Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مبادرة مصرية لحل الأزمة الليبية… هذه مواقف الأطراف منها

تضمنت خمسة بنود أبرزها رفض التدخلات الخارجية في شؤون البلاد

اجتماع لمجلس النواب الليبي الموالي لحكومة الوفاق بالعاصمة طرابلس في مايو الماضي (أ.ف.ب)

مع نهاية أيام عيد الأضحى، الذي شهد هدنة عسكرية في محاور القتال بالعاصمة الليبية طرابلس بين قوات الجيش الليبي والقوات الموالية لحكومة الوفاق، عادت رحى المعارك لتدور من جديد مع استلام الجيش الوطني زمام المبادرة بالقيام بمحاولة للتقدم على عدة محاور جنوب طرابلس مع تكثيف الغارات الجوية واستهداف بعض المواقع للمرة الأولى، بعد 130 يوماً من إطلاق عمليته العسكرية لدخول المدينة، بالتزامن مع مبادرة سياسية تقدمت بها مصر لحل الأزمة الليبية.

مصر تطلق مبادرة للحل

طرحت القاهرة مبادرة للحل السياسي في ليبيا على لسان المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية شددت خلالها على أنه يتعين الآن البدء في عملية التسوية الشاملة في ليبيا وفق مبادرة من خمسة بنود لمعالجة شاملة للقضايا الجوهرية، وعلى رأسها قضية عدالة توزيع الموارد في ليبيا والشفافية في إنفاقها، واستكمال توحيد المؤسسات الليبية وحل جميع الميليشيات المسلحة وجمع أسلحتها على النحو الوارد في الاتفاق السياسي الليبي.

وأضاف حافظ أن "مصر تناشد الأطراف الليبية اتخاذ موقف واضح ولا لبس فيه للنأي بنفسها عن المجموعات الإرهابية والإجرامية، خصوصاً تلك المدرجة على قوائم العقوبات التي أصدرها مجلس الأمن".

وأكد حافظ أهمية إعلان الأطراف الليبية رفضها القاطع للتدخلات الخارجية في الشأن الليبي، والانتهاكات الموثقة لقرارات الأمم المتحدة والتي تقوم بها أطراف معروفة تصدّر السلاح والعتاد وتُسهل نقل المقاتلين الإرهابيين إلى ليبيا على مرأى من المجتمع الدولي.

ودعت مصر إلى "التعاون والانخراط بشكل أكبر مع الممثلين المنتخبين للشعب الليبي لبلورة خطة الطريق المطلوبة للخروج من الأزمة الحالية، وتنفيذ كافة عناصر المبادرة التي أقرها مجلس الأمن في أكتوبر (تشرين الأول) 2017".

ترحيب من مجلس النواب

وفور إعلان القاهرة مبادرتها، سارع مجلس النواب الليبي في طبرق إلى الترحيب ببيان الخارجية المصرية بشأن سبل إنهاء الأزمة والحل في ليبيا.

وقال الناطق باسم المجلس عبدالله بليحق إن مجلس النواب الليبي "يرحب بدعوة الخارجية المصرية إلى أن يكون الحل وفقاً لقواعد دستورية يتم المصادقة عليه من قبل البرلمان لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ومن دون تجاوز إرادة الليبيين والإعلان الدستوري".

وأضاف أن "وضع حد للتدخلات الخارجية ودعم الميليشيات المسلحة والمتطرفين ونزع السلاح خارج سلطة الدولة والقضاء على الإرهاب والتطرف، هو السبيل لإنهاء حالة الفوضى وعودة الأمن والاستقرار وتوحيد مؤسسات الدولة وعودتها للعمل بشكلها الطبيعي".

الوفاق والرئاسي يرفضان المبادرة

وعلى العكس تماماً، بادرت كل الأطراف السياسية في طرابلس إلى رفض المبادرة. فندد مجلس الدولة الاستشاري بالبيان الصادر عن الخارجية المصرية حول "رؤية مصر للتسوية الشاملة في ليبيا"، معتبراً أنه تدخل سافر في الشأن الليبي.

واستنكر المجلس في بيانه "تأكيد البيان المصري أن مجلس النواب هو المؤسسة الوحيدة المنتخبة في ليبيا، وأنها الوحيدة المناط بها التصديق على أي خريطة طريق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واتهمت خارجية الوفاق، من جانبها، مصر بالتدخل "الفج" في الشأن الداخلي الليبي. وأضافت "هذه قضية داخلية بحتة تتعامل معها حكومة الوفاق وفق آليات ومعايير تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار".

وقال الإعلامي الليبي أحمد عاشور لـ"اندبندنت عربية"، إن "الموقفين كانا متوقعين من مجلس النواب الليبي والمجلس الرئاسي، بسبب مصدر المبادرة أولاً وموقف الطرفين من مصر وما جاء في مبادرتها من بنود مالت بوضوح إلى الجيش الوطني ومجلس النواب في طبرق".

وأضاف "النقاط التي أوردتها المبادرة المصرية، التي هي جوهر الخلاف الذي قادنا إلى معركة طرابلس، تعني ببساطة إنهاء المعركة لمصلحة الجيش من دون تكاليف إضافية. ويبدو واضحاً من ردود الأفعال على المبادرة حجم الهوة في الرؤى بين الطرفين واستحالة الحل السياسي".

تقدم بري وغارة على زوارة

أفاد المركز الإعلامي لغرفة "عملية الكرامة"، في بيان الخميس، بأن القوات المسلحة كبّدت "ميليشيات جويلي" خسائر كبيرة بمنطقة الكسارات وأجبرتهم على التقهقر، ورافق ذلك تنفيذ مقاتلات سلاح الجو عدة ضربات جوية مركزة على ميليشيات جويلي في العزيزية أدت إلى سقوط عدد من القتلى، وفق مصادر من الجيش الوطني.

وفي تطور لافت، استهدفت القوات الجوية التابعة للجيش موقعاً قالت إنه يستخدم لهبوط وإقلاع الطائرات المسيّرة التركية في مطار زوارة، الواقع قرب الحدود التونسية غرب طرابلس. وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها هذا المطار منذ بدء العمليات العسكرية في طرابلس.

وأكد قائد غرفة عمليات القوات الجوية اللواء طيار ركن محمد منفور "تدمير طائرات سلاح الجو لمستودعين يستخدمان لإقلاع الطائرات التركية المسيرة في مطار زوارة مع الحرص على عدم إصابة الصالة التي تستخدم للركاب المدنيين".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي