"في شتاء بارد من العام الفائت لعبت أمواج المغرب دور البطولة في حكايتي"، هكذا شكلت الرياضة تحولاً جذرياً في حياة ليلى الزاهد لتبدأ قصتها مع رياضة ركوب الأمواج بعدما كانت لفتة عشوائية خاضتها للانتعاش من دون دراية أو خبرة حقيقية أو جوهرية، كما تقول.
وأردفت "بدأت الحكاية من رحلة باتجاه المغرب الواقع شمال أفريقيا بدواعي خوض تجربة مثيرة تحيطني بخبرة الخفة في التعامل مع الأخطار والشجاعة في مواجهة التحديات واكتشاف قدراتي ولو كان الأمر في البحر مجدداً ولكن بشكل مختلف".
ومن دون أدنى حيرة وقعت الراكبة في غرام الموج من أول ثانية، وتقول أيضاً "لولا تجربة خضتها لما شاهدت ذلك العنفوان والهيبة الساحرة، خصوصاً في المرة الأولى التي شاهدت فيها السماء وسط دفع الأمواج"، واصفة تلك اللحظة بـ"الآسرة".
أوهايو الأسطوري
ووفقاً لإحصاءات "غوغل" فإن 1.1 في المئة من الأميركيين الذين تبدأ أعمارهم من ست سنوات إلى كبار السن يمارسون الرياضة المؤثرة التي تضم 23 مليون مشارك في الولايات المتحدة وحدها.
وصنفت شبكة "سي أن أن" مدينة البحيرات الكبرى أوهايو على أنها الموقع رقم واحد لركوب الأمواج الأسطورية التي يبلغ ارتفاعها ستة أمتار، فيما يعد المحيط الهادئ مكاناً هادئاً للمبتدئين والمتوسطين بفضل اتساقه وإمكان التنبؤ به، في حين وصفت الأمواج الواقعة قبالة ساحل تيهوبي جنوب جزر بولينيزيا الفرنسية الـ 118 بأنها الأعنف في العالم.
أول الطريق
تواصل ليلى سرد قصتها "فور عودتي من المغرب وجدت فرصاً بان لي من خلالها أن هذه الرحلة لم تكن إلا بداية الطريق".
خاضت الزاهد ضمن مسيرتها أربع بطولات تحت مظلة الاتحاد السعودي حصدت في إحداها المركز الثاني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت عضو الاتحاد السعودي لركوب الأمواج "شاركت في بطولة السيدات المفتوحة التي استضافتها دولة سريلانكا تليها البطولة الوطنية السعودية التي أقامها الاتحاد السعودي باعتبارها أول بطولة سعودية تشارك فيها الإناث والذكور خرجت منها بالمركز الثاني لفئة الإناث، وأيضاً سباق WSG العالمي إحدى أكبر البطولات العالمية التي استضافتها جمهورية السلفادور أصغر دول أميركا الوسطى وأكثرها كثافة بمشاركة 297 رياضي من 64 دولة، وأخيراً بطولة آسيا لركوب الأمواج التي أقيمت في جزر المالديف تحت إشراف وتنظيم الاتحاد الأسيوي لركوب الأمواج، وسبق ذلك خوض معسكرين تدريبيين في سريلانكا".
ولفتت الزاهد إلى أن سطوة الرياضة المؤثرة على حياتها "كانت غزيرى"، خصوصاً بعدما أصبحت تجيد قراءة لغة الموج.
أجندة الإناث
يبلغ عدد اللاعبات الإناث في الاتحاد السعودي لركوب الأمواج خمس لاعبات تتراوح أعمارهن بين 20-25 سنة شاركن ضمن ثلاث بطولات واحدة منها خصصت للسيدات على أرض دولة سريلانكا بحسب المسؤول في الاتحاد فيصل الغانم الذي أكد في حديث إلى "اندبندنت عربية" أن "خوض اللاعبات معسكرين في سريلانكا لعب دوراً بارزاً في اندفاعهن بحماسة نحو اللعبة وتطور أدائهن".
وأوضح أن "المشاركات أظهرن حيوية وهمة واستعداداً للمشاركة ضمن بطولات دولية مقبلة مع أن الرياضة الأولمبية العالمية لم ترفع على أجندة الألعاب السعودية في نسختها الثانية ولم تتأهل لاعباتها الإناث لخوض منافسات باريس لعام 2024.
قراءة الموج
لفتت الزاهد النظر إلى تأثير رياضة ركوب الأمواج في تطور إمكاناتها، قائلة "أدركت تدرجاً ملاحظاً في مستوى مهارتي و قدرتي على قراءة أمواج البحر وفهمها، مما جاوز في نفسي فكرة خوض التجربة من باب المرح إلى الاحتراف والمنافسة ضمن فعالياتها وتمثيل البلاد".
مزاح البحر
وحذرت من تجاوز خطوط الموج على اعتبار أن التنبؤ بلحظات ارتفاع مائه أمر مستحيل، موضحة أن تكرار التجربة والحرص على التدريب المستمر "رفع مهارتي في اعتلاء الأمواج شيئاً فشيئاً وبدد مخاوفي وزادني صبراً".
وأردفت "لم أتخيل نفسي يوماً فوق الماء، أصارع أمواجاً لا مزاح معها".