Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هي هموم "قمة استدامة النظام الايكولوجي الرقمي" في بيروت؟

على رغم أزماته المتنوّعة، يحاول لبنان البقاء على إيقاع العصر ومعطياته، خصوصاً المسارات العملية والتقنية في الثورة الصناعية الرابعة.

تتناغم عقول لبنانيّة مع معطيات اللحظة العالمية في مؤتمر تقني

في تناغم لبناني مع الاهتمام العالمي بمسار الثورة الصناعية الرابعة، بل بالتزامن مع انعقاد "منتدى دافوس" في سويسرا، تنعقد في بيروت "قمة استدامة النظام الإيكولوجي الرقمي" Sustainable Digital Ecosystem Summit. وتمتد أعمالها بين يومي 22 و24 يناير (كانون الثاني) الحالي. ويستضيفها "مركز التدريب والمؤتمرات في خطوط طيران الشرق الأوسط"، وتنعقد فعالياتها برعاية رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.

ولعله لافتاً أن كل ما يعانيه لبنان من أزمات في السياسة والاقتصاد، لم يمنع العقول المستنيرة والإرادات المُصمّمة على التقدم، من القفز فوق جدران سلبية بهدف ضخّ وعي متطوّر عن المعطيات العميقة التي تحرّك الملامح الأساسية في العيش المعاصر. ومن المستطاع اعتبار "قمة استدامة النظام الإيكولوجي الرقمي"، تعبيراً عن الرغبة في تحدي وقائع تشمل الفراغ الحكومي، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية، وتصاعد الأزمات في البيئة، وعدم وضوح الآفاق الإقليمية، والمخاطر المتأتية من تصاعد التوتر سياسياً وعسكرياً في الجوار الجغرافي- السياسي للبنان وغيرها. 

وفي مقابل تلك الصورة المضطربة، تحاول "قمة استدامة… " تحريك العقول إلى مكان آخر. إذ يوضح الموقع الشبكي للمؤتمر http://www.sdesummit.com، أن مسار الثورة الصناعية الرابعة، يتمحوّر حاضراً حول الذكاء الاصطناعي، الذي يترادف مع معطيات اخرى في ثورة المعلوماتية والاتصالات المعاصرة كالأتمتة وتعلم الآلات و"انترنت الأشياء"، وشبكات الجيل الخامس للخليوي والمحاكاة الافتراضية بالكومبيوتر وعلوم الروبوت والصناعة بالطباعة الثلاثية الأبعاد والعملة الرقمية وتقنية "بلوك تشاين" وغيرها.

وتوصف تلك التقنيات بأنها تغييرية وجذريّة، بمعنى أن تدخل في العلوم والتقنيات وكل طرق إنجاز الأعمال، بل أنها تبدّلها كليّاً. وينطبق ذلك على ما يحصل حاضراً في مجالات الطب والمصارف والبنوك والتجارة والصناعة والزراعة والاقتصاد وسواها. واستطراداً، يوصف التشابك والتفاعل بين تلك المعطيات كلها بأنه "نظام إيكولوجي رقمي"، في تشبيه مع ما يحصل في البيئة من تفاعل وتشابك بين الظواهر الحية بعضها بعضاً من جهة، وبينها وبين المصادر التي تستند إليها.

وإذ لا تبقى المجتمعات وبناها بمعزل عن تلك التأثيرات الزلزالية الطابع لمسار الثورة الصناعية الرابعة وعلومها وتقنياتها، تتبدل المسارات والعلاقات في تلك المجتمعات، وصولاً إلى التغيير في طرق الحوكمة فيها.  ويعبّر مصطلح "التحوّل الرقمي" عن تبني المجتمعات التقنيات والعلوم والمعطيات المتصلة بالثورة الرابعة.

ويورد الموقع أيضاً أنّ الإنفاق على التحوّل الرقمي عالميّاً بلغ تريليون دولار في العام 2018، وفق أرقام مؤسسة "آي دي سي" العالمية المختصة باقتصاديات المعلوماتية والاتصالات المتطوّرة التي توقّعت ارتفاعاً مستمراً في ذلك الرقم. وينتظر أن تساهم منطقة الشرق الأوسط بقرابة 2% من الإنفاق العالمي على الذكاء الصناعي مع حلول العام 2030، وهو ما يعادل قرابة 320 مليار دولار، وفق تقدير مؤسسات مختصة.

ويجمع المؤتمر خبراء ومختصين من مختلف مجالات النظام الإيكولوجي الرقمي، إضافة إلى صُنّاع القرار السياسي. ويشمل ذلك خبراء في التحوّل الرقمي ومتّخذي القرار في مجالات البنوك والتعليم والرعاية الصحية والزراعة والصناعة والنقل والإنشاءات والسياحة والتجارة وغيرها، إضافة إلى صُنّاع السياسات ونخبة من مدراء المعلوماتية وخبراء التحوّل الرقمي ومختصين في النظام الإيكولوجي الرقمي وغيرها.

ويؤمل أن يساهم التفاعل بين تلك الأدمغة والإرادات في إثراء الوعي بالنظام الإيكولوجي الرقمي وآلياته وطرق استدامته، ما يغني ويسهل عمليات التحوّل الرقمي في البنى الاجتماعية كلها. واستطراداً، يسهم التفاعل عينه في تقديم صورة واسعة عن مسارات الثورة الرابعة، ما يساعد صناع السياسة ومتّخذي القرار، في صوغ استراتيجيات ملائمة لمرافقة المناحي المختلفة لمرحلة التحوّل الرقمي.

المزيد من