملة من القضايا العالمية، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الأميركي دونالد ترمب كانت لديهما، خلال لقائهما حول مأدبة غداء السبت 24 أغسطس (آب)، "عناصر تقارب" بشأن ملفات كبيرة ستُطرح في قمّة المجموعة، مثل التجارة وإيران وحرائق الأمازون.

وأشار قصر الإليزيه، قبل الافتتاح الرسمي للقمة، إلى أن الرئيس الفرنسي عمل خلال مأدبة الغداء، التي استمّرت حوالى ساعتين ولم تكن مقرّرة مسبقاً، على "خلق الظروف اللازمة لإيجاد مستوى جيّد من التقارب داخل مجموعة (السبع) عبر الحصول على توضيحات من دونالد ترمب" بشأن المواضيع الرئيسية.

وبعد الغداء، كتب ترمب على تويتر "خرجت للتو من غداء مع الرئيس الفرنسي"، مضيفاً "الكثير من الأمور الجيدة تحصل لبلدينا. نهاية أسبوع مهمّة مع قادة آخرين من العالم".

وفي حين أن الخلافات مع الولايات المتحدة تهدّد بنسف أي وحدة في مجموعة السبع بشأن التجارة أو المناخ، أكّد أحد مستشاري الرئيس الفرنسي أن الأخير حرص على أن "يشرح" لنظيره الأميركي المواقف الفرنسية والأوروبية من أجل "تفادي النزاع في العلاقة مع الولايات المتحدة" و"تخفيف الضغط".

وبشأن إيران، أوضح الإليزيه أن ترمب أكّد "أنه لا يريد حرباً بل يريد اتفاقاً"، وطرح ماكرون على نظيره الأميركي خيار السماح لطهران ببيع "جزء من نفطها لفترة محددة"، مقابل عودتها إلى التزامها عدم تخصيب اليورانيوم لحيازة السلاح النووي. علماً أن ماكرون يسعى إلى معالجة هذا الموضوع مع ترمب، إذ يحاول الأوروبيون إنقاذ الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة، وسيبلغ ماكرون ضيوفه بمضمون لقائه الجمعة مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي رأى في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أن مقترحات باريس لحلحلة الأزمة مشجعة.

أما في ما يتعلّق بحرائق غابة الأمازون، فقالت الرئاسة الفرنسية "لدينا عناصر تقارب مهمّة"، وماكرون أكّد أنه لا يريد أن ينتهج "سياسة مضادّة (للرئيس البرازيلي جائير) بولسونارو بل سياسة مفيدة". 

وقد تعلن دول مجموعة السبع الأحد إجراءات لمساعدة البرازيل في مكافحة حرائق الأمازون.

 

وفي ما يخصّ النبيذ الفرنسي الذي يهدّد ترمب بفرض رسوم عليه، أبلغ ماكرون ترمب "ألا داع لبدء حرب بشأن هذا الموضوع"، وأنه ليس هناك "من رابط مع الضرائب على الشركات الرقمية التي تخدم المصلحة المشتركة لفرنسا والولايات المتحدة والقوى الاقتصادية الكبرى".

ماكرون يسعى وترمب يلين 

وعلى هامش الغداء، قال الرئيس الفرنسي إن قمة مجموعة السبع "تأتي في ظرف هام من البلبلة حول مواضيع عدة"، ذاكراً بصورة خاصة النزاع في سوريا والاتفاق النووي الإيراني الذي تختلف أوروبا بشأنه مع الولايات المتحدة، وتابع ماكرون "سنبحث أيضاً مواضيع اقتصادية لنتمكّن من تهدئة الأمور إلى أقصى حد ممكن، حتى نستطيع إيجاد الحلول الجيدة بالتوافق بيننا حول مواضيع المجال الرقمي والمناخ والمساواة بين الرجل والمرأة".

وردّ ترمب على نظيره الفرنسي، متخلياً عن النبرة العدائية في تصريحاته الأخيرة، قائلاً "لدينا فعلاً الكثير من الأمور المشتركة، فنحن صديقان منذ وقت طويل. نتشاجر قليلاً (أحياناً) إنما ليس كثيراً. علاقتنا خاصة والأمور تجري على ما يرام حتى الآن". أضاف "لدينا الكثير من الأمور الهامة يتعين علينا مناقشتها".

وكان ترمب هدّد، الجمعة أثناء توجّهه إلى فرنسا، بفرض رسوم جمركية مشدّدة على النبيذ الفرنسي رداً على فرض ضرائب على شركات الإنترنت العملاقة الأميركية في فرنسا، قائلاً "إذا فعلوا (الفرنسيون) ذلك فسنفرض رسوماً على نبيذهم... رسوم لم يروا مثلها من قبل".

"التوتر التجاري سيء للجميع"

وفي كلمة تلفزيونية دامت 10 دقائق ألقاها قبل ساعات من بدء القمة، دعا ماكرون جميع الشركاء في مجموعة السبع إلى العمل معاً لتسوية الخلافات الكبرى وكذلك لتفادي الحروب التجارية، في تلميح موجه إلى ترمب، وتمنى الرئيس الفرنسي "إقناع جميع شركائنا بأن التوتر التجاري سيء للجميع"، علماً أن الحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين تلحق ضرراً بالاقتصاد العالمي.

وفي هذا الصدد، حذّر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، لدى وصوله إلى بياريتس، من أن الاتحاد الأوروبي سيردّ على أي رسوم أميركية، مضيفاً أن "الحروب التجارية سوف تؤدي إلى انكماش اقتصادي في حين أن الاتفاقات التجارية تقوّي الاقتصاد".

لقاء بين ماكرون وميركل 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما دعا الرئيس الفرنسي دول المجموعة إلى التحرّك معاً لمكافحة الحرائق في غابة الأمازون، على الرغم من "الخلافات حول المناخ" مع الولايات المتحدة، وأضاف أنه في ما يخصّ المناخ "تعرفون خلافاتنا مع بعض الدول وخصوصاً الولايات المتحدة... لكنني أردت أن تكون قمة مجموعة السبع هذه مفيدة، وعلينا بالتالي أن نستجيب لنداء المحيط ونداء الغابة التي تحترق اليوم في الأمازون، بشكل عملي جداً هنا أيضاً".

من جهة أخرى، اجتمع ماكرون أيضاً مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبيل انطلاق القمة، ومن المرجّح أنهما تطرّقا إلى مشروع اتفاق تجاري بين السوق المشتركة لأميركا الجنوبية "ميركوسور" والاتحاد الأوروبي، الذي عبّرت برلين عن تحفظها لإعلان باريس سعيها لعرقلته.

ويُرتقب كذلك بشدة لقاء ثنائي مقرّر صباح الأحد بين ترمب ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي يشيد الرئيس الأميركي بمؤهلاته ومواقفه، خصوصاً بشأن بريكست. 

وما إن وصل جونسون إلى فرنسا حتى كرّر موقفه بالقول إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي "التخلي" عن شبكة الأمان الإيرلندية (باكستوب) إذا أراد تجنّب خروج بريطانيا من التكتل من دون اتفاق.

مسيرة لمعارضين 

في غضون ذلك، انضمّ آلاف النشطاء المناهضين للعولمة والمدافعين عن البيئة إلى مسيرة سلمية نظّمها متظاهرو السترات الصفراء وانفصاليين من إقليم الباسك، قرب منتجع بياريتس، للمطالبة بتحرّك من مجموعة السبع وقادة العالم الآخرين الذين سيجتمعون هناك.

وتجمّع المتظاهرون في بلدة أنداي، القريبة من الحدود الفرنسية مع إسبانيا، للاحتجاج على السياسات الاقتصادية والمناخية التي تتبعها الدول الصناعية الكبرى في العالم وتشجيع البدائل. ولوّح المتظاهرون بلافتات تطرّقت لملفاّت عدّة، من حقوق المثليين إلى فلسطين، وكانت رسائلهم موجّهة بقوة إلى قادة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا واليابان وإيطاليا.

واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية لفترة وجيزة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات