Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر التي في الساحل الشمالي... مجتمع جديد يثير الجدل الطبقي

يخضع الراغب بشراء وحدة سكنية إلى كشف هيئة يحدد إن كان يصلح للاندماج داخل الكيان أم لا

الساحل الشمالي هو تلك المنطقة الممتدة من غربي مدينة الإسكندرية إلى مشارف مدينة مرسى مطروح (إندبندنت عربية)

لم يعد "الساحل" مجرد مصيف أو منتجع أو إشهار حالة أو استعراض وضع أو حتى "فورمة"، بل أصبح منظومةً قائمةً بذاتها، وكياناً شبه مستقل، وبيئة حاضنة للمصيف المصري المقتصر على سكّان قمة الهرم بأولوياتهم الفريدة وملابسهم الغريبة وأسلوب حياتهم الرافع راية الانسلاخ عن الواقع من حولهم، ولو لأيام معدودات ومحدودات.

ساحل مصر الشمالي هو تلك المنطقة الواقعة من أقصى شرقي مصر، وتحديداً من مدينة رفح شرقي سيناء إلى أقصى غربي مصر، وتحديداً مدينة السلوم على الحدود الليبية بطول 1050 كيلومتراً.

لكن في عُرف الصيف والمصيف بمصر الحديثة، فإن الساحل الشمالي هو تلك المنطقة الممتدة من غربي مدينة الإسكندرية إلى مشارف مدينة مرسى مطروح، وذلك مروراً بالحمام والعلمين وسيدي عبد الرحمن والضبعة وفوكة ورأس الحكمة بطول نحو 250 كيلومتراً.

حياة الساحل
هذه الكيلومترات تشهد ما أضحى يُسمى بـ"حياة الساحل" التي يعتبرها البعض تفصيلة حياتية عادية من تفاصيل الحياة، وينظر إليها البعض الآخر باعتبارها إمَّا كابوساً ينغص الحياة ويقلب المواجع ويؤلب الطموح المستحيل، وإمَّا رجساً تجب محاربته وقبحاً يلزم مواجهته.

مواجهة نزوح ملايين المصريين من الطبقة المتوسطة وما دونها إلى مدينة الإسكندرية (التي كانت حتى منتصف سبعينيات القرن الماضي قِبلة أرستقراطيي مصر وطبقتها المخملية) تبلور في منتصف ثمانينيات القرن الماضي بتوجه الدولة إلى بناء عدد محدود من القرى السياحية، وهي مراقيا ومرابيلا ومارينا.

يقول المهندس سليمان عيسى (متقاعد) وأحد أوائل الملاك في مراقيا، "مثَّلت هذه القرى قفزةً كبيرةً للسياحة الصيفية الداخلية في مصر. لكنها كانت موجهة إلى الأثرياء فقط، نظراً إلى أسعارها التي لم تكن في متناول الطبقة المتوسطة وما دونها".

ويضيف "كان الذهابُ وقتها إلى مراقيا وقضاء بضع ساعات هناك يمثل حلماً لكثيرين. اليوم تدهورت أحوالها هي وقرية مرابيلا، وذلك بعد ما فُتِحَ البابٌ لتأجير الوحدات لموظفي الشركات والمصانع، وهو ما دفع غالبية المُلاك القدامى إلى عرض وحداتهم للبيع والنزوح إلى القرى الجديدة هرباً من هجوم الموظفين والطبقة المتوسطة الجديدة عليهم في عقر مصيفهم". 

كر وفر بين الطبقات
عقر المصايف المصرية ما زال في الإسكندرية وعدد من المدن الساحلية الأخرى مثل رأس البر وجمصة وبلطيم، لكنه عقر صار مقصوراً على الطبقة المتوسطة وما دونها. أمَّا الطبقات الأخرى فهي في حالة هروب دائم، وكر وفر مستمرين، حيث تستقر في منتجع ساحلي جديد على الساحل الشمالي، فتلحق بها الطبقة المتوسطة الجديدة أو العليا غير الأصيلة أو المتدينة تديّن التسعينيات، فتعاود الفرار إلى منتجع آخر وهلم جرا.

عملية الكر والفر الدائرة رحاها في منتجعات ساحل مصر الشمالي جديرة بالدراسة وتستحق التحليل. ورغم أن الغالبية المطلقة من الكارين والفارين والنازحين هرباً من هؤلاء والممسكين بتلابيب أولئك تتحاشى الجهر بالاحتقان المجتمعي الدائر أو التعبير عن الاحتكاك الطبقي الجائر، فإن واقع الحال يؤكد أن الاحتقان قائمٌ والاحتكاك بالغٌ.

وبلغت جهود الحفاظ على هؤلاء في مأمن من أولئك حد إخضاع راغبي شراء الوحدات السكنية في بعض المنتجعات الجديدة لكشف هيئة ومقابلة شخصية لتقييم نوعية المالك الجديد، وإن كان يصلح للسكن في هذا المجتمع دون أن ينغص حياة المُلاك أم لا.

وتطور الأمر أخيراً إلى المطالبة بالاطلاع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمشترين الجدد قبل السماح لهم بالشراء.

تطوير عقاري ساحلي
يقول عمر علي، (خريج كلية العلوم السياسية ومدير مبيعات في إحدى شركات التطوير العقاري بالساحل الشمالي)، "المسألة، لا سيما في الساحل الشمالي، لم تعد مجرد امتلاك الضمانات المالية الكافية لسداد قيمة الوحدة، لكنّ أموراً اجتماعية وتعليمية ونفسية عدة باتت تتحكم في عمليات البيع والشراء".

 

مروة هاني، (34 عاماً)، سيدة منتقبة ثرية، تقول "كنا نبحث عن شاليه في إحدى قرى الساحل الشمالي الراقية، وبعد بحث استقر رأي عائلتي على قرية بعينها. اتصلنا بالمبيعات، وعرفنا كل التفاصيل، وحددنا موعداً".

وتضيف "فوجئنا بعد الموعد الذي شمل مقابلة مع موظف آخر ورغم استعدادنا للسداد الفوري بشخص يتصل بنا، ويعتذر إلينا عن عدم إمكانية البيع، لأن الوحدات كلها التي كانت متاحة بِيعت! وبالطبع لم أقتنع بما قال، وبعد بحثٍ وتقصٍ عرفت أن هذا الأسلوب متبعٌ في أكثر من مكان لتقليص عدد المنتقبات والملتحين".

منتقبات وملتحون
"المنتقبات والملتحون موجودون حولنا في كل مكان بمصر. والحقيقة أن أغلبهم، حتى وإن لم يتبرع بإدلاء النصيحة الدينية للآخرين، لديهم القدرة على مضايقة الآخرين بتصويب نظرات لوامة إليهم، حسبما تقول حنان السمري التي تملك وحدة في إحدى قرى الساحل الشمالي المعروفة بخصوصيتها الشديدة وبيئتها غير الخاضعة للمقاييس المجتمعية التي صارت غارقة في الالتزام المظهري.

وتضيف "هل كثيرٌ علينا أن نستمتع بحياتنا كما نريد وليس كما يريد المتدينون تديناً مظهرياً اجتاح مصر منذ الثمانينيات، والمتأثرون بجماعات الإسلام السياسي التي سيطرت على الشارع المصري عقوداً؟".

حقوق الآخرين
البعض من سكَّان وملاك منتجعات الساحل الشمالي يدافع عن حقوق "الآخرين" في ارتياد قراهم وزيارتها وسكناها، وذلك من منطلق حقوقي وعلى سبيل درء اتهامات العنصرية والطبقية.

عادل صبحي، 20 عاماً، (طالب في إحدى الجامعات الخاصة وأحد المقيمين طيلة شهور الصيف في فيلا والده بأحد أرقى منتجعات الساحل) يقول إنه يعترض تماماً على هذا "الفصل العنصري"، ويرى أن من حق من يودّ شراء وحدة سكنية في أي مكان أن يشتريها طالما التزم بالقانون، ولم يعتدِ على حقوق الآخرين.

ويستطرد قائلاً "من حقي أن أرتدي ما أحب، وأتصرف بالطريقة التي ترضيني ولا تضايق الآخرين أو تجور على حقوقهم. وعليّ كذلك أن أحترم حقوق الآخرين، وأدافع عن حقهم في الحضور أينما يودون".

وتود وزارة الأوقاف المصرية هذا العام أن تدلو بدلوها في منظومة الساحل الشمالي وثقافته الآخذة في النمو والتوغل والتغلغل في قرى الساحل العصية على الانصياع للقواعد الاجتماعية والمظهرية التي باتت سائدة في الشارع المصري على مدار العقود الخمسة الماضية.

"قوافل دعوية من الأئمة الشباب المتميزين ستتوجه إلى الساحل الشمالي والعلمين، وذلك لنشر صحيح الدين في هذه المناطق، لا سيما أنها تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين طيلة أشهر الصيف".

قوافل دعوية
القوافل الدعوية في المنتجعات السياحية لنشر صحيح الدين لم تجد آذاناً مصغية بقدر ما وجدت دعابات ساخرة وانتقادات لاذعة.

"بدلاً من إهدار الوقت والمال والادعاء بأن الأئمة قادمون لنشر صحيح الدين بين المصيفين في الساحل، لماذا لا تنظمون لهم وأسرهم رحلات مصيف بعيداً عن هذه المنتجعات؟!". "شعب الساحل يختلف شكلاً وموضوعاً عن شعب مترو الأنفاق. أكشاك الفتوى التي غزت محطات المترو قبل عامين أبهرت البسطاء الذين أقنعهم البعض أن الدين عسر فصدقوهم لأنهم بسطاء ومتواضعو التعليم والتنشئة. لكن أن ترسلوا أئمة لمنتجعات الساحل فهذا هراء". آلاف التدوينات والتغريدات والتعليقات الساخرة والرافضة والغاضبة من مثل هذه القوافل فتحت أبواب السجال الثقافي والمجتمعي والسلوكي على مصراعيها.

لكن أبواب المنتجعات على النقيض أحكمت إغلاقها، لا سيما في ظل حفلات الساحل الليلية التي يقيم بعضها الدنيا ولا يقعدها إلا غيرها أكثر إثارة للقيل وترويجاً للقال.

القيل والقال حول حفل الموسيقار ياني، ثم الفنانة جينيفر لوبيز في الساحل قبل أسابيع لم يخمده نسبياً إلا القيل والقال حول حفل "الهضبة" عمرو دياب، وهلم جرا.

أسعار التذاكر
وقد جرى العرف أن تثار البلبلة وتتصاعد الطنطنة حول أسعار التذاكر التي يبلغ بعضها ستة وسبعة آلاف جنيه مصري للواحدة (نحو 420 دولاراً أميركياً)، أي نحو ثلاثة أضعاف الدخل الشهري للمصنفين باعتبارهم ناجين من خط الفقر في مصر.

لكن الضجيج بات يطال كذلك ملابس شعب الساحل رجاله ونساءه. فما أن تتسلل بعض صور لمشاهير أو غير مشاهير وهم يرتدون ملابس غير مطابقة لمواصفات الشارع المصري حتى يدق المطرودون من جنة الساحل على أوتار "العري" و"الأخلاق المنفلتة" و"التشبه بالغرب" و"الانفصال عن المجتمع" إلى آخر العبارات المطالبة ضمناً بهدم منظومة الساحل واعتباره منطقة محررة من الطبقة المخملية وخاضعة لمعايير الأغلبية الشعبوية.

الشعبوية المصرية حيث خليط معتبر من تدين السبعينيات والثمانينيات، ونبذ الاختلاف باعتباره مهدداً للأمة ومنذراً بالغمة، والمطالبة بفتح حدود المنتجعات الراقية أمام طبقات الشعب العاملة وغير القادرة من باب العدالة الاجتماعية والمساواة الشعبية تعبر عن نفسها واضحة جلية على الجزء من طريق الساحل الذي بات يسمى "طريق القرى".

طريق القرى عامرٌ بكل ما من شأنه أن يقف على طرف نقيض من الآخر. "توك توك" ينقل رواد إحدى القرى النجمتين أو الثلاث إلى أخرى مماثلة، "بي إم دبليو" الفئة السابعة تتسابق و"أودي كيو 7" بين التكاتك المارقة، فتيات وسيدات يرتدين شورتات ساخنة وفساتين قصيرة يبتعن مانجو وكمثرى من بائع بعربة كارو وحمار على الطريق، شباب تنضح أجسادهم بـ"فورمة الساحل" المكلفة و"تاتو" بعبارات صينية ورسائل كونية في نقاش كروي ساخن مع بائع الأسماك المشوية الذي يتفاخر هو الآخر بـ"فورمة الفنان محمد رمضان" و"تاتو" من الحناء بديلاً للحية، أغنيات ملكة الراب نيكي ميناج وكاردي بي المتباعثة من السيارات المتسابقة تتداخل، وكلمات "عايم في بحر الغدر" لحمو بيكا، و"يا شدة شدي كمان بزيادة" لشادي العدوي المتفجرة من التكاتك وسيارات السرفيس المتناحرة على الطريق نفسه.

طريق الموت
الطريق بات هو الآخر مكوناً رئيسياً من مكونات منظومة الساحل. فقد بات لعنة مهددة وخطراً داهماً محدقاً بالجميع. انتشار الأنشطة التجارية عليه من محلات ومطاعم وأكشاك وباعة جائلين، وانتعاش ظاهرة تحركات الشباب والعائلات المستمرة من قرية إلى أخرى حيث الأهل والأصدقاء جعل من الطريق السريع طريق موت رهيب، لا سيما في ظل غياب شبه كامل للرقابة عليه.

يقول بائع مانجو يرابط على الجانب الآخر من مجموعة "مارينا" ذائعة الصيت إنه "يشهد يومياً حوادث عدة أمامه بعضها قاتل. البعض يسير عكسي، والبعض الآخر يخترق الطريق بالعرض ليصل إلى الجهة المقابلة ناهيك بأولاد الأغنياء الذين يسابقون بعضهم بعضا بسرعات هائلة، وبعضها ينتج عنه موت بعضهم. أمَّا الذين يقودون التكاتك والثمناية (سيارات ثُمن نقل) السرفيس، فهؤلاء غلابة يسعون وراء لقمة العيش".

وبعيداً عن أن بائع المانجو نفسه يقتطع جزءاً لا بأس به من عرض الطريق، فإن كلامه يعكس نظرة طبقية هو الآخر. طبقية بائع المانجو تنحاز إلى القاعدة الاجتماعية التي ينتمي إليها، وهي القاعدة التي ترى أن شعب الساحل يمثل مالاً وفيراً، وسيارات فارهة، وشباباً مدللاً، وفتيات ونساء عاريات، وحياة ميسرة، وتوليد المال من الهواء، وتعامياً كاملاً عن الفقراء، ومصدراً للرزق من مايو (أيار) إلى سبتمبر (أيلول) من كل عام.

وفي كل عام تتأجج حلقات الحوار والسجال والخلاف بين المصريين عن منظومة الساحل. فريقٌ يهاجم ويطالب بهدم أسوار المنتجعات وفتحها على مصراعيها أمام الفقراء والمهمشين وأبناء السبيل. وفريقٌ يدافع ويرد بهجوم مستفسراً عن مفهوم الملكية والعائد على من أفنى عمره في العمل ليتملك وحدة شاطئية ليأتي من لا يملك ويشاركه إياها غصباً فارضاً قيمه الثقافية وقواعده الاجتماعية وكود الملابس النابع من البيئة التي أتي منها. وبين هؤلاء وأولئك، آخرون كثيرون باتوا يعتبرون "الساحل" وجهة سياحية لا بغرض الاستحمام في البحر والتمتع بالرمال والشمس، لكن بهدف الاطلاع على عوالم لا يرها إلا في الدراما وعلى صفحات النميمة.

صفحات أخرى تشغل نفسها طيلة أشهر الصيف بتغطيات عن الساحل منها ما يرتكز على خيال كاتبها عن الساحل، ومنها ما يعمل على دغدغة مشاعر القاعدة، علها تثور على القمة فيناله من الحظ جانب.

"باروكة" الساحل
وقد جانب "مدام نادية" التكتيك والتدبير حين ضربت الرطوبة الخانقة شعرها المصفف بعناية في مقتل، وذلك حين قررت أن تتوجه كعادة شعب الساحل بعد الرابعة عصراً إلى الشاطئ وهي ترتدي "باروكة" (شعر مستعار). فقد تصادف في هذا اليوم العصيب وجود مجموعة ضخمة من الصبية والمراهقين على الشاطئ، يركضون صوب البحر ثم يعودون محملين بدِلاء (جمع دلو) بلاستيكية محملة بالماء يتقاذفونها، ثم يلتقطون الرمال ويصنعون منها كرات يصوبونها على عيون بعضهم بعضاً.

وقد تراوحت القصص التي يرويها شهود العيان بين كرة رملية أخطأت عين الصبية فاستقرت على "باروكة" مدام نادية لتحاول تنظيفها فتقع الرمال بالباروكة، وبين اعتراض "مدام نادية" على طريقة لعب الصبية وتفوهها بكلمات تشير إلى ضرورة التأكد من هُوياتهم إذ يستحيل انتماؤهم إلى المنتجع الراقي، وهو ما دفع أحدهم إلى الانتقام بقذفها بكرة من الرمال.

وبغض النظر عن حقيقة ما حدث، إلا أن "باروكة" مدام نادية التي استقرت إلى جوارها فتحت الباب أمام البحث في أسلوب الحياة المتبع في الساحل، وأسباب اختلافه شكلاً وموضوعاً عن مصيف العامة في بقية أنحاء مصر.

يقول عادل مصطفى، الذي اعتاد في السنوات العشر الأخيرة قضاء أسبوع في "مارينا"، وهو مصيف مدعم من قبل البنك الحكومي الذي يعمل فيه، "أول مرة ذهبت إلى مارينا شعرت أن هناك شيئاً ما غير طبيعي. فقد اعتدت منذ طفولتي أن أسبوع المصيف هو استيقاظٌ في الصباح الباكر، توجه إلى البحر، قضاء اليوم حتى وقت العصر، عودة إلى البيت للاستحمام والغذاء وبعض الراحة على أن تخصص فترة المغرب والمساء إمَّا لمشاهدة الغروب على البحر ونحن نرتدي ملابسنا العادية أو التمشية أو تناول الآيس كريم".

ويضيف "لكن في مارينا، اكتشفت أن شعب الساحل يحيا بالعكس. فهم يأوون إلى الفراش في الوقت الذي أستيقظ فيه، ويستيقظون في الوقت الذي أستريح فيه بعد الظهر، ويبدؤون نشاطهم الشاطئي بينما أنهيه أنا. أمَّا كود الملابس والمظهر، ففوجئت أن الكثيرات يرتدين ملابس البحر لا للاستحمام لكن للاستعراض، ناهيك بالميك أب المثبت بعناية ما يتنافى ونزول البحر. حتى الشباب والرجال، أجسادهم تلمع بفعل زيوت الشمس، وبعضهم أزال شعر جسده حتى بات أملساً تماماً مع كم مذهل من العضلات عرفت فيما بعض أنها تعرف بـ(فورمة الساحل)".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فورمة الساحل
هي استعداد ضار للظهور بملابس البحر سواء بالنسبة إلى الشابات أو الشباب. محاولات حثيثة تبدأ في أواخر الربيع للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة، جهود مكثقة لإعادة تقسيم اللحوم والدهون، ومجهود خارق وبروتين ضار لتكوين العضلات المهيبة، التي لا يمسسها الماء إلا قليلاً.

الطريف، أن وسائل إعلام عدة باتت تخصص أبواباً شبه ثابتة لإسداء النصح حول أقصر وأسرع وأضمن الطرق لتحقيق "فورمة الساحل" التي أصبحت منظومة قائمة بذاتها.

منظومة الساحل مليارية من حيث القيمة الاقتصادية. ولا يمر يومٌ دون أن تتسابق الصفحات الاقتصادية لنشر أخبار الشركة التي تستثمر أربعة بلايين في هذه القرية، وأخرى أودعت سبعة بلايين في ذلك المنتجع، وثالثة تتوقع أن تتضاعف بلايينها العشرة خلال العامين المقبلين، وهلم جرا.

وقد جرت العادة أن تستقبل مصر في أشهر الصيف السياحة العربية، لا سيما تلك القادمة من الخليج، لتشكّل شرم الشيخ والغردقة والجونة والقاهرة الوجهات الأكثر رواجاً بينهم. لكن جدَّ في الأمور جديدٌ.

يقول منير متولي صاحب شركة سياحة متخصصة في تنظيم الرحلات إن "قرى ومنتجعات الساحل الشمالي تشهد رواجاً كبيراً بين السياح العرب، وذلك بعد ما هجروا الإسكندرية لازدحامها الشديد، وتحول كثير من الأماكن فيها إلى مناطق شعبية، ومن ثم تبدل سبل الترفيه والثقافة السائدة هناك".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات