ملخص
تعد مدينة صفاقس أبرز نقطة انطلاق للمهاجرين غير القانونيين التونسيين وآخرين من جنسيات دول أفريقيا جنوب الصحراء.
غرق رضيع عمره خمسة أشهر أثناء عملية إنقاذ قبالة جزيرة لامبيدوزا الواقعة في أقصى جنوب إيطاليا والتي تعاني لاستيعاب الأعداد غير المسبوقة من المهاجرين الذين يصلون إليها عبر البحر من شمال أفريقيا.
وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) ووكالات أنباء محلية اليوم الأربعاء أن القارب الذي كان يقل الرضيع انقلب قبيل اعتراض خفر السواحل له.
باتجاه لامبيدوزا
وقالت "أنسا" إنه تم إنقاذ جميع الركاب الذين كانوا على متن القارب بمن فيهم والدة الرضيع، وهي من غينيا، موضحة أن المهاجرين بدأوا رحلتهم من مدينة صفاقس التونسية وهي منصة انطلاق معروفة للرحلات المتجهة بحراً إلى أوروبا.
وأظهرت لقطات عرضت أمس الثلاثاء طوابير قوارب متهالكة مكتظة بالمهاجرين تنتظر الرسو في ميناء لامبيدوزا.
وذكر المدعي العام للجزيرة جيوفاني دي ليو أن 112 قارباً وصلت أمس على متنها أكثر من 5 آلاف مهاجر، وهو عدد يتجاوز العدد القياسي السابق البالغ 63 قارباً في يوم واحد والمسجل الشهر الماضي، وفي الوقت ذاته يستمر وصول المهاجرين، إذ وفد صباح اليوم نحو 1300 شخص.
وشبه دي ليو حال الطوارئ في الجزيرة الصغيرة بتلك التي واجهتها إيطاليا في 1991، عندما جلبت سفينة واحدة ما يقرب من 20 ألف ألباني إلى مدينة باري الجنوبية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال رئيس بلدية جزيرة لامبيدوزا فيليبو مانينو لوكالة "أدنكرونوس" للأنباء اليوم "جميعنا متعبون ومرهقون بدنياً ونفسياً، أصبح الوضع خارجاً عن السيطرة وغير محتمل".
وينقل المهاجرون الذين يصلون إلى لامبيدوزا بانتظام إلى صقلية لتخفيف الازدحام هناك، لكن مع ارتفاع عددهم لا يكون هناك مجال لنقلهم بالسرعة الكافية.
وقال الصليب الأحمر الإيطالي إن مركز الاستقبال في الجزيرة كان يضم أكثر من 6 آلاف اليوم، مما يفوق كثيراً جداً قدرته الاستيعابية التي تقدر بنحو 400 شخص.
منصة المهاجرين
وفي تونس لقي أربعة أشخاص حتفهم وتم إنقاذ 21 آخرين إثر غرق مركب يقل مهاجرين قبالة سواحل صفاقس على ما أفاد متحدث قضائي اليوم.
وقال المتحدث الرسمي باسم محكمة صفاقس فوزي المصمودي "غرق مركب مهاجرين أمس وأنقذت فرق النجدة 21 شخصاً وانتشلت جثث ثلاثة أطفال وامرأة".
ووقعت الحادثة قبالة سواحل صفاقس (شرق) "وكل من كان على المركب من التونسيين وكانوا متجهين نحو السواحل الإيطالية"، وفقاً للمصمودي.
وصفاقس أبرز نقطة انطلاق للمهاجرين غير القانونيين التونسيين وآخرين من جنسيات دول أفريقيا جنوب الصحراء، وحادثة الغرق هذه واحدة من سلسلة حوادث أخرى وقعت قبالة السواحل التونسية خلال فصل الصيف.
وتعد المنطقة الوسطى في البحر الأبيض المتوسط أخطر طريق للهجرة في العالم، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.
وتقدر الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنه منذ بداية عام 2023، فقد في هذه المنطقة 2013 مهاجراً، مقارنة بـ1417 طوال عام 2022.
ويؤرق ملف الهجرة تونس كما إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي.
ووقعت تونس والاتحاد الأوروبي منتصف يوليو (تموز) الماضي مذكرة تفاهم لإرساء "شراكة استراتيجية وشاملة" تركز على مجالات التنمية الاقتصادية والطاقات المتجددة ومكافحة الهجرة غير النظامية، وتهدف أيضاً إلى مساعدة البلد الأفريقي في مواجهة الصعوبات الاقتصادية الكبيرة.