ملخص
أفراد بالعائلة المالكة البريطانية ممن يخدمون بالجيش يجمعون بين "الفخرية والأصلية"
مع مرور الوقت تضخمت الجيوش وارتفع عديدها من جنود وضباط وأصبحت العمليات العسكرية أكبر وأكثر تعقيداً، فارتفع عدد الرتب العسكرية وأنواعها ودلالاتها وتمثيلها لفروع الجيش، وأصبح تصنيفها أكثر تشعباً، ومع التقدم في الرتبة ترتفع قيمة الراتب والمسؤولية الملقاة على حاملها. وكانت نتائج إلغاء الدول الشيوعية الرتب العسكرية في الجيش الأحمر السوفياتي، وجيش التحرير الشعبي الصيني، والجيش الشعبي الألباني، دليلاً على أهمية تحديد الرتب العسكرية، فقد عادت هذه الجيوش إلى اتباع التسلسل الهرمي العسكري الصارم بسبب ما واجهته من صعوبات تشغيلية في القيادة والسيطرة، ما سمح باتخاذ قرارات أكثر فعالية وتنسيقاً، عدا عن أن التسلسل يدفع الجنود للعمل بأقصى إمكاناتهم من أجل التقدم داخل السلسلة الوظيفية، وللحفاظ على الانضباط والروح المعنوية من خلال مكافأة الجنود على خدماتهم وإنجازاتهم.
الجيوش العربية وتشابه الرتب ورموزها
في الجيوش العربية تتشابه معظم الرتب العسكرية من جنود إلى ضباط مساعدين حتى الضباط الأعلى، وتتقارب في أسمائها إلا باختلافات بسيطة، كأن تصير رتبة العميد والعقيد في الجيش اللبناني والأردني والتونسي وغيرها، فريق وفريق أول في الجيش المصري والسوداني وغيرها، وكذلك تصبح رتبة اللواء والعماد أي قائد الجيش مشير ومشير أول. وتتشابه الرتب في الجيوش العربية عموماً بشكلها، فهي شارات من خطوط للجنود ونجوم للضباط المساعدين، أي نجمة واحدة للملازم، وهي أول رتبة للضباط في الجيوش العربية، تليها رتبة ملازم أول التي تحمل نجمتين.
في الجيش التونسي والمصري تنقسم الرتب بين الأفراد، وتبدأ من رتبة جندي وهي الأولى في أسفل الهرم، يليه جندي أول ثم عريف ثم وكيل رقيب ثم رقيب ثم رقيب أول ثم رئيس رقباء، أما رتب الضباط فتبدأ من ملازم كما في سائر الجيوش العربية، ثم ملازم أول فنقيب ثم رائد بعدها مقدم ثم عقيد يليها عميد ثم لواء وفريق وفريق أول.
يعد الجندي القاعدة الأساسية التي يقوم عليها الجيش النظامي في أي دولة في العالم، ومنهم جنود السلاح وجنود الجو وجنود المشاة.
أما رتبة جندي أول فيمكن بعدها الترقي إلى رتبة ضابط صف، تليها رتبة عريف الذي يكون عادة مسؤولاً عن مجموعة من الأفراد قد تصل من ثمانية إلى 13 فرداً، تليها رتبة وكيل رقيب ثم رتبة رقيب، ثم رتبة رئيس رقباء، وهي أعلى رتبة تصل إليها فئة الأفراد، ومن الممكن أن يترقى صاحبها إلى رتبة ملازم ليتم وضع رمز النجمة على كتفه ويحصل عليها مباشرة بعد إتمام الدراسة في الكلية العسكرية، ولهذه الرتبة أيضاً مهامها ووظائفها الخاصة بها، منها قيادة فصيلة أي مجموعة من الجنود يتراوح عددهم بين 32 و37 جندياً، ومن الممكن أن يرقى صاحبها إلى رتبة ملازم أول ذي النجمتين، ومنها إلى رتبة نقيب، بشرط أن يتم مدة أربع سنوات في هذه الرتبة، أما النقيب ذو النجوم الثلاث فيمكنه الترقي إلى رتبة رائد، بعد مرور ست سنوات في هذه الرتبة، ومن رائد إلى مقدم فعقيد وهي رتبة أعلى من رتبة مقدم، لكنها أقل من رتبة العميد وهي سابع رتبة بعد الترقي من عقيد عقب إتمام الدراسة في الكلية العسكرية، وضمن مهام العميد قيادة الفوج وفي الغالب يتكون من عشرة آلاف فرد، ويمكن الترقي منها إلى رتبة لواء، بشرط أن يتم مدة أربع سنوات في هذه الرتبة. وهنا نستعرض التراتبية داخل الجيش الذي يشمل الرتب الفرنسية والإنجليزية معاً، أي كأنه خلط لرتب الجيشين المصري واللبناني اللذين بناهما الانتدابان الإنجليزي والفرنسي، فرتب العميد والعقيد واللواء والعماد تعود للجيش الفرنسي أما الفريق والمشير فتعود لتراتبيات الجيوش الإنجليزية في زمن الاستعمار.
يقوم اللواء بقيادة الفرقة أو الفيلق الذي يتكون من عشرة آلاف فرد إلى 45 ألف فرد، ويمكن الترقي منها إلى رتبة فريق، وهي في بعض البلدان أعلى رتبة قد يصل إليها الضابط.
رائد الشرطة العسكرية في الجيش المصري يحمل شارة النسر على بدلته وهي الرتبة الرابعة في الترقيات الضباطية، أما في ما يخص النسر فقد تم استخدامه ليرمز لصلاح الدين، وهو أول شعار تم استخدامه في بداية عهد الدولة الأيوبية، إذ يعبر عن شخصية مصر. أما عقيد الشرطة فيحمل شارة نجمتين ونسراً على بدلته، أما لواء الشرطة فيحمل شارة نسر وسيفين متقاطعين على بدلته.
معاني أسماء الرتب
وحول معاني أسماء الرتب في اللغة العربية كما أوردها موقع الجيش اللبناني فتبدأ بالجند، إذ يقال جنّد الجنود أي جمعها، أما معنى عريف فهو من يعرّف أصحابه، والقيّم بأمر القوم. والرقيب هو الحارس، فيقال هو رقيب نفسه أي إنه ينتقد أعماله، ورقيب الجيش طليعته. أما المؤهل فهو القادر وصاحب المؤهلات التي تعد من الاستعدادات الطبيعية وتوكل إليه المهمات الصعبة، أما سبب تسمية الملازم فلأنه يلازم فصيله ولا يفارقه، وهو اليوم يشغل منصب آمر الفصيلة، والنقيب الذي يليه في الرتبة هو شاهد القوم وعريفهم أي كفيلهم ورأسهم، لأنه ينقّب أحوالهم ويعرفها. والنقباء هم الذين أشرفوا على بواطن الناس فاستخرجوا خفايا الضمائر بحسب قواميس اللغة العربية، أما الذي يرتاد المواقع والمواضع الملائمة لنزول العسكر، ويضطلع عادة بمهمة التعرف على منطقة إقامتهم وإعداد هذه المنطقة لنزول القوات بها وإقامتهم فيها، فهو الرائد، والآمر الذي يتقدم الطليعة من الجيش هو صاحب رتبة المقدم، وعقيد القوم هو زعيمهم الذي يمسك بخيط العقد وهو لقب أطلق على الضابط الذي كان يتولى سرايا مؤطرة عدة في تشكيل كان يعرف باسم "الرتل"، أي الطابور.
وعميد القوم هو سيدهم وسندهم الذي يعمدون إليه في الحوائج، واللواء هو كبير القادة الذي توكل إليه مهمة تسيير الجيش وإدارته في السلم والحرب، وأصله "مير لواء" أي أمير الجيش، وعماد الجيش هو القائد العام للجيش وهذه الرتبة تعطى في لبنان لقائد الجيش فقط.
رموز الرتب ومعانيها
هناك عديد من الرموز والشارات والمزايا الخاصة بالرتب العسكرية ذات أصول تاريخية خاصة بالجيش. على سبيل المثال، في الجيش الأميركي، يمثل شريط فضي واحد الرتبة الفرعية للملازم الثاني، في حين يرمز إلى العميد بنجمة فضية، وتستخدم النجوم عادة للإشارة إلى رتب الضباط في الجيش والقوات الجوية والفضاء. ويختلف عدد النجوم بحسب الرتبة، إذ يملك الجنرال أربع نجوم والعميد نجمة واحدة، أما الجيش الروسي فيستخدم زينة الكتف مع مزيج من النجوم والأشرطة والرموز الأخرى للإشارة إلى الرتبة.
في الجيش البريطاني، يرتدي الضباط غالباً شارات أو نجوماً صغيرة للإشارة إلى رتبهم، وتستخدم بعض البلدان إكليل الغار كجزء من شارات الرتب للإشارة إلى ضباط ذوي رتب عالية، يمكن أن يحيط الإكليل بالنجوم أو الرموز الأخرى، على سبيل المثال، في الجيش الفرنسي، يرتدي الجنرالات النجوم داخل إكليل من أغصان الغار، وقد أخذ الجيش اللبناني هذا الشكل للرتب في النجوم المكللة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي بعض الجيوش، يمكن أن يشير لون القبعة العسكرية "البريه" إلى جيش هندسة أو تفكيك الألغام أو الشرطة العسكرية أو المظليين، ويمكن للقبعة أن تميز لواء عن آخر في نوعية مهامه في إطار الجيش العام، على سبيل المثال، البريه الخضراء غالباً ما ترتبط بوحدات القوات الخاصة، بينما تشير البريه الحمراء إلى القوات الجوية، وتشمل بعض الإشارات على الزي الرسمي للضباط كالسيوف، وكل هذه الرموز والشارات ليست مهمة فقط لتحديد الرتب، بل أيضاً لتعزيز الشعور بالتقاليد والشرف والاحتراف داخل الجيش، ويمكن أن تتفاوت التصاميم والقصص وراء هذه الرموز بشكل واسع بين البلدان وفروع الجيش المختلفة.
في الولايات المتحدة، كانت النجوم الخمس هي أعلى رتبة يمكن الحصول عليها بانتظام، أما رتبة ست نجوم فقد حصل عليها ضابط واحد هو جون جيه بيرشينغ، وكانت قد تمت ترقية جورج واشنطن إلى هذا المنصب بعد وفاته في عام 1976، وهناك ألقاب شرفية ورتب شرفية في جميع الجيوش التي تمنح لضباط مميزين قاموا بأعمال مهمة خلال خدمتهم أو تمنح لضباط متقاعدين أو تمنح كأوسمة لأشخاص عاديين أدوا خدمات جليلة للدولة مثل وسام من رتبة ضابط أو فارس وغيرها.