ملخص
كشفت إحصاءات أميركية جديدة عن واقع جرائم الكراهية ضد اليهود والمسلمين والسود والأقليات الأميركية الأخرى.
في وقت تثير فيه الحرب المستمرة بين إسرائيل و"حماس" المخاوف من ارتفاع التمييز على أساس الدين والكراهية في جميع أنحاء العالم، عكست إحصاءات مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) الجديدة واقع جرائم الكراهية ضد اليهود والمسلمين والسود والأقليات الأميركية الأخرى.
ففي عام 2022 كان هناك ما لا يقل عن 11634 حادثة مرتبطة بجرائم كراهية جرى الإبلاغ عنها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي من قبل وكالات إنفاذ القانون، وكانت جرائم الكراهية ضد السود الأميركيين من أصل أفريقي هي الأكثر شيوعاً، إذ شكلت ما يقارب ثلث إجمال الجرائم المبلغ عنها.
أما بالنسبة إلى جرائم الكراهية المرتبطة بالدين، فكانت الحوادث المعادية لليهود هي الأكثر شيوعاً، إذ بلغ مجموعها 1124 حادثة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان، "أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي اليوم إحصاءاته السنوية حول جرائم الكراهية، وقد ارتفعت جرائم الكراهية المعادية للسامية بنسبة 25 في المئة خلال الفترة بين عامي 2021 و2022، وشكلت معاداة السامية أكثر من نصف مجموع جرائم الكراهية القائمة على الدين التي جرى التبليغ عنها".
وأضاف البيان، "إلى هؤلاء الأميركيين القلقين في شأن العنف في داخل البلاد نتيجة للأعمال الإرهابية الشريرة التي ترتكبها ’حماس‘ في إسرائيل، نحن نراكم ونسمعكم".
وقال الرئيس الأميركي "لقد طلبت من أعضاء فريقي، بما في ذلك وزير الأمن الداخلي [أليخاندرو] مايوركاس والمدعي العام [ميريك] غارلاند، إعطاء الأولوية لمنع وتعطيل أية تهديدات ناشئة يمكن أن تلحق الضرر باليهود أو المسلمين أو الأميركيين العرب أو أية مجتمعات أخرى خلال هذا الوقت، وستواصل إدارتي مكافحة معاداة السامية وكراهية الإسلام".
وبحسب البيانات فإن العرب والمسلمين والسيخ في الولايات المتحدة، الذين واجهوا موجة من التمييز وعنف الكراهية بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر (أيلول)، تعرضوا لـ 431 جريمة كراهية عام 2022.
وكانت الأشكال الأكثر شيوعاً لجرائم الكراهية، بحسب البيانات، هي الترهيب وتدمير الممتلكات والتخريب والاعتداء، في حين كان الأشخاص البيض هم المجموعة الأكثر احتمالاً لارتكاب جرائم الكراهية المسجلة.
ويقول قادة المجتمع إن اليهود والفلسطينيين في الولايات المتحدة وخارجها يعانون بالفعل حوادث الكراهية وسط الحرب المستمرة في إسرائيل وغزة.
من جهتها فتحت وزارة العدل تحقيقاً فيدرالياً بشبهة حصول جريمة كراهية في جريمة الـ 14 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري التي أدت إلى وفاة الطفل وديع الفيومي، وهو طفل أميركي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر ست سنوات، تعرض للطعن حتى الموت على يد مالك المنزل [الذي تسكنه عائلته] وهو يصرخ بعبارات معادية للمسلمين، وكذلك أصيبت والدة الفيوم خلال الاعتداء.
وقال مسؤولو وزارة العدل في بيان إن "هذه الحادثة لا يمكنها إلا أن تزيد مخاوف المجتمعات الإسلامية والعربية والفلسطينية في بلادنا في ما يتعلق بالعنف الذي تغذيه الكراهية".
وأضاف البيان، "لا ينبغي لأحد في الولايات المتحدة الأميركية أن يعيش في خوف من العنف بسبب طريقة عبادته أو بسبب أصوله أو أصول أسرته".
وخلال الأسبوع الماضي قامت مجموعة مكونة من ثلاثة رجال في نيويورك يلوحون بالأعلام الإسرائيلية ويرددون عبارات معادية للفلسطينيين، بالاعتداء على ثلاثة رجال في أحد أحياء بروكلين التي يقطنها عدد كبير من العائلات اليمنية والسورية والمصرية، وفقاً لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير).
وقال مدير الأبحاث والمناصرة في المجلس كوري سايلور لصحيفة "غارديان" إن "هذه اللحظة مختلفة، ففي الوقت الحالي هناك استهداف شرس وبصورة غير عادية للطلاب الذين يدعمون فلسطين، وحجم وشدة هذا الاستهداف لم أشهد مثلهما من قبل".
كما واجهت المجتمعات اليهودية في الولايات المتحدة أعمال عنف وترهيب قائمة على الكراهية منذ اندلاع الحرب أيضاً، وشوهد متظاهر في نيويورك وهو يرفع صورة صليب معقوف [إشارة النازية]، بينما شوهد متظاهر آخر يحمل علم جماعة مصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، وفقاً لرابطة مكافحة التشهير التي تراقب معاداة السامية وغيرها من أشكال العنف القائمة على الكراهية.
وبحسب المجموعة فقد تعرض اليهود للمضايقات خارج معابدهم في الولايات المتحدة بسبب الحرب، وفي مدينة فرينسو بولاية كاليفورنيا تحقق الشرطة في حادثة إلقاء حجر على معبد يهودي محلي.
أما على الصعيد الدولي فشعر كثيرون بالقلق بعد ظهور رسوم لنجمة داود على أبواب المنازل في برلين خلال الأيام الأخيرة، في إشارة تقشعر لها الأبدان تعود لماضي ألمانيا النازي ومحاولة تخويف السكان اليهود الحاليين.
© The Independent