ملخص
دخلت الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي يومها السادس وسط تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وتعالت دعوات دولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية
وسط تجدد الغارات الإسرائيلية وتصاعد وتيرة الحرب بين حماس والجيش الإسرائيلي عبّر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية للمدنيين وتعرض حياتهم إلى الخطر، مؤكداً بذل الجهود الممكنة لوقف أعمال التصعيد في غزة.
وفيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ناقشا أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين خصوصا مع اقتراب نفاد المعدات الطبية بالمستشفيات بالإضافة إلى أزمة الوقود عقب انقطاع التيار الكهربائي.
ويتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل في مهمة للشرق الأوسط للحيلولة دون نشوب حرب أوسع بعد هجوم حركة حماس على إسرائيل واحتجازها رهائن وقصف إسرائيل لقطاع غزة. وإظهاراً للتضامن مع أقرب حليف لواشنطن في الشرق الأوسط.
بلينكن يزور إسرائيل إظهارا للتضامن الأميركي
وشددت الخارجية الأميركية على إدانة حركة حماس وتأكيد دعمها لإسرائيل عسكرياً وسط زيادة الضغوط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعد قرار مواصلة القتال واحتقان الداخل الإسرائيلي.
في السياق، أعلنت الخارجية الأميركية رفع تحذير السفر لإسرائيل والضفة الغربية إلى المستوى 3 ويشمل "إعادة النظر في السفر بسبب الإرهاب والاضطرابات المدنية".
ويدخل الصراع بين حماس والجيش الإسرائيلي يومه السادس بعدما اجتاحت حركة حماس بلدات إسرائيلية السبت الماضي، وقتلوا 1200 شخص واحتجزوا العشرات من الرهائن في غزة.
وردت إسرائيل بضربات جوية أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 شخص، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
ويتزامن هجوم السبت، وهو أكبر توغل داخل إسرائيل منذ عقود. ويعيش في غزة نحو 2.3 مليون تحت حصار تفرضه إسرائيل منذ سيطرة حماس على القطاع في 2007.
انقسام حاد في الداخل الإسرائيلي
في المقابل أثارت حكومة بنيامين نتنياهو انقساماً حاداً في المجتمع الإسرائيلي، لا سيما على خلفية مشروع التعديلات القضائية، لكن السياسي اليميني الذي أمضى أطول مدة في رئاسة الوزراء في إسرائيل، سيقود مجتمعاً موحداً خلف مطلب توجيه ضربة قاصمة لحركة حماس بعد عمليتها الدموية المباغتة.
وحفرت هذه العملية عميقاً في المجتمع نظراً الى حجمها غير المسبوق وعنصر المباغتة فيها. وأدت العملية إلى مقتل 1200 شخص على الأقل في إسرائيل وأخذ عشرات غيرهم رهائن لدى الحركة.
وردت إسرائيل بقصف جوي ومدفعي مكثف ومتواصل على غزة، أدى الى مقتل 1100 شخص على الأقل في القطاع.
وتعهد نتنياهو مواصلة القتال، قائلاً إن كل عضو في الحركة الفلسطينية سيكون "في حكم الميت". وقال في تصريح متلفز "حماس هي داعش وسنسحقها وندمرها كما دمر العالم الإرهابيين".
ضغوط وجبهات متعددة
وقال المحلل السياسي الاسرائيلي عكيفا إلدار لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "نتنياهو محاصر في الزاوية. الجميع يضغطون عليه، بمن فيهم حزبه الليكود".
لكن إلدار اعتبر أن التفويض الممنوح لنتنياهو لن يكون من دون قيود، حاله كحال الدعم الأميركي الذي أعرب عنه الرئيس جو بايدن مراراً منذ بدء العملية.
وأوضح "على نتتياهو تدمير البنية التحتية لحماس بالتأكيد. لكن إذا أتى ذلك على حساب موت الأطفال جوعاً في غزة، حينها سيتبدل الرأي العالمي، المساند حاليا لإسرائيل، سريعاً".
وأضاف "يجب أن يكون الرد متناسبا مع الفظائع التي ارتكبتها حماس. لكن نتنياهو لا يمكنه أن يتحمل مقتل ألف جندي (إسرائيلي) إضافي أو الرهائن" الذي أسرتهم الحركة، والمقدر عددهم من الجانب الاسرائيلي بنحو 150 شخصا.
وخلال خمسة أيام من الحرب، أكدت الأمم المتحدة أن القصف الإسرائيلي أدى إلى نزوح أكثر من 260 ألف شخص في غزة.
عين على اقتصاد إسرائيل
نقطة أخرى تثير الضغوط هي تحذير خبراء إسرائيليين من شلل طويل للنشاط الاقتصادي في البلاد، كما وقع خلال حرب يوليو (تموز) 2006 مع حزب الله اللبناني، التي امتدت لأكثر من شهر.
ورأى مصدر عسكري أن إسرائيل تخشى أيضا توسع النزاع مع حماس ليشمل جهات إقليمية أخرى معادية للدولة وداعمة للحركة الفلسطينية، لا سيما حزب الله.
حكومة حرب
وأكد المصدر أن إسرائيل غير جاهزة لفتح جبهتين أو ثلاث في الوقت عينه، في إشارة لاحتمال دخول الحزب اللبناني على الخط واندلاع مواجهات مع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وفي ما بدا مسعى للمضي في الحرب بجبهة داخلية موحدة، توصل نتنياهو وأحد زعماء المعارضة وزير الدفاع السابق بيني غانتس الأربعاء لاتفاق على تشكيل "حكومة طوارئ" و"حكومة حرب".
نتنياهو في مهب الريح
ورأى الخبير الإسرائيلي والنائب السابق عن حزب العمل دانيال بينسيمون أن "وجود بيني غانتس في الحكومة سيخفف قليلاً الضغط على رئيس الوزراء".
وأضاف "هذا سيخفف من التوتر لكنه لن يؤدي الى تغيير في الجوهر: أيام نتنياهو (السياسية) باتت معدودة وهو يدرك ذلك. لن ينجو من هذه الأزمة. مسيرته السياسية انتهت".
وتابع "ما حدث منذ هجوم السبت الماضيغير مسبوق منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948. سيتم فتح تحقيق. بعد ذلك، سيلقى به نتنياهو في مزبلة التاريخ مع هذه الوصمة المخزية في سجله".
ملفات نتنياهو المؤجلة
ويستبعد الخبراء أن يؤدي التصعيد الراهن إلى طي صفحة المشكلات التي واجهها نتنياهو قبل بدء الحرب.
فبعد انتهاء القتال، يرجح أن يستأنف الإسرائيليون تظاهراتهم غير المسبوقة الرافضة للتعديلات القضائية، التي كانت تستقطب الآلاف أسبوعياً على مدى 10 أشهر.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس روفن هازان أن ذلك سببه فشل مقاربة نتنياهو حيال حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وأوضح "الرأي العام سيجعله يدفع الثمن عندما ينتهي كل ذلك".
وأضاف "نهجه شابته عيوب. حماس تسيطر على غزة منذ 2007، ونتنياهو انتخب في 2009، وتولى الطرفان السلطة بشكل شبه متزامن. وخلال تلك الفترة، زاد خطر مسلحو حماس بشكل كبير".
خطأ إسرائيلي فادح
وخاضت أكثر من حرب مع فصائل في غزة مثل حماس والجهاد لم تحقق أي منها نتائج ملموسة، وفق الضابط المتقاعد والمستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي يعقوب أميدرور.
وقال "ارتكبنا خطأ فادحاً بالاعتقاد أن منظمة إرهابية قد تغير تكوينها".
لكن الأسئلة التي تطرح حالياً تدور حول ما يمكن لإسرائيل القيام به في ظل إخفاق استراتيجياتها السابقة.
وطرحت صحيفة "جيروزالم بوست" سؤالاً يردده العديد من المعلقين والاسرائيليين: هل حان الوقت لإعادة احتلال غزة؟
لكن الإجابة عن هذا السؤال ليست بسيطة، وفق الباحث إلدار.
وأوضح "عندما تدخل قطاع غزة، لا تعرف كيف ستخرج منه. هذه هي معضلة نتنياهو. لذا، هل سيكون عقلانياً بما يكفي لاتخاذ القرار الصحيح؟".
حزب الله على خط القتال
وأمس الأربعاء، تبنى "حزب الله" إطلاق صواريخ على موقع عسكري إسرائيلي رداً على مقتل ثلاثة من عناصره قبل يومين، في استهداف ترد عليه إسرائيل بقصف مكثف على جنوب لبنان، بينما استمرت الغارات المكثفة على غزة.
ويتبادل "حزب الله" والجيش الإسرائيلي القصف منذ الأحد الماضي غداة تنفيذ حركة "حماس" هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، مما يثير خشية من تداعيات ارتفاع منسوب التوتر في جنوب لبنان.
وأعلن "حزب الله" في بيان استهدافه "موقع الجرداح" في مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ الموجهة، في ما وصفه بـ"رد حازم على الاعتداءات" الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل ثلاثة من عناصره في الأقل.
من جهته أكد الجيش الإسرائيلي أن وحداته قصفت الأراضي اللبنانية، "رداً على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات على جنود الجيش الإسرائيلي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتتعرض أطراف بلدات حدودية عدة، بينها الضهيرة ويارين، لقصف مدفعي إسرائيلي وفق مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بإصابة مدنيين اثنين بجروح طفيفة في الضهيرة، وذكرت أن طائرات إسرائيلية مسيرة تشارك في القصف، بينما "تتصدى لها رشاشات" الحزب.
وكان "حزب الله" شيع أمس الثلاثاء ثلاثة من عناصره غداة مقتلهم بقصف إسرائيلي، أعقب محاولة تسلل مقاتلين عبر الحدود تبنتها "حركة الجهاد الإسلامي".
في موازاة ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء ارتفاع حصيلة القتلى إلى 1200 في اليوم الخامس للعملية، وقتل أكثر من 30 شخصاً في قطاع غزة ليلاً، مما يرفع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 950.
إليكم تغطيتنا للتطورات عندما حدثت.