Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تخطط إسرائيل لتهجير سكان غزة طوعا؟

65 ألف مسافر غادروا القطاع خلال فترة تولي السلطة الفلسطينية معبر رفح

فلسطينية تنقل حقائبها في معبر رفح البري (اندبندنت عربية)

تزامن الإعلان عن فتح وتمويل إسرائيل باب الهجرة لسكان قطاع غزّة، مع خبر وفاة فلسطيني في البوسنة كان مهاجراً غير شرعي من غزّة، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة. هذان الخبران أثارا تناقضاً كبيراً حول واقع الهجرة، وماذا ينتظر سكان القطاع خارج غزّة.

على أيّ حال، فإنّ الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سعت إلى تهجير سكان القطاع طوعاً، إلى دولة أوروبية وعربية عدّة من دون رجعة. لكن ثمّة مشكلة واجهته، وهي أنّ جميع الدول التي توجه إليها لم ترد إيجاباً على هذا الاقتراح.

تفاصيل التهجير

يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية نائل عبد الهادي، لـ"اندبندنت عربية"، إنّ نتنياهو منذ بداية العام الحالي أعطى تعليماته لمسؤولين في مكتبه لإجراء سلسلة زيارات إلى دولٍ عربية وأوروبية عدّة تعمل على استقطاب سكان قطاع غزّة.

وبحسب المعلومات، فإنّ وفوداً إسرائيلية عدّة زارت دولاً أوروبية بشكلٍ رسمي وناقشت معها خطة التهجير، التي أعدها فريق من الخبراء الأميركيين والإسرائيليين، في إطار تنفيذ "صفقة القرن". ويشير عبد الهادي إلى أنّ الهدف من زيارة الوفود هو الحصول على موافقة باستقبال سكان القطاع، وبعد ذلك تتولى إسرائيل طرق التنفيذ.

وحول آلية تهجير سكان غزّة، التي تسعى إسرائيل إلى تطبيقها، فإنّها ستكون طوعية لمَن يرغب في السفر من أجل العمل أو الحصول على جنسية أو الدراسة، ولا يشترط في الشخص الراغب أن يكون معه مبلغ مالي محدد، لأنّ نتنياهو استعد لتمويل هذه الرحلات. ويوضح عبد الهادي أنّ تلك الهجرة ستكون من دون عودة، وسيتمّ منح الغزيّ جنسية الدولة التي وصل إليها.

استثناء عناصر "حماس"

وفقاً لتفاصيل الخطة، فإنّ عملية النقل ستكون منظمة، ونتنياهو مستعد لفتح مطارات منطقة النقب جنوب إسرائيل لنقل المهاجرين من غزّة، أو من الممكن أن يكون السفر عبر معبر رفح الحدودي بين غزّة ومصر. ويوضح عبد الهادي أنّه سيتم استثناء المنتمين إلى حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي من السفر.

ويبدو أنّ هناك تنسيقاً مشتركاً حول تلك الخطة. فمصر تعمل منذ فترة على إدخال تحسينات على المعبر، حيث تمّ تجهيزه لنقل عدد كبير من المسافرين دفعة واحدة، وتوسيع القاعات لاستقبال أكبر عدد في اليوم.

وعلى الرغم من هذه الخطة التي لقيت استحساناً وقبولاً كبيراً لدى الشباب في غزّة، فإنّ مشكلة كبيرة تواجهها، خصوصاً أن محاولة السلطات الإسرائيلية إقناع دول معينة باستيعاب الفلسطينيين لم تنجح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإنّ هذا الاقتراح عرض مرات عدة في المجلس الوزاري المصغر، بينما عملت "هيئة الأمن القومي في مكتب نتنياهو"، في السنة الماضية، على السماح لغزيين بالهجرة من القطاع.

المعلومات التي حصلت عليها "اندبندنت عربية" من إدارة معبر رفح، تشير إلى أنه منذ أكتوبر (تشرين الأوّل) 2017، حتى يناير (كانون الثاني) 2019، سافر حوالى 65 ألف فلسطيني، بمعدل يومي يصل إلى 300 مسافر. لكن أخباراً إسرائيلية تفيد بأن المسافرين فاقوا حاجز 35 ألف فلسطيني من دون أيّ تدخل من الجانب الإسرائيلي.

ردود إسرائيلية وفلسطينية

سريعاً، جاءت الردود الفلسطينية. فمن جهة "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزّة، علّق الناطق باسمها حازم قاسم على ذلك بالقول إن الفصائل في غزّة تسعى إلى تعزيز صمود الناس، من خلال تحسين الأوضاع الإنسانية ورفع الحصار، والكلام عن التهجير والهجرة لن يحدث، ولكن ذلك يحتاج إلى دعم كبير ومتواصل من قبل دول العالم، من أجل منح سكان القطاع حقهم في العيش.

وعلى الصعيد الرسمي، قال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إنّ إسرائيل تستخدم سياسة العصا والجزرة، بالتعامل مع الفلسطينيين من خلال فرض الضغوط والإغراءات، موضحاً أنّ الأنباء التي تتحدث عن محاولات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول الخارج لن تنجح.

إسرائيلياً، هناك رفض للمخطط. ويقول أحمد الطيبي، النائب في الكنيست الإسرائيلي، إنّ تشجيع الهجرة طوعاً من غزّة يعد عملية ترحيل، أي "ترانسفير" طوعياً، وإن هذا طرح قديم داخل أروقة الكنيست، وكان اسمه قبل ذلك بالتطهير العرقي.

قبول شعبي

وبعيداً من هذا الطرح، رصدنا رأي الشارع في غزّة حول طرح الهجرة، ووجدنا زيادة واضحة في أعداد الشباب الراغبين في الهجرة. ويقول المواطن أحمد المغاري إنّه من أوّل الأشخاص الذين ينوون تسجيل اسمهم عند فتح باب هذه الرحلات.

لكن في المقابل، تواصلنا مع رامي مراد، أحد الشباب المهاجرين من غزّة، الذي قال إنّ معاملة الفلسطيني سيئة، وأنّ فرص العمل ضعيفة كما في القطاع، وأنّ نسبة التحصيل المادي لا تكفي للشهر الواحد، وهو يحلم بالعودة إلى القطاع في حال تحسنت الظروف فيه.

وفي دراسة واقع غزّة التي عاشت ثلاث حروب إسرائيلية طاحنة، فإنّها جهّزت الميدان لأيّ حلول يمكن من خلالها تحسين ظروف الشباب. ومن بين الأسباب الرئيسة التي تقف وراء الهجرة، ارتفاع نسبة البطالة إلى 70 في المئة وهي الأعلى في العالم، وبلوغ نسبة الفقر 65 في المئة، والفقر الشديد 35 في المئة.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط