Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مساع في الكواليس لتسليم طرابلس... هل تجنح مصراته نحو السلم؟

هذا ما كشفه مصدر دبلوماسي رفيع في ليبيا لـ"اندبندنت عربية"

يوجد في طرابلس عشرات المليشيات المسلحة (رويترز)

فيما تستمر الضربات الجوية التي يشنها سلاح الجو التابع للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، على مواقع قوات حكومة الوفاق جنوب طرابلس وحولها، تعيش جبهات القتال جموداً في معظم الوقت. وفي الأثناء، كشفت مصادر مطلعة عن اتصالات يجريها قادة فصائل مسلحة تابعة للحكومة في طرابلس بالقيادة العامة للجيش.

وأكد اللواء محمد منفور، آمر غرفة عمليات سلاح الجو الرئيسة بالقيادة العامة للجيش، أن سلاح الجو نفذ غارات عدة صباح السبت، 17 أغسطس (آب)، موضحاً أن الأولى استهدفت مقر مليشيا النواصي داخل طرابلس، والثانية استهدفت تجمعاً للمرتزقة التشاديين بالقرب من بوابة الهيرة شمال غريان.

وأوضح المنفور في تصريح صحافي أن فصائل تابعة لحكومة الوفاق كانت تُجري تدريبات لعدد من المقاتلين المرتزقة التشاديين في غريان لإشراكهم في تنفيذ عمليات وشيكة ضد وحدات الجيش.

وكشف مصدر دبلوماسي رفيع من طرابلس عن عقد لقاءات عدة ضمن قادة فصائل مسلحة من مصراته وشخصيات سياسية مقربة من قيادة الجيش لبحث إمكان وقف الحرب في جنوب طرابلس، وسط وعود مصراته لقواتها من جنوب طرابلس.

وأكد الدبلوماسي لـ"اندبندنت عربية" رغبة قادة مصراته في الحصول على ضمانات بعدم اقتحام الجيش مدينتهم، لقاء انسحابهم من جبهات القتال في جنوب العاصمة. وكانت الإجابة القطعية للقيادة العامة ممثلة في ضرورة تسليم مليشيات مصراته سلاحها وخضوعها لسلطة الشرطة والأمن في المدينة التي سيجري تكليفها بتأمين المدينة من جانب حكومة مرتقبة.

طرد تنظيم "داعش"

وتعد مصراته المدينة الأبرز غرب البلاد التي تمتلك ترسانة عسكرية مكنتها من المشاركة في حروب عدة خلال السنوات السابقة، من خلال القوة الثالثة التي سيطرت على مواقع عدة جنوب البلاد، ونجحت في إطالة حرب تحرير بنغازي من خلال دعم فصائل مجلس شورى بنغازي، وقادت حرب فجر ليبيا عام 2014 التي أدت إلى الانقسام السياسي في البلاد.

وعلى الرغم من نجاح قواتها في طرد تنظيم "داعش" من مدينة سرت عام 2016، إلا أن مشاركتها الكبيرة في مقاومة تقدم الجيش نحو طرابلس دفع بقطاع كبير من الليبيين إلى تصنيفها من القوى التي تنفذ أجندات خارجية لمصلحة دول من تركيا وقطر في البلاد.

لكن مشاركتها في مقاومة الجيش جنوب طرابلس من خلال عملية أطلقت عليها اسم "بركان الغضب" أفقدها كثيراً من قوتها، لا سيما بعد تعرض قاعدتها الجوية في مقر الكلية الجوية لغارات مكثفة من جانب مقاتلات الجيش تمكنت خلالها من تدمير عدد من الطائرات التركية المسيرة من بعد، كما دمرت المدرج الذي تنطلق منه تلك الطائرات لاستهداف مواقع الجيش.

وفيما لم يدلِ المصدر بأي تفاصيل عن شكل الحكومة المنتظرة والجهة التي سيخوّل لها تشكيلها، أكد أن أسباب رغبة مصراته في الانسحاب من جبهات القتال جاءت بعد انهيار قوة الحكومة وتفككها، لا سيما بعد تفتت قوة أغلبية المليشيات ومنها مجلس شورى بنغازي الذي أصبح موزعاً بين غريان، غرب طرابلس ومرزق في جنوب البلاد.

سخط وانزعاج

وكانت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش أعلنت، السبت، عن استهداف مقاتلات السلاح الجوي رتلاً مختلطاً في الجنوب الشرقي لمنطقة تراغن  جنوب البلاد.

وأوضحت الشعبة أن هذا الرتل مكون من جماعات المرتزقة التشادية ويضم أيضاً أفراداً من مجلس شورى بنغازي الإرهابي.

وفيما أكد الدبلوماسي وجود سخط وانزعاج في أوساط الحكومة ومليشياتها بسبب موقف مصراته الذي بدا يجنح إلى السلم، تشير تصريحات الصادق الغرياني، المفتي المعزول الذي أعلنت المليشيات الإسلامية المتشددة في مناسبات سابقة أنه مرجعها الديني، إلى تغير موقفه من حكومة الوفاق التي يبدو أنها تغضّ الطرف عن مساعي قادة مصراته الحالية.

ووصف الغرياني المطالبين باستمرار هدنة العيد بأنهم "مغفلون أو متواطئون وأعداء للأمة وبلدهم"، مضيفاً أن "حفتر لا حل معه إلا السيف". وقال، موجهاً حديثه إلى رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، "الهدنة التي وافقتم عليها لا أصل قانونياً ولا عرفياً لها، ألم يعاهدك حفتر في أبو ظبي ثم ماذا فعل بك؟".

ولم يتبلور أي موقف رسمي من جانب القيادة العامة للجيش، وفق المصدر الدبلوماسي، لكنه أكد رغبة قادة الجيش في الاستفادة مما وصفه بعضهم بــ"توبة مصراته"، لا سيما أن ممثليها الموجودين في القاهرة في انتظار موقف القيادة العامة، أبدوا رغبة في تسليم المطلوبين للعدالة في صفوف مقاتليهم وتعهدوا بالتخلي عن دعم المليشيات المنتشرة في طرابلس والتي تدور عليها شبهة التورّط في أعمال إرهابية.

تمديد الهدنة

وعلى الرغم من أن طرابلس تحتضن عشرات المليشيات المسلحة الأخرى التي تشارك في مواجهة الجيش، إلا أن أغلبيتها على خلاف مع حكومة الوفاق، كما أنها تتوافر على خلافات في ما بينها بسبب انتماءاتها المختلفة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد تعرض موظفيها لاعتداء في بنغازي أودى بحياة ثلاثة منهم في أول أيام الهدنة التي أعلنت عنها، نحت بيانات بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إلى رصد الانتهاكات من دون اتهام أي طرف من أطراف الصراع في ليبيا، فأعلنت عن الاعتداء على 39 مرفقاً طبياً في مختلف أنحاء البلاد أدى إلى مقتل 11 من العاملين فيها، كما رصدت مقتل 90 مدنياً جراء الاشتباكات الجارية في مرزق، ونزوح أكثر من 1200 شخص آخرين إلى خارجها.

وفي وقت عبّرت البعثة عن رغبتها في التمديد للهدنة لتصبح وقفاً دائماً لإطلاق النار تمهيداً لجهودها في إقناع أطراف الصراع للعودة إلى المباحثات السياسية لإيجاد حل سلمي، أبدت أطراف دولية عدة رغبتها في الانخراط في هذه الجهود.

وعقب إعلان حكومات الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا والإمارات، في بيان مشترك مطلع الأسبوع الماضي، طالبت فيه أطراف الصراع بـ"وقف فوري للقتال وعودة العملية السياسية"، أعلن السفير الأميركي الجديد لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، في التصريح الأول له، الخميس الماضي بعد شغله منصبه، عن "رغبة واشنطن في تكثيف النشاط الدبلوماسي مع جميع أطراف النزاع".

وعبر بيان نشره الموقع الإلكتروني للسفارة تعهد نورلاند "بالعمل من أجل إنهاء فوري للصراع في ليبيا"، وأمل في استمرار هدنة أيام العيد التي توصلت إليها بعثة الأمم المتحدة للتحول إلى وقف دائم للقتال.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي