Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلاح المدرعات هدف "الدعم السريع" لحسم حرب الخرطوم

"السيطرة على هذا المقر يؤثر في سير المعارك ويعيد موازين القوة على الأرض"

ملخص

"سلاح المدرعات ليس متمركزاً في مقره في منطقة الشجرة، بل موزعاً في المحاور القتالية كافة ويعمل على مساندة القوات الأخرى وتقديم الدعم اللازم عند الحاجة"

منذ اندلاع الحرب في الخرطوم منتصف أبريل (نيسان) بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، ظل سلاح المدرعات الذي يقع في منطقة الشجرة (جنوب العاصمة) هدفاً رئيساً لـ"قوات الدعم السريع". وقد قامت بمحاولات عدة عبر محاور مختلفة للتوغل إلى داخله والسيطرة عليه، لكونه يمثل القوة القتالية الضاربة بما يتوفر له من آليات ومعدات، فضلاً عن السرعة والمناورة وقوة النيران والقدرة التدميرية الهائلة.

حصن منيع

وبحسب مصادر عسكرية، فإن سلاح المدرعات يعد منطقة عسكرية استراتيجية عالية الأهمية للجيش السوداني لتميزها بالعناصر المدربة والأسلحة الثقيلة، وتتحصن فيها عناصر عسكرية كبيرة العدد، ما يجعل من الصعوبة بمكان أن تجتاحها "قوات الدعم السريع" أو تستولي عليها، لافتة إلى أن السيطرة على هذا المقر تؤثر في سير المعارك، وتعيد موازين القوة على الأرض.

وأضافت المصادر "ظل سلاح المدرعات حصن منيع على قوات الدعم السريع، فالجيش رفض تمركزها في هذا الموقع خلافاً للمواقع العسكرية الأخرى، نظراً لبعده الاستراتيجي المؤثر في المعارك، كما تتمثل أهم ميزات هذا السلاح في السيطرة على طريق جبل أولياء، أحد طرق إمداد قوات الدعم السريع المتمركزة في معسكر طيبة، فضلاً عن إمكان استخدام أرض المدرعات كمهبط أمني وآمن للطائرات القتالية الهجومية الخفيفة في حال تعطل مطار جبل أولياء، إضافة إلى أنه يمكن أن يكون مقراً بديلاً للقيادة العامة في حال تعرضها للتدمير".

وترى هذه المصادر أن المدرعات سلاح فعال في ترجيح كفة المعارك لصالح الجيش في ظل تناقص قدرة الدعم السريع في جانب مضادات الدروع، نسبة لاستنزاف الذخائر لطول فترة الحرب التي قاربت الأربعة أشهر، لافتة إلى أن الاعتماد على سلاح المدرعات في الانقلابات العسكرية ينطلق من نيران المدرعات الكثيفة وشكلها المهيب الذي يدخل الرهبة في النفوس، فضلاً عن استخدامها في إغلاق الطرق والجسور.

ومعلوم أنه منذ استقلال السودان مطلع 1956، شهد ثلاثة انقلابات ناجحة نفذها الفريق إبراهيم عبود في 1958، والعقيد جعفر نميري في 1969، والعميد عمر البشير في 1989، مقابل عدد كبير من الانقلابات الفاشلة التي أحبطت خلال حقب الحكم العسكري والديمقراطي.

إفشال الهجوم

من جانبه، قال وزير الدفاع رئيس الأركان السابق في الجيش السوداني، الفريق أول ركن إبراهيم سليمان حسن لـ "اندبندنت عربية"، إن القوة المدرعة هي لواء أو فرقة مدرعة تتكون من دبابات وناقلة جنود مدرعة وتعمل سوياً بتكتيكات مختلفة، وعادة تستخدم في المناطق المفتوحة وتأثيرها بالغ في الحرب التقليدية، لذلك نلاحظ إصرار أوكرانيا في الحصول على دبابات "أبرامز" الأميركية فهي تساوي لواء مشاة من ناحية النيران والاستطلاع والمناورة، ومن قبل ذلك تأتي دبابات ليوبارد الألمانية".

وواصل حسن "أساساً تستخدم الدبابة في عمليات الهجوم وليس الدفاع، بخاصة الهجوم المضاد في الدفاعات، كما جرى استخدامها في الانقلابات العسكرية للتخويف فقط واطمئنان قائد الانقلاب بوجود هذا السلاح إلى جانبه، لكن ليس لها فائدة كبيرة في المناطق الضيقة والسكنية".

وزاد "معروف أن قوات الدعم السريع تتحرك في عملياتها الحربية بواسطة سيارات الدفع الرباعي، وأن القوة الوحيدة التي تتمكن من القضاء عليها هي الدبابات، لذلك سعت بكل قواها للاستيلاء على سلاح المدرعات، لكن ليس من السهل السيطرة على هذا السلاح لأن الدبابات تحوي رشاشات قوية وهو السبب الرئيس لإفشال الهجمات التي قامت بها قوات الدعم السريع بشكل متكرر منذ بداية الصراع".

وبين وزير الدفاع رئيس الأركان السابق بأنه من غير الممكن استخدام المدافع حتى لا يتضرر المدنيون لا سيما الذين يقطنون بجوار مقر سلاح المدرعات، وهذا واحد من عيوب وجود مقرات الجيش داخل المدن خصوصاً العاصمة الخرطوم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سرعة الانتشار

وفي السياق، أوضح الخبير العسكري العقيد شاكر شمس الدين أن "أهمية المدرعات تأتي من كونها سلاحاً استراتيجياً وقوة ضاربة في القتال، لما تمتلكه من دروع وخاصية عالية في إطلاق النيران بكثافة من المدرعة، فضلاً عن امتلاك هذا السلاح لحاملات الجنود التي تتميز بالقوة وسرعة الانتشار في زمن وجيز، لذلك استخدم سلاح المدرعات في كل الانقلابات لسرعة حسم المواقف المعقدة التي تحتاج سرعة القرار والتنفيذ وترجيح الكفة عند الاستخدام".

وأردف شمس الدين "لقد جرت كل المحاولات من قبل قوات الدعم السريع وبكل السبل للهجوم على المدرعات، لكن لم تفلح في ذلك لأهميتها الاستراتيجية، ويرجع السبب إلى تحسب قيادة هذا السلاح وقيامها بالاحتياطات اللازمة والكافية حتى بات وضعها هجومياً وليس دفاعياً".

ونوه الخبير العسكري إلى أن سلاح المدرعات ليس متمركزاً في مقره في منطقة الشجرة، بل موزعاً في المحاور القتالية كافة، ويعمل على مساندة القوات الأخرى وتقديم الدعم اللازم عند الحاجة، فضلاً عن أنه يعمل ضمن منظومة القوات الموحدة.

نشأة المدرعات

يضم المقر الرئيس لسلاح المدرعات الذي يقع على أرض مساحتها 20 كيلومتراً مربعاً، ثلاث كتائب دبابات 55T، أي نحو 40 دبابة وكتيبة دبابات 72T، وكتيبة دبابات T90 الحديثة، فضلاً عن لوائي مشاة آلي بناقلات جنود من طراز BTR وكتيبة مشاة بناقلات جنود مدرعة.

واستخدمت الدروع في السودان للمرة الأولى في الحرب العالمية الثانية في مناطق كسلا والقلابات وكرن، والمركبات المدرعة "ألباك" التي نصب عليها مدفع "الفكرز" و"المورتر"، هي التي استخدمت في تلك المناطق.

وفي عام 1956 أهدت مصر دبابات وعربات استكشاف للسودان وكانت بمجملها نواة القوات المدرعة السودانية، فيما تكوّن مطلع 1957 مع ذكرى الاستقلال الأول، سلاح الفرسان، وفي العام الذي يليه جرى تجميع أول مدرعة سودانية سميت بالثورة بواسطة النقل الميكانيكي وأعيد عام 1959 تنظيم سلاح الفرسان وسمي بـ"الالاي المدرع" ضمن حامية الخرطوم لإسناد عناصر المشاة.

وفي عام 1965 أعيد تنظيم حامية الخرطوم، حين انفصل "الالاي المدرع" منها وسمي بسلاح المدرعات، وفي العام نفسه وصلت المدرعات الحديثة "الكامندو".

المزيد من تقارير