ملخص
كانت أعين معظم أجهزة الاستخبارات حول العالم، من أميركية وبريطانية وإسرائيلية وغيرها على قاعدة بيانات داعش. وظفرت بها تركيا
تدور رحى معركة استخباراتية بعيداً من الأضواء وميدان سباقها مترامي الأطراف من قارة إلى أخرى، وهدف السباق هو العثور على بيانات داعش. ويبدو أن أنقرة كان لها قصب السبق. وأوردت "دايلي صباح" أن تركيا صادرت قاعدة بيانات ثمينة تخص "داعش" وتتضمن أسماء ومعلومات عن تسعة آلاف و952 "ذئباً منفرداً" من أعضاء التنظيم الإرهابي يعملون حول العالم، وذلك بعد عملية ناجحة نفذتها شرطة إسطنبول وامتدت لأشهر. وأفادت الصحيفة التركية الناطقة بالإنجليزية بأن العملية انطلقت من مقهى في إسطنبول وانتهت باعتقال مشتبه فيه كان يحمل قاعدة البيانات وذلك في إسطنبول.
ولفتت إلى أن وجود قاعدة البيانات كان معروفاً من قبل معظم أجهزة الاستخبارات حول العالم، من أميركية وبريطانية وإسرائيلية وغيرها، وهي تضمنت معلومات شخصية عن الإرهابيين ومهاراتهم وأماكن إقامتهم. وكانت الأجهزة تبحث عن قاعدة البيانات في طاجكستان وأوزبكستان وباكستان. وكانت قاعدة البيانات في حوزة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الذي قتل في غارة أميركية عام 2019 قبل أن تكتشف الاستخبارات الأميركية أنها [قاعدة البيانات] باتت في حوزة خليفة البغدادي، أبو إبراهيم الهاشمي القريشي.
ووفق "دايلي صباح"، اكتشفت وكالات الاستخبارات ومكافحة الإرهاب التركية محادثات مشبوهة بين أشخاص خاضعين إلى تنصتها، وكانت المحادثات تتعلق بتسليم "بضاعة" تخص التنظيم من دون أن تعرف الوكالات محتوى ذلك، وأدت المحادثات التي جرت بين مقاتل داعشي أجنبي ومتعاونين محليين إلى تشديد طوق المراقبة. ونقلت الصحيفة عن عبدالرحمن سوغوسكو، المسؤول عن مكافحة الإرهاب في شرطة إسطنبول، قوله إن المحادثات جرت بين خمسة أشخاص على صلة بالاستخبارات الإيرانية اجتمعوا في مقهى بإسطنبول وتحدثوا عن سرقة طاولت "البضاعة" وأن السارقين المنتمين إلى التنظيم يفاوضون الخمسة لبيعها من دون أن يعرفوا أنها ستنتهي في إيران، وذلك في مقابل 8.5 مليون يورو (9.33 مليون دولار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت الصحيفة أن الطرفين اتفقا على إبرام صفقة البيع في إسطنبول، وحين وصل البائع الداعشي إلى إسطنبول أطلقت شرطة المدينة العملية. وأوقف الداعشي في قاعة الوصول بمطار إسطنبول وعثر على قاعدة البيانات في حوزته. وأوقفت الشرطة الخمسة أيضاً، ويشملون أذربيجانياً من أصل إيراني يعمل سراً في تطوير مسيرات في إيران، وإيرانياً يدير شركة لنقل البضائع بين تركيا وبلدان في آسيا الوسطى، ورجلي أعمال يوفران قطع غيار لمشاريع دفاعية إيرانية لم تحدد الصحيفة جنسيتهما لكن يبدو من اسميهما أنهما تركيان.
ولفتت "دايلي صباح" أن القريشي أرسل قاعدة البيانات مع داعشي لتسليمها في بلد غير سوريا حيث كان القريشي يقيم وانتحر خلال غارة أميركية على موقعه العام الماضي، لكن المرسال عرف ما فيها وقرر بيعها، وبعدما اختفى لفترة، عثر التنظيم عليه، فزعم ضياع قاعدة البيانات، فعذبه معتقلوه وقطعوا قدميه، لكنه أصر على كلامه. وأعدم التنظيم ثلاثة أشخاص اشتبه في أنهم ساعدوا في عملية السرقة. ولم يتضح من تقرير الصحيفة ما إذا كان المرسال هو نفسه الداعشي الذي أوقف في مطار إسطنبول.
وذكرت الصحيفة أن الذئاب المنفردة من أخطر المقاتلين في داعش، فهم قتلوا المئات في عمليات شملت هجمات على ناد ليلي في ولاية فلوريدا الأميركية عام 2016 ومدينة نيس الفرنسية العام نفسه وناد ليلي تركي عام 2017. وقدر عدد ضحايا التنظيم في تركيا وحدها بأكثر من 300 قتيل ومئات الجرحى في 10 هجمات انتحارية وسبع هجمات بالقنابل وأربع هجمات بالأسلحة اليدوية. وأشارت إلى أن خليفة القريشي أبو الحسن الهاشمي القريشي، قتل العام الماضي في عملية للجيش السوري الحر.