Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مايسترو" تصدير الغاز المصري لإسرائيل يترجل عن الحياة

وفاة الملياردير حسين سالم عن عمر يناهز 86 عاما... ودفنه بمقابر الأسرة في إسبانيا

الملياردير المصري حسين سالم وصف بأنه رجل الطاقة والسياحة في عهد مبارك (ويكبيديا)

أعلنت أسرة الملياردير المصري، والذي يحمل الجنسية الإسبانية، حسين سالم، نبأ وفاته في إسبانيا ظهر اليوم الثلاثاء عن عمر ناهز 86 عاما، بعد صراع مع المرض.

حسين سالم لقب بـ"رجل الطاقة والسياحة" في مصر، خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وعُرف بعلاقته القوية بمبارك وقربه الشديد من دائرة الحكم وصناعة القرار.

حسين سالم كان أول الهاربين من مصر بعد اندلاع ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، ليتخذ من العاصمة الإسبانية مدريد مقرا دائما له باعتباره يتمتع بالجنسية الإسبانية.

طارق عبد العزيز، المستشار القانوني قريب الصلة بحسين سالم، أكد لـ"اندبندنت عربية" أنه بعد اتصال هاتفي بعائلة "سالم" أكدوا الوفاة وبدء إجراءات ومراسم الدفن بمقابر مملوكة للأسرة في إسبانيا، لافتا إلى أنه سيغادر القاهرة اليوم ليحضر مراسم الدفن في إسبانيا غدا الأربعاء.

رجل الأعمال المصري- الإسباني كان له استثمارات كبيرة في مجالات السياحة والطاقة، وشريك في ملكية شركة غاز شرق المتوسط المصرية (EMG)، وهو أيضا رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة شركات HKS، وهي شركة ضيافة تقوم بتشغيل منتجع" ماريتيم جولي فيل" في شرم الشيخ.

ويعد حسين سالم أبرز مهندسي تصدير الغاز إلى إسرائيل، حيث اشتهر على نطاق واسع بالدور الرئيس الذي لعبه في اتفاقية تصدير الغاز المصري لـ(إسرائيل) من خلال شركة غاز شرق المتوسط التي يمتلك نصيبا كبيرا فيها.

ومن خلال شركته وقّعت الحكومة المصرية عام 2005 اتفاقية مع إسرائيل تقضي بالتصدير إلى تل أبيب 1.7 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي لمدة 20 عاما، بثمن يتراوح بين 70 سنتا و1.5 دولار للمليون وحدة حرارية، بينما يصل سعر التكلفة 2.65 دولار. وذلك من خلال خط أنابيب الغاز الذي يمتد بطول مئة كيلومتر من العريش في سيناء إلى نقطة على ساحل مدينة عسقلان جنوب السواحل الإسرائيلية على البحر المتوسط.

كما حصلت شركة الغاز الإسرائيلية على إعفاء ضريبي من الحكومة المصرية لمدة 3 سنوات من عام 2005 إلى عام 2008، وقد أثارت هذه الاتفاقية حملة احتجاجات كبيرة دفعت عددا كبيرا من نواب مجلس الشعب المصري إلى الاحتجاج وتقديم طلبات إحاطة.

 ووُصف سالم بأنه "الأب الروحي" لمدينة شرم الشيخ باعتباره أول من استثمر فيها منذ عام 1982، ويمتلك "خليج نعمة" بالكامل، بالإضافة إلى أنه يمتلك منتجعات عدة، منها منتجع "موفنبيك جولي فيل" في مدينة شرم الشيخ، أكبر المنتجعات السياحية في هذه المنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد اندلاع ثورة 25 يناير (كانون الثاني) بشهور صدر قرار بالقبض على حسين سالم من قبل الإنتربول الدولي بالتنسيق مع السلطات المصرية على خلفية اتهامه في قضايا فساد.

القبض على "سالم" من قبل السلطات الإسبانية لم يستمر أكثر من 48 ساعة فقط، حيث أفرجت عنه السلطات الإسبانية بعد دفعه كفالة تقدّر بـ27 مليون يورو، بعد تجميد جميع أصوله وأرصدته في البنوك المصرية.

استغل رجل الأعمال الراحل تعديل قانون الكسب غير المشروع لاحقا للعودة إلى مصر مرة أخرى، من خلال إقرار التصالح بردّ أموال الدولة مقابل حفظ القضايا المتهم فيها، لينهي بذلك القضايا المتعلقة به.

ثم تنازل "سالم" عن 75% من ممتلكاته، ليصبح في مقدمة المستفيدين من التعديلات التشريعية التي تجيز التصالح في جرائم العدوان على المال العام والكسب غير المشروع.

قضايا اتهم فيها الملياردير المصري

اتهم حسين سالم في عدد من القضايا والتي تنوعت بين تبييض الأموال والتلاعب في تصدير الغاز إلى إسرائيل والتربح من أراضي الدولة المصرية.

محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس برأت حسين سالم من تهمة تسهيل تصدير الغاز لإسرائيل، كما برأته محكمة جنايات جنوب القاهرة، مع ابنه خالد وابنته ماجدة، من تهمة تبييض الأموال، كما برأته المحكمة من تهمة التربح والاستيلاء على أرض المحمية الطبيعية في جزيرة "البياضية"، التي تبلغ مساحتها 36 ألف فدان.

في يونيو (حزيران) 2012، أصدرت محكمة جنايات القاهرة قرارا بانقضاء الدعوى الجنائية ضد حسين سالم في قضية الفيلات، والمعروفة إعلاميا بـ"فيلات شرم الشيخ"، والمتهم فيها مبارك ونجلاه علاء وجمال، بتلقي هدايا من حسين سالم، وهو الحكم الذي أيدته محكمة النقض بحكم نهائي وبات.
كما قررت محكمة جنايات الإسكندرية انقضاء دعوى اتهام سالم وآخرين، بإهدار المال العام في صفقة شركة "ميدور" للكهرباء، في اتهامه وآخرين بالحصول على ربح ومنفعة دون وجه حق.

وفي 2013، رفعت صوفيا ماري لويس، السكرتيرة الخاصة السابقة لسالم، دعوى قضائية ضده، نتيجة فصلها تعسفيا من عملها، وألزمته المحكمة حينها بدفع 108 آلاف فرنك سويسري، تعويضا لها عن الأضرار المادية والأدبية التي أصابتها، فضلا عن إلزام الشركة بدفع 11055 فرنكا سويسريا، مقابل ما يُسمى "مهلة إخطار"، وتقدم محامو سالم باستشكال على الحكم، نظرته المحكمة في عدة جلسات، وأصدرت قرارا برفضه، وألزمته المحكمة بدفع 120 ألف فرنك سويسري لصالح سكرتيرته، في فبراير (شباط) 2018.

في أغسطس (آب) 2016، تصالح حسين سالم مع الدولة المصرية في القضايا المتهم فيها، بالتنازل عن أموال وممتلكات قيمتها 5 مليارات جنيه (302 مليون دولار أميركي)، وبناء على ذلك، أعلن المستشار عادل السعيد، مساعد وزير العدل لشؤون جهاز الكسب غير المشروع، الانتهاء بصورة رسمية من التصالح مع رجل الأعمال حسين سالم وأفراد أسرته الحاصلين على الجنسية الإسبانية مع الجهاز، وذلك نظير تنازلهم عن 21 أصلا من الأصول المملوكة لهم لصالح الدولة المصرية.

أول زيارة إلى القاهرة بعد هروب 6 سنوات

وفي يوليو (تموز) 2017، وصل رجل الأعمال إلى مطار القاهرة الدولي، قادماً من إسبانيا، على متن رحلة "مصر للطيران" القادمة من مدريد، كأول زيارة للقاهرة منذ هروبه من مصر قبل  6 سنوات، بينما كانت زيارته الأخيرة في مارس (آذار)الماضي بصحبة مستشاريه ومديرة أعماله ورجاله بعد التصالح مع الدولة  في خليج نعمة بمدينة شرم الشيخ.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2018، استعاد جهاز الكسب غير المشروع، 30 مليون جنيه (1.8 مليون دولار أميركي) قيمة أصول أخفاها المدير التنفيذي لشركة مملوكة لرجل الأعمال حسين سالم، في جنوب سيناء، وقالت مصادر قضائية إن الجهاز وضع المبالغ التي تسلمها في خزانة الدولة.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار