Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد احتجازه في مصر لـ"صلته بالإخوان"... تحركات فلسطينية رفيعة للإفراج عن رامي شعث

أبو مازن تدخل شخصياً بعد فشل توسطات رئيس جهاز الاستخبارات... ومصدر: القرار بيد السيسي

رامي شعث (الصفحة الرسمية لرامي على فيسبوك)

علمت "اندبندنت عربية" من مصادر رسميَّة رفيعة المستوى بالقاهرة أن "رامي شعث، نجل القيادي في حركة (فتح) الفلسطينية نبيل شعث، المحبوس في القاهرة منذ نحو 8 أسابيع، قد تطول فترة احتجازه بناءً على نصائح أمنية للاشتباه بعلاقاته المشبوهة مع جماعة الإخوان المسلمين"، التي تصنّفها السلطات المصرية "إرهابية"، وذلك رغم تدخل السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس أبو مازن لحل الأزمة والمطالبة بالإفراج عنه أكثر من مرة، وفق ما أوضح نبيل شعث في تصريحات خاصة.

وفي وقتٍ متأخرٍ من مساء أمس، اتهمت أسرة شعث السلطات المصرية باعتقال نجله رامي (48 عاماً) الشهر الماضي دون سبب واضح.

وقالت الأسرة، في بيان على موقع (فيسبوك)، "اُعتقل رامي شعث فجر الجمعة الخامس من يوليو (تموز) الماضي من منزله بالقاهرة، بعد أن اقتحمه عددٌ كبيرٌ من رجال الأمن المدججين بالسلاح، وفتشوا مقر إقامته دون تقديم أي وثيقة قانونية تسمح لهم بذلك".

دخل رامي (يعيش بمصر منذ العام 1977، وحاصل على الجنسية المصريَّة)، نجل نبيل شعث نائب رئيس الوزراء السابق الذي شارك في مفاوضات أوسلو، معترك السياسة وعمل مستشاراً للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

مساعٍ فلسطينية دون جدوى
مصدر أمني رفيع المستوى، قال في تصريحات خاصة، "إن نجل القيادي الفلسطيني متهمٌ بصلات قوية خلال الفترة الأخيرة مع عناصر من تنظيم الإخوان".

وأضاف "رغم التحذيرات التي أُرسلت إليه من قبل عناصر أمنية نظراً لحساسية موقفه، فإنه تمادى في اتصالاته بما سمَّاه (التنظيم الإرهابي)".

 

وأشار المصدر إلى "مساعٍ فلسطينية للإفراج عن (رامي)"، مؤكداً "القرار يبقى في يد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي".

جاء اعتقال شعث بعد 10 أيام من مداهمة السلطات المصرية 19 شركة للاشتباه بعلاقاتها بتنظيم "الإخوان المسلمين"، واتهامها بتمويل التنظيم لتنفيذ مخطط للإطاحة بالدولة، ومن بين المعتقلين زياد العليمي، وذلك في القضية التي عرفت إعلامياً باسم "قضية الأمل".

وحسب النيابة العامة المصريَّة، فإن المتهمين في تلك القضية وُجهت إليهم اتهامات بالاشتراك مع جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقانون، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، ونشر أخبار ومعلومات وبيانات كاذبة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد بقصد تكدير السلم العام وزعزعة الثقة بمؤسسات الدولة، وهو ما نفاه المتهمون.

أبو مازن يتدخل
من جانبه كشف نبيل شعث، لـ"اندبندنت عربية"، أن "الرئيس أبو مازن تدخل شخصياً في المسألة، وطالب السلطات المصرية بالإفراج عن رامي، دون جدوى إلى الآن".

وقال شعث "رئيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية اللواء ماجد فرج ذهب إلى القاهرة مرتين خلال الأسابيع الأخيرة، فضلاً عن زيارة أخرى للواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، للتوسط لدى الأشقاء المصريين والإفراج عن رامي، ورغم الوعود المصرية بقرب الإفراج عنه فإنها لم تسفر عن شيء حتى الآن".

وحسب شعث، "خلال الأسابيع الماضيَّة منعتُ العائلة والأصدقاء من الإفصاح عن الأمر، معتقداً بإمكانية حل المسألة في إطار العلاقات الأخوية والحليفة بين القاهرة وفلسطين، إلا أنني في نهاية الأمر فوجئت بنشر العائلة والأصدقاء بياناً على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)".

وذكر شعث، "خلال محاولات التوسط لدى السلطات المصرية في الأسابيع الأخيرة، سألنا بكل وضوح هل رامي متهمٌ في شيء ما؟ وكانت الإجابة بالنفي"، معتقداً أن "يكون الأمر متعلقاً بتصريحاته".

وتابع، "بلّغت الأشقاء في مصر استعدادي لضمانه شخصياً في أن لا يعود إلى ما هو متهمٌ بشأنه".

رامي شعث هو منسق حركة "مقاطعة إسرائيل" في مصر، وانتقد مشاركة القاهرة في خطة السلام الأميركية المثيرة للجدل، التي تعرف بـ"صفقة القرن".

ومؤخراً انتقد رامي القاهرة بسبب إرسالها مسؤولاً متوسط المستوى (نائب وزير المالية المصري) إلى ورشة عمل عُقدت بالبحرين، يونيو (حزيران) الماضي، أطلق خلالها صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر الجزء الاقتصادي من خطة السلام الأميركية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهتها، قالت زوجة رامي الفرنسيَّة سيلين ليبرون، التي رُحّلت بعد فترة قصيرة من اعتقال زوجها، إن "اعتقاله كارثة"، مؤكدة أن "المفاوضات مع السلطات المصرية لم تثمر عن نتائج، ما دفع العائلة إلى الإعلان عن القضية".

وأضافت، "نريد من القاهرة الإفراج عن رامي. لم يفعل أي شيء يُتهم به. اُعتقل بسبب نشاطاته السلمية".

وتابعت "أشعرُ بالعجز. ولا أعرفُ متى سأراه مرة أخرى".

يُعتقل رامي في سجن طرة منذ نحو ستة أسابيع، وقالت عائلته إنها "تمكَّنت من زيارته بشكل منتظم"، إلا أنها "قلقةٌ على صحته، لأنه يعاني ارتفاعاً بالكوليسترول في الدم".

وبعد اختفائه بـ36 ساعة، ظهر شعث أمام المحققين، واُتهم بمساعدة "جماعة إرهابية" على صلة بالمخطط نفسه، حسب أسرته.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار