ملخص
على وقع تواصل القصف المتبادل في الخرطوم، يعقد قائد الجيش السوداني والرئيس الإريتري مباحثات مشتركة في أسمرا.
استقبل رئيس دولة إريتريا أسياس أفورقي، اليوم الإثنين، بمطار أسمرا الدولي، رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، الذي بدأ زيارة رسمية.
ووفقاً لإعلام مجلس السيادة الانتقالي، سيعقد رئيس مجلس السيادة والرئيس الإريتري جلسة مباحثات مشتركة تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بجانب مجربات وتطورات الأوضاع في السودان .
استمرار القصف المتبادل
وتواصلت المناوشات والقصف المتبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أمس الأحد في محيط سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية جنوب العاصمة، كما طاولت الاشتباكات مناطق عدة في أم درمان والخرطوم بحري والخرطوم.
وأفاد شهود عيان أن الطيران الحربي شن غارات عدة وطلعات قصف فيها مواقع لقوات الدعم السريع بمحيط سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية التي تضم أيضاً سلاح الذخيرة.
قصف متبادل
بحسب مصادر عسكرية شمل القصف الجوي مواقع عدة وأهدافاً معادية في المدينة الرياضية وأحياء منطقة جبرة ومجمع الرواد السكني وجهة الإسطبلات ومردم النفايات بالخرطوم.
كما رصد مواطنون انطلاق قذائف مدفعية من داخل سلاحي الذخيرة والمدرعات في اتجاه تجمعات لـ"الدعم السريع" بمناطق عدة متاخمة جنوب الخرطوم.
وأكد شهود العيان استمرار عمليات القصف المدفعي الموجه من قاعدة وادي سيدنا أقصى شمال أم درمان على ارتكازات "الدعم السريع" في محيط سلاح المهندسين وجنوب وجنوب غربي أم درمان، مقابل قصف "الدعم السريع" من مواقعه بمدينة الخرطوم بحري على بعض مناطق شمال مدينة أم درمان.
كما شوهدت طائرات استطلاع ومقاتلات حربية تجوب الأجواء في كل من شرق النيل والحلفايا ببحري، مع سماع انطلاق المضادات الأرضية التابعة لقوات الدعم السريع.
وذكرت القوات المسلحة، في صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن قوات العمل الخاص بمنطقة الشجرة قامت بعمليات تمشيط بري لجيوب الميليشيات في شارع جبرة الرئيس والأحياء المحيطة به في جبرة ويثرب وطه الماحي.
إغاثة للخرطوم
لمجابهة الضائقة المعيشية والوضع الإنساني الحرج بولاية الخرطوم دشنت اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمات قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة إلى ولاية الخرطوم ضمن مشروع الأمن الغذائي المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بجملة تبلغ 10930 كرتونة إغاثة.
وقال وزير الثقافة والإعلام المكلف، رئيس اللجنة الفنية، جراهام عبدالقادر إن القافلة تأتي ضمن جهود دعم المحتاجين بواسطة مركز الملك سلمان بمشاركة مؤسسة اغتنام الوطنية، في دعم المتضررين من الحرب بالسودان.
وأوضح وكيل وزارة التنمية الاجتماعية رئيس لجنة الطوارئ الإنسانية جمال النيل أن هذا الدعم يمثل الدفعة الأخيرة من جملة 60 ألف سلة غذائية وصلت من مركز الملك سلمان، وتم إدراج ولاية الخرطوم ضمن مشروع الملك سلمان، نسبة إلى الحوجة الخاصة لسكان الولاية، وأن سلطات الولاية يقع عليها عبء كبير في كيفية توصيل الإغاثة إلى المحتاجين بداخلها.
عودة المياه
وبعد انقطاع لأسابيع عديدة عادت خدمة المياه لأحياء الثورات ومدينة النيل وما جاورها من مناطق ذات كثافة سكانية عالية، بعد تمكن هيئة مياه ولاية الخرطوم من إكمال عمليات صيانة الخط الرئيس للمياه الذي يغذي تلك المناطق التي ينتظر أن تعود إليها خدمة المياه خلال ساعات معدودة.
وقالت الإدارة إن أعمال الصيانة تمت بجهود مشتركة بين إدارة المحلية ووحدة مياه كرري وفريق الكهرباء وقوات للتأمين من الجيش، مشيرة إلى أن المحطة سبق وتعرضت للقصف من المتمردين أكثر من مرة وأتلف القصف السابق محولات الكهرباء واستهدف هذه المرة الخط الناقل للمياه.
ارتفاع ضحايا القصف
وارتفعت حصيلة القصف الدامي على سوق قورو المكتظة بمنطقة مايو جنوب الحزام بالخرطوم، إلى 43 قتيلاً وأكثر من 55 حالة إصابة تم حصرها منذ فجر أمس في مستشفى بشائر التعليمي، وفق اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودانت اللجنة مجدداً حالة الحرب داعية إلى إيقافها فوراً، بعد استمرار حصدها أرواح السودانيين وتدمير ممتلكاتهم ومؤسساتهم وحياتهم العامة، وقبل أن تجف دماء الأبرياء الذين سقطوا في مجزرة أمبدة الحارة 21، جاءت مجزرة منطقة مايـو جنوب الحزام الدامية.
على الصعيد ذاته، استنكرت لجنة تسيير نقابة المحامين السودانيين تجاهل أطراف النزاع في البلاد كل المناشدات المتكررة الوطنية والإقليمية والدولية، ومواصلة حربها على أجساد المواطنين الأبرياء العزل وحصد عديد من الأرواح والتسبب في كثير من الإصابات والأضرار والتشريد للأسر التي كانت آمنة.
وذكر البيان بمجازر سابقة في الجنينة وزالنجى وكتم ونيالا التي ما زالت تنزف، ثم دخول مدينة الفاشر إلى دائرة القصف المتبادل الذي حصد بدوره أرواحاً كثيرة وسبب كثيراً من الإصابات والأضرار، نتيجة امتداد القصف ليشمل معسكر أبوشوك للنازحين.
وعدد البيان مجازر سابقة لعمليات قصف في محلية أمبدة الحارة 21 ومنطقة شرق النيل، متهماً طيران الجيش بقصف سوق قورو بمنطقة مايو جنوب الحزام مخلفاً أكثر من 40 قتيلاً وكثيراً من الإصابات والأضرار على الأعيان العامة والخاصة.
انتهاكات الفاشر
من جانبه، دان مرصد منظمة شباب من أجل دارفور لحقوق الإنسان (مشاد)، الانتهاكات الجسيمة التي وقعت في حق المدنيين العزل في حاضرة شمال دارفور (الفاشر).
وأوضحت المنظمة أن الميليشيات المتمردة هاجمت معسكرات النازحين وجزءاً من أحياء مدينة الفاشر مما أدى إلى مقتل أكثر من خمسة مدنيين وإصابة ما يزيد على 45 آخرين بجروح وإصابات متفاوتة بين متوسطة وخطرة.
وأشارت المنظمة إلى أن مرصدها لحقوق الإنسان يقوم بعمليات الرصد والمتابعة الدقيقة لكل الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات في حق المدنيين في السودان التي لم تتوقف منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل (نيسان) الماضي، توطئة لملاحقتها قانونياً.
تسهيلات إنسانية
على نحو متصل بحث الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائد قوات الدعم السريع، أمس الأحد مع وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث الأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب بالسودان، وسبل تعزيز التعاون والتنسيق بين الأطراف المختلفة من أجل تسهيل انسياب وصول المساعدات للمحتاجين.
وأوضح دقلو على حسابه في منصة (إكس) أنه استمع من غريفيث إلى شرح مفصل حول الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتخفيف المعاناة عن السودانيين وحجم المساعدات المتدفقة.
أبدى قائد الدعم السريع استعداده التام لتقديم التسهيلات الممكنة كافة والتنسيق مع جميع الأطراف المعنية لحماية وتأمين المساعدات وتيسير مهام العاملين في الحقل الإنساني بغرض إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.
أكد دقلو "بذل كل الجهود لتخفيف المعاناة عن الشعب، وأن قواته ستعمل مع الوكالة الإنسانية التي أنشأها الدعم السريع على تنسيق جهود الإغاثة لخدمة المواطنين في جميع البلاد وبخاصة مناطق سيطرتهم".
إنسانياً أيضاً، استقبل ميناء بورتسودان الشمالي الأحد 10 سبتمبر (أيلول) الحالي، أكثر من 200 طن من المساعدات الطبية على متن البارجة الحربية المصرية أبوسمبل، مقدمة من الجامعة العربية ومصر والكويت.
وثمن وزير الصحة الاتحادي المكلف هيثم محمد إبراهيم الدعم الذي ظل متواصلاً من الدول العربية والشقيقة، والذي أسهم بقدر كبير في سد الفجوة التي نتجت من الحرب، مشيداً بكل المنظمات غير الحكومية في الدول العربية، بخاصة الهلال الأحمر الذي ظل موجوداً على الدوام.
قال سفير مصر لدى السودان هاني صلاح إن هذا الدعم ثمرة جهد مشترك بين مصر والكويت والجامعة العربية، مترافقاً بجهد الأمين العام لجامعة الدول العربية، عبر جمعية الهلال الأحمر بكل من مصر والكويت، مقدم لـ13 ولاية بتوجيه مباشر من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبإشراف وزير الدفاع.
جوع وبطالة
بدورها رسمت الأمم المتحدة صورة قاتمة للاقتصاد السوداني بتراجعه بنسبة نحو 42 في المئة جراء القتال والحرب الشرسة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي شارفت على إكمال شهرها الخامس.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال عرضه تقريراً عن أنشطة البعثة الأممية إلى السودان أمام مجلس الأمن الدولي أمس الأحد أن النشاط الاقتصادي بالسودان تعطل بشدة بسبب النزاع الحالي، بتعرض القدرات الإنتاجية للخطر الشديد، نتيجة أضرار البنية التحتية الحيوية والقطاع المالي والممتلكات الخاصة ومرافق تصنيع الأغذية والأسواق إلى توقف الإنتاج والأنشطة الاقتصادية.
أشار التقرير إلى حدوث بطالة جماعية، وحاجة الناس الماسة إلى الدعم المالي في الأجل القصير وفرص لكسب العيش في المدى المتوسط، فضلاً عن تعرض المؤسسات العامة، بما في ذلك فرع بنك السودان المركزي في الخرطوم، للنهب والتدمير الذي طال فروع البنوك التجارية متسبباً في تآكل الثقة في النظام المصرفي وخسائر مالية كبيرة.
وكشف التقرير عن وجود نقص حاد في الأغذية مع ارتفاع أسعارها، مما يجعل من الصعب وبصورة متزايدة على السكان تحمل كلفة الضرورات الأساسية، إذ تضاعفت أسعار الخبز والدقيق بينما ارتفعت أسعار السكر وزيت الطهي لأكثر من 50 في المئة.
تجديد ونفي
كان مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة قد نفى في تعميم صحافي ما وصفه بالادعاءات المضللة والكاذبة لإعلام (الميليشيات المتمردة) التي تفيد بتوجيه الجيش ضربة جوية استهدفت مدنيين بمنطقة مايو جنوب الحزام بالخرطوم.
وجدد الجيش تأكيده التقيد التام بالقانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك كجيش محترف وبمنأى عن مواطنينا الأبرياء والأعيان المدنية المحمية، مشدداً على أنه يوجه ضرباته على تجمعات وحشود ومواقع وارتكازات المتمردين كأهداف عسكرية مشروعة.
وأكد التعميم أن القوات المسلحة لا يمكن أن توجه نيرانها لشعبها الذي يعلم ذلك، ويشهد في الوقت نفسه على الفظائع غير المسبوقة في تاريخ البلاد التي ارتكبتها الميليشيات المتمردة ومرتزقتها الذين جلبتهم من خارج الحدود في حق الشعب السوداني من قتل ممنهج ونهب للممتلكات وتخريب لمرافق الخدمات ومحاولاتهم المستمرة لتشريد مواطني الخرطوم ومدن أخرى من منازلهم تمهيداً لمصادرتها أو نهبها أو استغلالها للأغراض الحربية، وما جرائمهم التي يندى لها جبين البشرية في ولاية غرب دارفور وطويلة وكتم وزالنجي ونيالا والخرطوم ببعيدة عن الأذهان ولم تجف دماء ضحاياها بعد.