Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كم عدد الضحايا الروس الذين سقطوا في أوكرانيا؟

يصعب التأكد من صحة الأرقام في شكل موثوق وسط ضبابية الحرب

جنود روس يسيرون نحو الساحة الحمراء من ضمن عرض عسكري في يوم النصر في موسكو يوم 9 مايو 2023 (ألكسندر زيمليانيتشنكو/ "أسوشيتد برس")

ملخص

حرب تزهق الأرواح بلا هوادة والتكتم عن الأعداد بند من استراتيجية الاستمرار.

يصعب تحديد بيانات دقيقة عن عدد الضحايا في صفوف العسكريين الذين سقطوا منذ بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022 لسببين: أولاً، بسبب شدة القتال في الميدان، وثانياً، لميل كلا الجانبين إلى التكتم عن حجم الخسائر في الأرواح لتجنب الإحباط، لا سيما أن الحرب تدخل الآن مرحلة جديدة محورية.

ومن غير المرجح أن يعترف الكرملين على وجه الخصوص بارتفاع معدلات الوفيات بين قواته، لأنه سيكون اعترافاً بأن حرب فلاديمير بوتين الزائفة من أجل "نزع الطابع النازي" عن الدولة المجاورة لروسيا لا تسير وفق الخطة، بل إنها في الواقع سوء تقدير هائل من قائدها، الذي يتعرض بالفعل إلى ضغوط في الداخل بسبب محاولة مرتزقة "مجموعة فاغنر" تنفيذ انتفاضة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المرجح أكثر أن تقلل موسكو من شأن أرقامها الخاصة (التي نادراً ما تعلن) – إذ تحدد الرقم الرسمي عند نحو ستة آلاف قتيل – وتتهم أعداءها بإصدار إحاطات إعلامية غير صحيحة مناوئة لها كلما قدمت تقديرات خارجية تنطوي على خسائر روسية كبيرة.

وفي الوقت نفسه تنشر أوكرانيا تقريراً يومياً على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الأوكرانية يتضمن إجمالياً تراكمياً لعدد أفراد العدو الذين "جرت تصفيتهم"، إلى جانب الخسائر القتالية الأخرى، وبلغ الإجمالي مجموعاً أكبر بكثير سجل في 5 أغسطس (آب) 249 ألفاً و110 أفراد.

تشير معظم الأرقام عادة إلى "ضحايا" كعبارة عسكرية ملطفة مفضلة، يمكن بموجبها جمع القتلى والجرحى معاً، في حين يبدو أن "التصفية" تعني القتلى فقط.

ويقدم المراقبون في الخارج تقييماً أكثر نزاهة (وإن لم يكن محايداً تماماً) للوضع على الأرض، قد يكون معيباً بالقدر نفسه بسبب ابتعادهم عن حقائق الحياة على الخطوط الأمامية.

ومع ذلك، تعمل بجد مجموعة "ميديازون" الإعلامية المحلية المستقلة، التي وصفها الكرملين بـ"العميل الأجنبي، وتعمل في بيئة خاضعة إلى رقابة مشددة، لتقديم تقديرها لإجمالي الخسائر الروسية في أوكرانيا بناءً على ما يمكن لصحافييها تأكيده من المعلومات المتاحة علناً، ويضع تقديرها حالياً المجموع عند 28 ألفاً و652 فرداً، وذلك وفق آخر تحديث لها الصادر في 28 يوليو (تموز).

تتعاون المجموعة مع "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، لكنها تشرح قائلة، "لا تمثل هذه الأرقام العدد الفعلي للقتلى، إذ لا يمكننا سوى مراجعة التقارير المتاحة للجمهور، بما في ذلك منشورات الأقارب على وسائل التواصل الاجتماعي والتقارير الواردة في وسائل الإعلام المحلية والتصريحات الصادرة عن السلطات المحلية.

"إن عدد القتلى الحقيقي أعلى بكثير. إضافة إلى ذلك، ليس عدد الجنود المفقودين أو الأسرى أثناء القتال معروفاً".

واستخدمت شراكة أخرى بين "ميديازون" والمنفذ الروسي المستقل الزميل لها "ميدوزا" (المضطر الآن إلى العمل من لاتفيا) وجامعة توبنغن الألمانية بيانات الحكومة الروسية لإلقاء ضوء مختلف على المسألة وتحديد العدد الإجمالي للوفيات الروسية بالضعفين، عند ما يقرب من 50 ألف فرد.

للتوصل إلى هذا العدد، اعتمد الشركاء على مفهوم إحصائي شاع خلال جائحة "كوفيد-19" يسمى الوفيات الزائدة (excess mortality). استناداً إلى 11 مليوناً من سجلات الميراث التي ترد في السجل الوطني للوصايا وإلى بيانات الوفيات الرسمية، قدروا عدد الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة الذين توفوا بين فبراير 2022 ومايو (أيار) 2023 في شكل يفوق المعتاد.

ووفق تحليلهم، فتحت 25 ألف حالة ميراث فاقت المتوقع عام 2022 لذكور تتراوح أعمارهم بين 15 و49 سنة. وبحلول 27 مايو 2023، ارتفع عدد الحالات الزائدة إلى 47 ألف حالة.

وفي معرض مناقشة النهجين، قال رئيس تحرير "ميديازون" ديمتري تريشانين لـ"أسوشيتد برس" إن النهج الأول يمثل "فقط الجنود الذين نعرفهم بالاسم، وتتحقق من مقتلهم في كل حالة مصادر متعددة".

أما بالنسبة إلى النهج الثاني "يسمح التقدير الذي أجريناه مع ’ميدوزا’ لنا برؤية الوفيات ’الخفية’، والوفيات التي تحاول الحكومة الروسية إخفاءها في شكل مهووس ومن دون نجاح".

لا يشمل هذان العددان الروس المفقودين، لكن غير المعترف بهم رسمياً كقتلى، فضلاً عن مواطني أوكرانيا الذين يقاتلون في وحدات تابعة لدونيتسك ولوغانسك اللتين أعلنتا نفسيهما جمهوريتين.

جاء واحد من أهم المعطيات التي تطوع بها حتى الآن حلفاء أوكرانيا، الذين يراقبون الأوضاع، من جون كيربي، الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، الذي قال في الأول من مايو – مستشهداً بمعلومات رفعت عنها السرية حديثاً – إن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا قد تكبدت مئة ألف ضحية بين ديسمبر (كانون الأول) 2022 وأبريل (نيسان) 2023، أي ما يصل إلى 20 ألف حالة وفاة و80 ألف إصابة، بعدما وقعت في حرب استنزاف طاحنة حول باخموت خلال أشهر الشتاء الباردة.

وقال السيد كيربي "إن هذه الأرقام مذهلة. هي تساوي ثلاثة أضعاف عدد القتلى أثناء القتال الذي تكبدته الولايات المتحدة في الحملة على غوادالكانال خلال الحرب العالمية الثانية".

جاء ذلك بعد تقدير قدمه مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما أخبر جمهوراً في نيويورك أن عدد الضحايا الروس في الأشهر الثمانية الأولى من الحرب بلغ "أكثر بكثير" من مئة ألف فرد.

إذا كان هذا الرقم دقيقاً وأضيف إلى تحديث السيد كيربي، سيضع ذلك الإجمالي أعلى بكثير من 200 ألف فرد بحلول المرحلة الحالية، وهو يتفق تقريباً مع الحساب الأوكراني، على رغم أن الكرملين يشكك حتماً في حسابات أميركا ويستبعدها باعتبارها دعاية معادية لروسيا.

وتمتنع الولايات المتحدة عن تقدير عدد الضحايا الأوكرانيين علناً، قائلة إن ذلك من شأنه أن يكشف عن معلومات عسكرية حساسة ويخاطر بتقويض بلد حليف.

ومع ذلك، تشير وثائق البنتاغون السرية للغاية التي سربت في وسائل التواصل الاجتماعي في أبريل – إذا كانت دقيقة – إلى أن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية تعتقد أن أوكرانيا تكبدت ما بين 15 ألفاً و500 و17 ألفاً و500 حالة وفاة في تلك المرحلة، وشهدت إصابة ما بين 109 آلاف و113 ألفاً و500 فرد من جنودها.

هذه الوثائق، بالمناسبة، تحدد تقييم الوكالة للخسائر الروسية بين 189 ألفاً و500 و223 ألف فرد، بما في ذلك ما بين 35 ألفاً و500 و43 ألف جندي قتلوا أثناء القتال وما بين 154 ألفاً و180 ألف جريح. ويتطابق ذلك أيضاً مع التقديرات الأخرى التي شوهدت حتى الآن.

في مكان آخر، عرض وزير الدفاع النرويجي، إريك كريستوفرسن، رقماً مماثلاً عندما أخبر "القناة التلفزيونية الثانية" في بلاده في 22 يناير (كانون الثاني) أنه يعتقد أن روسيا عانت نحو 180 ألف حالة وفاة وإصابة في حين أن إجمالي الخسائر في أوكرانيا كان أقل بكثير – أقرب إلى 100 ألف حالة.

وفي فبراير صرحت وزارة الدفاع البريطانية بأن ما بين 40 ألفاً و60 ألف روسي قتلوا في الحرب.

أما بالنسبة إلى الخسائر في صفوف المدنيين، تنشر مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تحديثات منتظمة لإحصاءاتها استناداً إلى أحدث المعلومات الاستخباراتية من منطقة النزاع.

ونشر آخر تقرير من هذا القبيل من المفوضية في 18 يونيو (حزيران) 2023، فسجل مقتل تسعة آلاف و803 مدنيين في أوكرانيا منذ بدء الغزو قبل 16 شهراً وإصابة 15 ألفاً و779 شخصاً آخرين.

ومن بين هذه الأعداد، وقعت سبعة آلاف و72 حالة وفاة و13 ألف إصابة وإصابة في الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا. وفي الأراضي التي تحتلها روسيا، قتل ألفان و11 شخصاً وأصيب ألفان و778 آخرون منذ بدأت محاولة الغزو العام الماضي.

هذه الأرقام الأخيرة، المسجلة في الفترة بين الأول من يونيو و18 منه، أضافت 557 ضحية من المدنيين في أوكرانيا إلى المجموع الجاري، منهم 112 قتيلاً و445 جريحاً.

ومع ذلك، حتى هنا، تلاحظ مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن الأرقام الفعلية من المرجح أن تكون "أعلى بكثير" من تلك التي يمكن لها إثباتها بسبب التأخير الحتمي في تلقي المعلومات من المناطق التي تشهد التنازع الأكثر شدة، مما يؤكد تعقيد قول أي شيء محدد عن الوضع في أوكرانيا.

 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات