Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سيناريو الممر الإنساني الآمن في إدلب... بداية النهاية

تضيق حلقات الحلول السياسية مع اشتداد المعارك ومدنيون يتخوفون من اقتيادهم إلى الخدمة الإلزامية

يعزف الشباب عن الخروج عبر الممرات الآمنة باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام السوري خوفاً من اقتيادهم إلى الخدمة الإلزامية في الجيش (اندبندنت عربية)

لا تزال المعارك مستمرة في إدلب شمال غربي سوريا، آخر معاقل المعارضة السورية. ومع اشتدادها، تضيق حلقات الحلول السياسية في أكثر الملفات الشائكة بعد اتفاق سوتشي 2018 وسقطت إزاءها كل التفاهمات الدولية وأبرزها أستانا ومواثيق الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران).

ما بعد خان شيخون

ومع تواتر الأنباء عن انهيار تحصينات بلدات وقرى استراتيجية مثل "مورك وخان شيخون" في ظل تقدم الحملة العسكرية السورية والحليف الروسي، أكملت قوات النظام حشدها في اتجاه بلدة معرة النعمان.

وأوضحت مصادر أمنية لـ "اندبندنت عربية" أن "العمليات العسكرية تتركز حالياً في الاتجاه الشرقي للبلدة، حيث بدأ القصف المدفعي بالتمهيد للإطباق على بلدة المعرة وعلى بعد قرابة 15 كيلومتراً منها، وذلك يمكن أن يحقق سيطرة سريعة على مداخلها، لا سيما مع تهاوي تحصينات وتشتت قوى فصائل المعارضة المقاتلة على هذه الجبهة".

في السياق ذاته، فضّل الجيش التركي عدم الدخول في معركة مباشرة مع الحملة العسكرية، مكتفياً بمعركة إعلامية ودبلوماسية واتصالات على أعلى المستويات مع الجانب الروسي، أسفرت عن إصرار أنقرة على إبقاء نقاطها كافة على الأرض من دون سحبها ومنها النقطة التركية التاسعة.

ريف حماة الشمالي

وتشير وقائع الميدان وفق ما ذكر المصدر، أن معرة النعمان تحتل المرتبة الثانية في الأهمية بعد خان شيخون، التي أحكمت قوات النظام سيطرتها عليها بالكامل، إضافةً إلى السيطرة على بلدات اللطامنة وكفرزيتا ولطمين معركبة واللحايا، وبذلك يكون ريف حماة الشمالي تحت سيطرة النظام السوري.

في جهة مقابلة، أظهر الإعلام الرسمي السوري صوراً لقواته داخل خان شيخون الجمعة 23 أغسطس (آب) 2019، حيث دارت على أطرافها أعنف المعارك، وانسحبت نتيجتها فصائل المعارضة المسلحة، ودخل بعدها رتل عسكري تركي محاصر من قبل الجيش السوري من الجهات كافة. في وقت تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لجندي سوري على مقربة من نقطة المراقبة التركية التاسعة، وهي نقطة من بين 12 نقطة مراقبة تركية، ضمن اتفاق سوتشي لمناطق خفض التصعيد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ممر بلدة صوران

في غضون ذلك، فتحت الخميس 22 أغسطس سوريا ممراً آمناً في بلدة صوران، بهدف نقل المدنيين الراغبين في الخروج من مناطق لا تزال تحت سيطرة المعارضة. وذكرت وزارة الخارجية السورية في بيان أنه "سيُصار إلى تأمين حاجات المواطنين كافة".

من جهته، رأى أيمن سوسان، معاون وزير الخارجية السورية في تصريح صحافي أن "هذه الخطوة (الممر الآمن) تعكس اهتمام الدولة بأرواح مواطنيها وهو مادة ينص عليها القانون الدولي الإنساني، وكل من يعيق مرور المدنيين من قبل المجموعات المسلحة أو الأتراك، يتحمل مسؤولية ذلك كاملةً".

سيناريو الممرات

ويتخوف المدنيون من استخدام الممر الإنساني للعبور إلى منطقة أخرى، وذلك بحسب أحد الناشطين في المجال الإغاثي الذي قال "الواقع في إدلب مختلف، كل الممرات الإنسانية التي افتُتحت في وقت سابق في المحافظات كانت مختلفة، فالمواطنون خائفون من اعتقالهم".

كما يعزف المدنيون من فئة الشباب عن الانتقال إلى تلك المناطق، خشية اقتيادهم إلى الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية، كما حدث في ممرات إنسانية سابقة، من دون وجود تسويات لأوضاعهم.

ويقول ناشطون إن "الممر الإنساني الذي فُتح في صوران أمام المدنيين الراغبين في اللجوء إلى مناطق يسيطر عليها النظام، لا يخرج منه الرجال والشباب ويقتصر الأمر على مغادرة النساء والأطفال".

في وقت تتجه معظم العائلات إلى مناطق المخيمات التي أُقيمت على الحدود التركية، ومن أكبرها مخيم بلدة أطمة الحدودية مع تركيا، ومعظم أهالي بلدة معرة النعمان وخان شيخون والقرى المحيطة بالبلدتين اتجهوا إلى ريف حلب أو إدلب المدينة في مركزها، كنازحين لدى أقرباء لهم أو استأجروا المنازل.

ويعددُ الناشطون في ريف إدلب الجنوبي مشاكل كثيرة يعاني منها النازحون القابعون في العراء بين حقول الزيتون، من عدم توفر مستلزمات وخدمات أساسية.

الواقع على الأرض ينبئ بكارثة إن لم تتدخل المنظمات الإنسانية والدولية للمساعدة، في وقت ترتفع معاناة النازحين في ريفي حلب وإدلب وبلدات في الشمال الشرقي السوري، بسبب ارتفاع أسعار الإيجار والشقق المفروشة، من دون مراعاة للظروف الصعبة للمهجرين من ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي