Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحراك الجزائري يتراجع ولجنة الحوار توسع مشاوراتها... فهل اقترب موعد الرئاسيات؟

استمرار الأزمة واختراق الحراك سيخدمان فلول الدولة العميقة ويمكّنها من إعادة ترتيب أوراقها والطرف الخاسر هو الشعب الذي آمن بالتغيير

مرت الجمعة الـ 26 من الحراك الشعبي الجزائري، خافتة على غير عادة، ما يكشف عن اقتراب موعد نهاية مسلسل " يتنحاو قاع". وعلى الرغم من التراجع المفاجئ للحراك، الذي فسّرته جهات عدة بـ "التقارب الذي تمكنت لجنة الحوار من الوصول إليه مع مختلف فعاليات المجتمع من سياسيين ونخبة ونقابيين وحتى مع الطلبة"، فإن المؤكد هو اتجاه الوضع نحو تحقيق إجماع "نسبي" على تاريخ إجراء الانتخابات الرئاسية.

 تراجع الحراك 

في ظل "تراجع" أعداد المتظاهرين الذين مشوا في مسيرات الجمعة الـ 26، مقارنة بالأسابيع الماضية، انخفض ضغط المطالب والشعارات المرفوعة كما اللافتات التي لم تعد بالتنوع والزخم السابقَيْن، لدرجة أن التظاهرات تفرقت بعد ساعات من انطلاقها، من دون اشتباكات مع عناصر الشرطة التي احتلت مختلف الأماكن.

ومع اتجاه الحراك لفقدان زخمه عشية الشهر السادس على انطلاقته، بدأت تظهر مؤشرات حل سياسي للأزمة التي تشهدها البلاد، بعد تمكن لجنة الحوار والوساطة من التواصل والاجتماع مع عدد كبير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والنقابية والدينية والإعلامية، إضافة إلى الطلاب، في مشهد يبعث على الارتياح باقتراب تحقيق إجماع على مسائل عدة، أولها تحديد موعد تنظيم انتخابات رئاسية، ويسبقها تشكيل لجنة مستقلة لمتابعة ومراقبة وتنظيم الانتخابات والإعلان عن نتائجها، خصوصاً بعدما أكد رئيس الهيئة كريم يونس أن الفريق يعمل على إعداد ميثاق شرف للانتخابات المقبلة، يلتزم فيه المرشحون للرئاسيات باحترام مخرجات مؤتمر الحوار والوساطة.

إطالة عمر الأزمة واختراق الحراك

وأوضح المحلل السياسي مومن عوير في تصريح لـ "اندبندنت عربية"، أنه بالنظر إلى المعطيات الميدانية "نستنتج أن زخم الحراك الشعبي تراجع بشكل ملحوظ في مناطق عدة متفرقة في البلاد، خصوصاً في الولايات الداخلية"، قائلاً إنه "حتى في العاصمة، هناك تراجع في نسبة المشاركين، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، واهتمام البعض بالعطلة الصيفية، وبداية التعب والشعور بالضجر من إطالة عمر الأزمة، واختراق الحراك، وظهور انقسامات أيديولوجية، وغيرها من الأسباب التي أضعفت الحراك".

وأبرز المحلل أنه على الرغم من كل هذا، "الحراك الشعبي لن يتوقف، ويمكن أن نقول إنه في مرحلة تراجع وضعف، لكن ليس لدرجة التوقف والأفول"، مضيفاً "إطالة عمر الأزمة واختراق الحراك سيخدمان ما بقي من السلطة وفلول الدولة العميقة، ويمكّنها من إعادة ترتيب أوراقها، والطرف الوحيد الخاسر هو الشعب الذي آمن بالتغيير السلمي والديمقراطي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

موعد الرئاسيات قريب؟

وأعلن فريق الحوار والوساطة عن "لجنة حكماء" تضمن مساراً نزيهاً للوصول إلى انتخابات رئاسية، ضمت 41 شخصية، منها وزراء سابقون وخبراء ونقابيون وباحثون. ومن أبرز الأسماء، الوزراء السابقون للشباب والرياضة: كمال بوشامة ومولدي عيساوي ومحمد عزيز درواز، إضافة إلى خبراء في الاقتصاد على غرار فارس مسدور وفريد بن يحيى ورئيس لجنة مراقبة الانتخابات الرئاسية لعام 2004 الخبير الدستوري، سعيد بوالشعير ونقيب القضاة يسعد مبروك وعميد نقابة الأطباء بقاط بركاني والقيادي في نقابة عمال التعليم الصادق دزيري.

في المقابل، اعتبر عوير أن "لجنة الحوار لم تأت مثلما كنا ننتظر، ولم تضم أسماء وشخصيات تاريخية ووطنية انتظرناها، تكلم عنها بن صالح في آخر خطاب له، وهذا ما يُعاب عليها"، مشدّداً على ضرورة "مسايرة هذه اللجنة ومراقبة عملها عن قرب، لأن الحوار هو السبيل الأمثل لإيصال صوت الشعب بشكل رسمي ومنظم. وفي الوقت ذاته، نضغط على السلطة ونواصل الحراك من أجل الاستجابة لمطالب المتظاهرين".

رافض أو مشوش

واقتحمت مجموعة من الطلبة الغاضبين مقر لجنة الحوار مرددين شعار "لا حوار مع العصابات"، على الرغم من رد فعل منسق اللجنة كريم يونس بالتعامل معهم بلباقة، وقد سمح لهم بالحديث وتقديم وجهات نظرهم وآراءهم، رافضاً استخدام القوة، لكنّ تصرف هؤلاء الطلبة ربّما يكشف عمّا تبيّته "القلة القليلة" التي تحدث عنها قائد الأركان في خطاباته، لجهة إفساد كل خطوة نحو بر الأمان والتشويش على كل مساعي المؤسسة العسكرية، ما يتطلّب الاستعداد لكل طارئ في الأيام المقبلة، والتعامل مع متغيّرات الواقع بحذر.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي