Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صدمة بالأسواق العالمية مع عنف أميركي وردود صينية انتقامية

المستثمرون يهرعون إلى الملاذات الآمنة... وأسواق الأسهم تسدد فاتورة قرارات ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ (أ.ف.ب)

من جديد، اشتعلت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد قرارات وتحذيرات أطلقها الرئيس الأميركي تتعلق بالتعامل مع الصين وشركة "هواوي"، مع اتهامات صريحة لبكين بأنها أحد أعداء الولايات المتحدة إلى جانب الاحتياطي الفيدرالي الذي يرفض الاستجابة لمطالب دونالد ترمب بشأن خفض الفائدة.

وحتى الآن ووفق البيانات وحرب التصريحات الأخيرة بين واشنطن وبكين، فإن الأسواق الأميركية هي الخاسر الأكبر، مع تعميق الدولار الأميركي لخسائره مقابل العملات الرئيسة.

حيث عمقت مؤشرات الأسهم الأميركية خسائرها عند نهاية تعاملات أمس الجمعة، ليفقد "داو جونز" أكثر من 620 نقطة بعد تصريحات دونالد ترمب وإعلان الصين تعريفات انتقامية ضد واشنطن، لتسجل "وول ستريت" خسائر أسبوعية.

وفي الوقت الذي تلوح فيه مؤشرات ركود صعب ينطلق من الولايات المتحدة إلى العالم، قال صندوق النقد الدولي "إن النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي تزداد سوءاً في ظل تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين".

وفي تصريحات أمس، قالت كبيرة الاقتصاديين في صندوق النقد، "إنه أصبح من الصعب العثور على النقاط المضيئة في الاقتصاد، كانت هناك إمكانية للتعافي، ولا زلنا نتوقع ذلك بالنسبة لأجزاء كثيرة من العالم، لكن يجب أن أعترف أنه يصعب رؤية ذلك".

وأوضحت "أن النمو العالمي ضعيف وهش مع وجود العديد من المخاطر السلبية". وقالت "إن أبرز هذه المخاطر تتمثل في الحرب التجارية، والتطورات التي شهدناها اليوم تثير قلقاً كبيراً بشأن ما سيحدث للنمو الاقتصادي العالمي".

ترمب يفرض رسوماً جديدة وبكين ترد بعنف
وفي سلسلة من التغريدات، طالب الرئيس دونالد ترمب الشركات الأميركية بإيجاد بديل لها غير الصين ونقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة.

وقال ترمب، أمس، "إن بلاده ستُخضع واردات صينية لرسوم جمركية إضافية بنسبة 5% ردا على ما سماه تحرك للصين بدوافع سياسية لفرض رسوم على صادرات أميركية بقيمة 75 مليار دولار".

وأضاف، "من المحزن أن الإدارات السابقة سمحت للصين بأن تتملص حتى الآن من تجارة عادلة ومتوازنة وهو ما أصبح عبئا كبيرا على دافع الضرائب الأميركي، كرئيس للبلاد فإنني لم يعد يمكنني أن أسمح لهذا بأن يحدث".

وأوضح أن الولايات المتحدة ستزيد الرسوم الجمركية على واردات صينية بقيمة 250 مليار دولار إلى 30% من المعدل الحالي البالغ 25% بدءا من أول أكتوبر (تشرين الأول). كما أعلن رفع الرسوم الجمركية على بقية البضائع الصينية البالغ قيمتها 300 مليار دولار من 10% إلى 15%".

وستبدأ الولايات المتحدة فرض تلك الرسوم على بعض المنتجات بدءا من أول سبتمبر (أيلول) المقبل، لكن الرسوم على حوالي نصف تلك البضائع تأجلت إلى الخامس عشر من ديسمبر (كانون الأول).

وفي رد سريع، أعلنت وزارة المالية الصينية، أن بكين ستفرض رسوما جمركية إضافية بنسبة 5% على فول الصويا الأميركي اعتبارا من أول سبتمبر (أيلول)، وكذلك ستطبق رسوما إضافية بنسبة 10% على القمح والذرة والسورجم (الذرة البيضاء) من الولايات المتحدة اعتبارا من 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

كما ستفرض الصين رسوما جمركية إضافية كبيرة بنسبة 10% على لحوم الأبقار ولحوم الخنازير الأميركية اعتبارا من أول سبتمبر (أيلول) المقبل، وفقا لقائمة نشرتها الوزارة على موقعها الإلكتروني.

خسائر حادة بأسواق الأسهم الأميركية
وعلى خلفية هذه الحرب، تكبدت أسواق الأسهم الأميركية خسائر عنيفة، حيث تراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنحو 2.4% أو ما يعادل 623 نقطة إلى 25628 نقطة، ليسجل خسائر أسبوعية نحو 1%.

كما انخفض المؤشر الأوسع نطاقاً "ستاندرد آند بورز" بنسبة 2.6% إلى 2847 نقطة، ليتراجع بنجو 1.4% خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة.

وهبط مؤشر "ناسداك" الذي يغلب عليه الطابع التكنولوجي بنحو 3% إلى 7751 نقطة، ليسجل خسائر أسبوعية بنحو 1.8%.

وتراجع سهم "آبل" بأكثر من 4.5% بعد هذه التصريحات الأميركية والصينية ليقود خسائر قطاع التكنولوجيا.

المستثمرون يتهافتون على الملاذات الآمنة

في الوقت نفسه، لجأ المستثمرون حول العالم للاستثمار بالأصول الآمنة مع تزايد حدة الاحتكاكات التجارية. وشهدت الأصول التي تحتوي على عنصر أمان مثل الذهب والسندات وعملات الملاذ الآمن إقبالاً كثيفاً من جانب المستثمرين على حساب الابتعاد عن تلك الأصول الخطرة مثل الأسهم.

ويأتي هذا التحول الحاد في الأسواق العالمية بعد أن أعلنت الصين تدابير انتقامية رداً على القرار الأميركي المعلن في وقت مبكر من الشهر الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي تعاملات أمس الجمعة، ارتفع سعر العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر (كانون الأول) بنحو 1.7% أو ما يعادل 25.60 دولار ليصل إلى 1534.10 دولار للأوقية.

وكان المعدن الأصفر قد صعد إلى مستوى 1539.50 دولار للأوقية بعد دقائق من تصريحات الرئيس الأميركي، ما يعني أن مكاسبه تجاوز الـ30 دولاراً في تعاملات أمس فقط.

وارتفع سعر التسليم الفوري للمعدن النفيس بنحو 1.8% أو ما يوازي 26.55 دولار ليسجل 1524.61 دولار للأوقية. وخلال نفس التوقيت، ارتفع الين الياباني أمام الدولار الأميركي بنحو 0.9% لتهبط الورقة الخضراء إلى 105.47 ين، بعد أن حقق مكاسب بأكثر من 1% في وقت سابق.

كما شهدت العملة اليابانية مكاسب بأكثر من 0.4% مقابل نظيرتها الأوروبية الموحدة ليتراجع اليورو إلى 117.44 ين. وبالنسبة لعملة سويسرا، فإن الفرنك سجل مكاسب تتجاوز 0.7% مقابل الورقة الأميركية، ليتراجع الدولار إلى 0.9764 فرنك، بعد أن ارتفع بنحو 1% في وقت سابق من التعاملات.

كما صعد الفرنك السويسري أمام اليورو بنسبة تزيد على 0.2% لتنخفض العملة الأوروبية الموحدة إلى 1.0873 فرنك.

ومع اعتبار المستثمرين السندات أحد الملاذات الآمنة في أوقات عدم اليقين، فإن سوق السندات شهدت اندفاع المستثمرين ما دفع العائد على تلك الديون الحكومية للتراجع نظراً لوجود علاقة عكسية بين الأسعار والعائد.

وتراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لآجل 10 أعوام إلى 1.533%. كما انخفض العائد على الديون الحكومية مستحقة السداد بعد عامين إلى 1.535%.

وعند تسوية تعاملات الجمعة، ارتفع سعر العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) المقبل بنحو 1.9% أو ما يعادل 29.10 دولار إلى 1537.60 دولار للأوقية وهو أعلى مستوى لهذا العقد الأكثر نشاطاً منذ أبريل (نيسان) من العام 2013.

وصعد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 2.04% ما يعادل 30.20 دولار ليسجل مستوى 1528.26 دولار للأوقية.

الدولار يسجل خسائر كبيرة في سوق العملات
وفي سوق العملات، عمّق الدولار من خسائره أمام العملات الرئيسية خلال تعاملات أمس الجمعة، حيث تراجع الدولار الأميركي أمام اليورو بنحو 0.6% لتصعد العملة الأوروبية الموحدة إلى 1.1144 دولار، كما هبط أمام الين بنسبة 1% إلى 105.39 ين.

وتراجعت الورقة الأميركية الخضراء أمام الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% عند 1.2266 دولار، كما انخفضت أمام الفرنك السويسري بنحو 0.9% إلى 0.9743 فرنك.

وخلال تلك الفترة، تراجع مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء العملة أمام 6 عملات رئيسية بنحو 0.6% عند 97.604 بعد أن كان وصل إلى 98.450 في وقت سابق من التعاملات.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد