Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسلسل "باين كيلر": القصة المروعة لأزمة المواد الأفيونية

ماثيو برودريك يلعب دور ريتشارد ساكلر رئيس مؤسسة "بورديو فارما" في هذه الدراما الضعيفة على "نتفليكس" عن انتشار مهدئات "أوكسي كونتين"، لكن مسلسل "دوبسيك" تعامل مع الموضوع بشكل أفضل

"...تأتي النتيجة تشوشاً محيراً وانعداماً في التماسك" (نتفليكس)

ملخص

ماثيو برودريك يلعب دور ريتشارد ساكلر رئيس مؤسسة "بورديو فارما" في هذه الدراما الضعيفة على "نتفليكس" عن انتشار مهدئات "أوكسي كونتين"، لكن مسلسل "دوبسيك" تعامل مع الموضوع بشكل أفضل. مسلسل "باينكيلر": القصة المروعة لأزمة المواد الأفيونية التي تناولتها أعمال أخرى بتأثير أكبر

سجلت الولايات المتحدة في عام 1999، أقل من 10 آلاف حالة وفاة مرتبطة بإدمان الأفراد المواد الأفيونية. وفي عام 2021، ارتفع الرقم إلى أكثر من 80 ألفاً. ووصفت هذه الطفرة بـ"وباء المواد الأفيونية"، وهي أزمة تؤثر في الغالب في المجتمعات الريفية الفقيرة، إذ وجد كثير من العمال المنخرطين في العمل اليدوي أنفسهم متورطين في تعاطي عقاقير يصفها أطباء لهم بدافع الربح. وفي صيدليات السوق السوداء هذه، برزت حبة واحدة تلخص هذا العصر وهي "أوكسي كونتين" OxyContin التي هي نسخة عن مهدئ "أوكسيكودون" Oxycodone لكنها بطيئة الإطلاق في الجسم. وفي هذا الإطار تعرض منصة "نتفليكس" مسلسلاً جديداً اسمه "باينكيلر" Painkiller - من 6 أجزاء - يتناول صعود انتشار حبوب "أوكسي" وسقوط أميركا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تدور القصة حول عائلة ساكلر التي تملك مؤسسة "بورديو فارما" Purdue Pharma ، - التي ارتبط اسمها بمؤسسات ثقافية بدءاً من "المعرض الوطني" National Gallery في المملكة المتحدة، إلى "جامعة أكسفورد" - ولا سيما منها رئيسها الرمزي ريتشارد ساكلر (الذي يلعب دوره ماثيو بروديريك). لكن القصة لا تركز على رحلة عائلة ساكلر المبكرة ووصول أفرادها كمهاجرين يهود إلى الولايات المتحدة في مطلع القرن الـ20. وبدلاً من ذلك، نتعمق فيها عندما يتحرك المدعون العامون للتدخل في البت في وضعهم. المحامية إيدي فلاورز (تلعب دورها أوزو أدوبا)، هي موظفة بيروقراطية ثانوية، أحضرت من فريق الادعاء الذي قام باستجواب ريتشارد. ويتمثل دورها في توضيح تاريخ سلالة ساكلر، وسيطرتها على "بورديو فارما"، وانتشار مهدئات "أوكسي كونتين". تعمل المحامية في شخصيتها المركبة، على الكشف عن خيوط السردية: الأسرة التي تقف وراء ابتكار الدواء، والأطباء ومندوبو المبيعات الذين روجوا له، والمرضى الذين أصبحوا ضحايا الممارسات الخاطئة.

في الجزء الأول، يجسد برودريك ريتشارد (دور كان صوره مايكل ستولبارغ في السابق بلهجة ملحوظة في دراما "دوبسيك"  Dopesick التي عرضتها خدمة "هولو" عام 2021) شخصية الشرير المتغطرس والمبالغ فيه في السرد. ونراه يسير بخطوات حازمة في الاجتماعات المغلقة لعائلة ساكلر، وينطق بأشياء مثل، "أنا أتعاطف مع قضية السرطان لكن الأرقام لا تبدو منطقية!". ثم هناك المتورطون في تجارة الأدوية، بمن فيهم شانون (ويست دوشوفني)، وهي مراهقة تشق طريقها من خلال المغازلة، للتدخل في الإجراءات الجراحية التي يجريها أطباء فاسدون (يقول لها أحد الأطباء الأقل قابلية للفساد: "أنت خطرة وغبية. وهذا يجعلك أكثر تهديداً"). وأخيراً هناك غلين المريض الذي لديه حالة خاصة، (يلعب دوره تيلور كيتش) الذي نتابع رحلته من عامل ميكانيكي من الطبقة المتوسطة، إلى مدمن طوال الموسم. هذه هي الشخصيات التي تشكل النماذج التمثيلية المستخدمة لدعم عرض المحامية إيدي فلاورز على "باور بوينت".  

وفيما أعطى مسلسل "دوبسيك" صورة كئيبة ومروعة أحياناً لأزمة المواد الأفيونية، حاول "باينكيلر" تمييز نفسه من خلال احتضان ما يمكن تسميته بأسلوب "مدرسة المخرج آدم ماكاي للمونتاج السريع والاستعارات المرئية". فعلى طريقة فيلم "ذا بيغ شورت"  The Big Short أو "فايس" Vice، يتناول "باينكيلر" موضوعاً خطراً ويضيف إليه عنصراً من الإثارة والمفاجأة كما في فيلم "بوب روكس" Pop Rocks.

وتقول المحامية بريانا (التي تلعب دورها آنا كروز كاين) لإيدي بحماسة: "نحن بصدد مطاردة كبيرة". قد يتطلب التكيف مع التحولات المفاجئة، قليلاً من التكيف العقلي. المسلسل يدرك تماماً هذا التوتر، بحيث تبدأ كل حلقة بشهادة حقيقية مفجعة للقلب من عائلات حقيقية تأثرت بعقار "أوكسي كونتين". ومع ذلك، فإنه يغوص بسرعة في الدراما. وتنتقل الحلقة الافتتاحية بسلاسة من والدة تتحدث عن تناول ابنها جرعة زائدة في أحد مواقف السيارات، إلى مشهد كوميدي يظهر فيه ماثيو بروديريك وهو يبحث في قصره عن مصدر انطلاق جهاز الإنذار بوجود حريق، بلا سبب.

وتأتي النتيجة تشوشاً محيراً وانعداماً في التماسك. فالإخراج لبيتر بيرغ - المشهور بإخراج أفلام جريئة ومليئة بالحركة مثل "باتل شيب" Battleship و"لون سورفايفر" Lone Survivor و"ديبووتر هورايزون" Deepwater Horizon - لا يتسم بأي شيء يضاهي الرشاقة والحيوية التي شوهدت في أعمال آدم ماكاي. كما أنه يفتقر لجاذبية مسلسل "دوبسيك". إنه عاطفي ذو إيقاع سريع وحبكة ضعيفة وشخصيات سردية سطحية.

يشار إلى أن العمل مقتبس من مقالة في مجلة "نيويوركر" صاغها باتريك رادين كيفي (الذي يعتبر كتابه "إمبراطورية الألم" Empire of Pain بمثابة نص مرجعي لعائلة ساكلر)، ومن كتاب Pain Killer من تأليف باري ماير في صحيفة "نيويورك تايمز". من هنا فإنه غالباً ما تبدو النبرة التفسيرية في العرض، على نحو متكرر، صحافية أكثر منها درامية.

بصوت خافت، يشرح ريتشارد مخططه الشرير بالقول: "إذا أصبحنا حراساً لكل من يريد التخلص من الألم، فسنكون غيرنا العالم". ويتعمق مسلسل "باينكيلر" بشكل أساسي في الأسباب التي تقف وراء الألم بدلاً من العواقب. وصورت الإساءات على المستويات الاجتماعية العليا بوضوح، في حين أن تداعياتها على المستويات الدنيا بدا تناولها باهتاً وأقل وضوحاً.

بعد دراما "دوبسيك" التي تناولت موضوعاً مشابهاً بشكل ملحوظ، قد يكون من الصعب القول إننا بحاجة إلى تصوير آخر للتواطؤ الثلاثي بين شركات الأدوية والأطباء والضحايا. ويمكن القول إنها قصة تروى في أعمال أخرى، بشكل أكثر شمولاً وإقناعاً، والأهم من ذلك، بشكل أكثر تأثيراً.

© The Independent

المزيد من منوعات