اعتبرت إسرائيل نفسها شريكة في كل نصر حققته وتحققه أذربيجان في حربها مع أرمينيا، متحدثة عن أن معظم السلاح الذي استخدمته باكو هو صناعة إسرائيلية حصلت عليه في عدة صفقات أسلحة خلال السنوات الأخيرة.
ويجري اليوم بحث صفقات جديدة لتزويد أذربيجان بمزيد من الأسلحة وبالأساس، صواريخ أرض – أرض من النوع المتقدم، وطائرات من دون طيار، وصواريخ أخرى تحمل رؤوساً حربية ثقيلة الوزن.
وقالت قناة "12" في التلفزيون الإسرائيلي، إنه شوهدت، أخيراً، طائرات شحن تابعة لوزارة الدفاع الأذربيجانية تهبط في مطار "عوفدا" العسكري في النقب، جنوب إسرائيل، وكانت تجمع أنواعاً مختلفة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات.
وفي تقرير حول الكمية الكبيرة من الأسلحة التي حصلت عليها أذربيجان وتعزيز العلاقة بين البلدين، رأت إسرائيل أن ما اعتبرته المكاسب الكبيرة وقدرة أذربيجان على حسم المعركة يمنح تل أبيب صورة واضحة عن أية معركة تخوضها مستقبلاً أمام إيران.
وجاء في التقرير "على بعد 3000 كيلومتر من إسرائيل، تم تحديد الحرب التي اندلعت بأسلحة زرقاء وبيضاء (ألوان علم إسرائيل)، إذ أظهرت الجولة بين أذربيجان وأرمينيا ما يحدث عندما تنزل المشتريات العسكرية الإسرائيلية إلى الميدان ضد الأسلحة الإيرانية فيضيق الخناق حول طهران فيما تحصل تل أبيب على لمحة عن القدرات التي تغير ساحة المعركة بالفعل في أية مواجهات مستقبلية مع طهران".
تسليح أرمينيا
يقول الخبير العسكري نير دفوري، "الواضح جداً وقوف إيران وروسيا وراء تسليح الجيش الأرمني فيما تقف إسرائيل خلف أذربيجان. على رغم أن هذه الحملة تشن على بعد 3000 كيلومتر، إلا أنها ساحة اختبار للتكنولوجيا الإسرائيلية، أو تحديداً الأدوات الإيرانية مقابل نظيرتها الإسرائيلية في ساحة المعركة".
وبحسب دفوري فعلت أذربيجان في المواجهات الأخيرة ضد أرمينيا، جميع الأنظمة التي سبق واستخدمتها في حملتها السابقة قبل عامين "بعض الأسلحة التي تم نشرها أخيراً تم تحديثها عند انتهاء الجولة السابقة من الحرب بين البلدين، وهي أسلحة حصلت عليها باكو من إسرائيل لكن بعد مناقشة نتائج استخدامها واستخلاص العبر من الحملة السابقة".
ونبه إلى أن أذربيجان استفادت من الحرب بين أوكرانيا وروسيا، إذ تم التنسيق مع مهندسين إسرائيليين في كيفية تحديث وتطوير المعدات مما أدى إلى زيادة الكفاءة واستخدام أحدث الأسلحة والأكثر تطوراً التي استخدمها الجيش الأذربيجاني في حربه الأخيرة".
من الصواريخ لأدوات التجسس
في مايو (أيار) الماضي، قالت صحيفة "هآرتس" عشية زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى أذربيجان، إن طائرات شحن أذرية هبطت وأقلعت لما يزيد على 92 مرة في مطار "عوفدا" العسكري خلال السنوات السبع الأخيرة، لنقل الذخائر من إسرائيل إلى باكو، مقابل شحنات النفط الأذربيجانية".
وكان موضوع تزويد أذربيجان بالمعدات القتالية أبرز الجوانب التي تناولها لقاء هرتسوغ ونظيره الأذري إلهام علييف، الذي أشاد بالتعاون الدفاعي بين البلدين، معلناً أن ذلك سيساعد بلاده على تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية.
وبحسب تقرير الصحيفة، استخدمت أذربيجان صواريخ أرض – أرض من نوع لورا LORA ، من إنتاج شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، والتي تحمل رأساً حربياً يزن 500 كيلوغرام ويصل مداها حتى 500 كيلومتر، وتستخدم بالأساس لضرب أهداف استراتيجية مهمة، كما استخدمت معدات مختلفة من صناعة شركة "رفائيل" أبرزها صواريخ من نوع "سبايك" المضادة للدبابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشكلت أذربيجان مكانة متقدمة بين الدول التي تحصل على أسلحة من إسرائيل، إذ تدفع كل سنة لصفقات أسلحة بمليارات الدولارات لتجهيز الجيش، وجرى التوقيع على هذه الصفقات بعد توثيق العلاقة بين تل أبيب وباكو، في ظل الانفتاح تجاه إسرائيل بعد توقيع "اتفاقيات إبراهام".
ويشير التقرير إلى التوتر المتزايد من قبل تل أبيب وباكو تجاه عدوهما المشترك طهران، ما يعني أنهما في تحالف مصالح على خلفية القرب الجغرافي بين إيران وأذربيجان. وذهب إلى أن التحالف الإسرائيلي - الأذربيجاني يفيد الجانب الأخير ويجعله مزوداً بأسلحة قتالية متطورة من الصناعات الإسرائيلية.
وضمن الأسلحة التي حصلت عليها أذربيجان من الصفقات مع إسرائيل واستخدمتها في حربها الأخيرة صواريخ تموز ولورا لضرب أهداف استراتيجية، ومنظومة معروفة باسم Lynx لإطلاق الصواريخ بمدى 150 كيلومتراً، قذائف صاروخية من نوع LAR-160 بمدى 45 كيلومتراً، ومدافع متحركة من نوع "أطموس 2000" ومدافع هاون، وطائرات من دون طيار مختلفة الأنواع "هرمس 450" و"هرمس 900" و"هيرون" وطائرات انتحارية من طراز Harop وطائرات من دون طيار لمهام استخباراتية، وصواريخ باليستية من نوع Lora وصواريخ باراك للدفاع عن الطائرات وصواريخ ورادارات ELTA المتقدمة وصواريخ سبايك المضادة للدبابات، وزوارق الصواريخ وزوارق الدورية من طراز "شالداغ"، ومعدات للتجسس وأدوات لمراقبة الاتصالات، وبرنامج التجسس بيغاسوس.
النفط وبناء نظام دفاعي
خلال زيارته إلى باكو العاصمة الأذربيجانية، قبل شهر ونصف الشهر، سعى وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى تعزيز التعاون بين البلدين خصوصاً في مجالي صفقات الأسلحة والاستخبارات.
آنذاك جرى الإعلان عن أن هذه الزيارة "جزء من حملة كبيرة تقوم بها إسرائيل لإنشاء حزام في القوقاز ليساعدها على عزل إيران اقتصادياً وسياسياً وأمنياً"، وفقاً لمسؤول أمني إسرائيلي.
في جانب آخر من هذه العلاقة، تشتري إسرائيل النفط من أذربيجان، ووفقاً لمعطيات تل أبيب، فإنها تعتمد على 30 في المئة من استهلاكها للنفط على الآبار هناك (تقرير آخر يتحدث عن نحو 40 في المئة من استهلاكها للنفط) من وقود السيارات الخاصة إلى وقود الطائرات للمقاتلات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.
وفي المقابل، تزود إسرائيل أذربيجان بمعرفة واسعة وبنى تحتية تكنولوجية كما تساعد تل أبيب باكو في بناء نظام دفاعي وتطوير صناعة المعرفة، والمتوقع فتح مصنع للطائرات من دون طيار الإسرائيلية على الأراضي الأذرية.
ووقعت أذربيجان صفقة مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية لبناء قمرين صناعيين للمراقبة، وستتولى شركة إسرائيلية أخرى بناء محطة لتحلية المياه في بحر قزوين، وهناك شركات من تل أبيب تدخل القطاع الزراعي، وكذلك بناء محطة طوارئ.