Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رقعة الاحتجاجات تواصل الاتساع في الجنوب السوري

تستمر التظاهرات لليوم السابع وسط عصيان مدني وإضراب يشل حركة المنطقة

ملخص

لم يخرج عن حكومة النظام السوري موقف تجاه احتجاجات السوداء التي حافظت على وتيرتها وسط مخاوف من تصعيدها إلى مستويات أعلى من السياسية والسلمية إلى اشتباك دامٍ

تتواصل الاحتجاجات السلمية في السويداء من دون توقف، وبعد انقضاء اليوم السابع على التوالي وسط عصيان مدني وإضراب عام شمل مناحي الحياة من فعاليات حكومية وتجارية وصناعية، غصت ساحة الكرامة بالمحتجين وسط ازدياد الأعداد وتدفق المئات من القرى والبلدات القريبة.

اللافت مع انقضاء أسبوع على احتجاج جبل العرب حضور نسائي ما زال يحافظ على شكله الحالي من دون اشتباك، أو تسجيل أي حوادث تصادم مع اتساع رقعة الاحتجاج.

صمت حكومي 

 مقابل ذلك لم يخرج عن الحكومة موقف تجاه الأحداث التي حافظت على وتيرتها وسط مخاوف من تصعيدها إلى مستويات أعلى من المطالب السياسية والسلمية إلى اشتباك دامٍ.

في وقت خرج الفريق الموالي للسلطة عن صمته ووصف الحراك بأنه في غير مكانه بعد خروجه عن مطالب التحسين المعيشي إلى نظيرتها بإسقاط السلطة، ورفع أعلام ورايات معارضة، مما يهدد وحدة وسيادة سوريا، وفق حديثهم.

 في السياق، يستبعد مراقبون بالعاصمة دمشق أي تحركات عسكرية لفض حالة العصيان الحاصلة، بينما تتردد الأنباء عن اتصالات لإيجاد حلول تعيد الحياة المتوقفة للمدينة من دون استبعاد حدوث تصادم، وتدخل الأجهزة الأمنية في حال خرجت المظاهرات عن مسارها الطبيعي إلى التخريب أو استخدام السلاح أو حدوث فوضى أمنية.

نوايا التوسع 

إزاء ذلك تشير معلومات واردة من ناشطي حراك السويداء السلمي إلى حرص المنظمين والفصائل الناشطة على الأرض بزيادة القدرة على تنظيم حركة المظاهرات يوماً بعد يوم من منطلق تفويت تسجيل حالة شغب أو إثارة فتن أو تحويل مسار التظاهر بعد زيادة الأعداد، والاتجاه نحو تركيز النشاط بساحات واسعة ومركزية لإعطاء زخم أكبر للمظاهرات ولهذا تصل وفود من القرى المجاورة بشكل متزايد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن اللافت عدم ظهور أي تنظيم مدني أعلن عن إشرافه على سير الاحتجاجات منذ بداية الحراك، وظلت المرجعية الدينية عبر طائفة الموحدين الدروز ومن خلال شيوخ العقل تمسك بزمام الأمور وتمارس دور الرقيب، وضبط النفس حرصاً من انفلات الشارع.

ومنذ اندلاع الاحتجاج أيد الشيخ حكمت الهجري الحراك وأصدر بياناً أعلن خلاله "نفاد الصبر وفوات الآوان"، فيما طالب المتظاهرين بعدم الاعتداء على المؤسسات الحكومية والحفاظ على السلمية.

ردود فعل متباينة

أما محافظ السويداء بسام بارسيك، فنفى كل ما يتداول بخصوص استخدام القوة لوقف احتجاجات الأهالي، لافتاً إلى كون المطالب التي ينادي بها المحتجون تلقى اهتماماً عالياً من القيادة العليا للبلاد، ودعا المواطنين إلى عدم الانجرار وراء ما يشاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي في هذه الفترة الحرجة.

من جانبه، شكك عضو مجلس الشعب وائل ملحم من جدوى الاحتجاجات التي بدأت بمطالب شعبية حول الواقع المعيشي وتحولت تدريجياً إلى أصوات تطالب بإسقاط السلطة، وأرسل نداء للمحتجين لافتاً النطر إلى مغبة تحويل الساحات إلى نقطة عبور لمن يتربص بالوطن، بحسب رأيه.

في المقابل ذكرت الناشطة منار محرز أن أهالي السويداء يتعرضون لما وصفته بـ"موجة تخوين" تتسع دائرتها مع مرور الوقت، من دون مبرر. وأضافت "أستغرب من هذه الاتهامات رغم أن الحراك يأتي بدوافع تحسين الواقع المعيشي ليس للسويداء وحدها بل لكل أنحاء البلاد".

وذكرت أن هذه الاحتجاجات لا تشبه بأي حال من الأحوال حراك عام 2011 لأسباب كثيرة، أبرزها أن جبل العرب كان ضد أي مشهد تخريبي، ولفتت إلى أن الاحتجاجات جاءت بعد الجوع والفقر وانخفاض قيمة الليرة، العملة السورية، والتضخم، وقالت "الوجع وجعنا كلنا، والجوع جوعنا كلنا للأسف"

ومنذ الخميس الماضي، انضم العشرات من عشائر بدو محافظة السويداء الذين يشكلون ثلاثة في المئة من نسبة سكان السويداء وطالبوا بتطبيق القرار الأممي 2254 والتغيير السياسي. أما الطائفة الدرزية التي خرجت ببيان مشترك أعلنت به جملة مطالب أبرزها تغيير حكومي جديد، وإلغاء القرارات الأخيرة التي رفعت بموجبه أسعار المحروقات والمشتقات النفطية.

أسعار الوقود تشعل التظاهرات

ونزل قرر أسعار الوقود والمازوت، أخيراً، كالصاعقة على رؤوس السوريين في مختلف مناطق سيطرة الدولة بعد ارتفاع واسع في خطوة جريئة تمهد لرفع الدعم، ويتوقع على إثرها الاقتصاديون سيناريو أكثر سوءاً خلال الأشهر المقبلة في حال استمرت الأوضاع الاقتصادية من دون أي تحسين أو تغيير بالقرارات وسط حصار اقتصادي خانق من خلال العقوبات الأوربية والأميركية على البلاد.

غير أن مراقبين يذهبون إلى أنه من المستبعد حدوث تصادم بين المحتجين والسلطة، ولعدة اعتبارات أبرزها أن الجيش النظامي لن يدخل بمعركة جديدة بينما يتحضر لنزال شرس مع الجيش الأميركي والتركي شرق البلاد وفي الشمال والشمال الشرقي، ومن جهة ثانية يعتقد متابعون محليون أن المسألة تترك للزمن والتعويل على الوقت، فالاحتجاجات لن تستمر إلى ما لا نهاية، مع الترجيح بحلول سياسية وتسويات في ما يخص الشأن الحكومي قد تحد من امتداد الحراك وتطفئ جذوته.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات