ملخص
خلال الأيام الثلاثة الماضية تقدم الجنود الروس في اتجاه كوبيانسك في شمال شرقي أوكرانيا بعمق أكثر من ثلاثة كيلومترات.
قال الجيش الروسي، اليوم الإثنين، إنه تقدم خلال ثلاثة أيام مسافة ثلاثة كيلومترات نحو كوبيانسك في شمال شرقي أوكرانيا، المنطقة التي حررتها كييف في سبتمبر (أيلول) الماضي والتي تواجه هجوماً روسياً منذ أسابيع.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في إحاطتها اليومية، "خلال الأيام الثلاثة الماضية، تقدم الجنود الروس في هذا الاتجاه بعمق أكثر من ثلاثة كيلومترات في شريط على الجبهة بطول 11 كيلو متراً".
وبحسب المصدر نفسه فإن هذه المنطقة واقعة بين بلدتي فيلتشانا وبرتشوترافنيفي شمال شرقي كوبيانسك المدينة التي كان عدد سكانها قبل النزاع 26 إلى 28 ألف نسمة.
وكانت أوكرانيا أقرت في منتصف يوليو (تموز) الماضي، بأنها في "موقع دفاعي" في منطقة كوبيانسك، حيث شن الجيش الروسي هجوماً. منذ ذلك الحين تؤكد موسكو أنها تقضم أراضي فيها.
بدأت قوات كييف هجوماً مضاداً مكثفاً في يونيو (حزيران) الماضي، لاستعادة الأراضي في شرق البلاد وجنوبها التي يحتلها الجيش الروسي.
ومع ذلك كان التقدم حتى الآن محدوداً، حيث تمكنت روسيا من بناء خطوط دفاع قوية مع خنادق وكمائن مضادة للدبابات وحقول ألغام.
وكانت القوات الأوكرانية استعادت منطقة كوبيانسك ومعظم منطقة خاركيف في سبتمبر الماضي من القوات الروسية بعد شن هجوم مفاجئ، وهذه المنطقة اليوم من الجبهات النادرة التي تشن فيها روسيا هجوماً.
استسلام كييف
جددت روسيا تأكيدها أن استسلام كييف وحده كفيل بأن يضع حداً لهجومها في أوكرانيا، وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان اليوم الإثنين، "نحن مقتنعون بأن التسوية الشاملة والدائمة والعادلة لن تكون ممكنة إلا إذا وضع نظام كييف حداً للأعمال العدائية والهجمات الإرهابية".
وأضافت "يجب الاعتراف بالحقائق الجديدة على الأرض (في شرق وجنوب أوكرانيا) وضمان نزع سلاح أوكرانيا والقضاء على النازيين فيها"، مع المطالبة "بتأكيد... الأسس الأصلية لسيادة أوكرانيا وهي الحياد وعدم الانحياز وعدم امتلاك السلاح النووي".
هذه المطالب سبق أن رفضتها كييف بعد أن طرحتها موسكو عندما شنت هجومها العسكري في فبراير (شباط) 2022.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإن قالت زاخاروفا الإثنين إن موسكو "تثمن عالياً وساطة. أصدقائنا من دول الجنوب"، فإن "التسوية السلمية مستحيلة" على أساس صيغة السلام التي اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وتابعت "لا تهدف أي من نقاطه العشر إلى إيجاد حل تفاوضي ودبلوماسي للأزمة وكلها تمثل إنذاراً لا طائل له لروسيا بهدف إطالة الأعمال العدائية". تضمنت إحدى هذه النقاط انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.
ضربات أوكرانية
من ناحية أخرى، أكدت روسيا، أنها أسقطت مسيّرة أوكرانية في منطقة كالوغا الواقعة على بعد أقل من 200 كيلومتر جنوب غربي موسكو مع تكاثر الهجمات التي تستهدف العاصمة الروسية، وكتب حاكم المنطقة فلاديسلاف تشابشا عبر "تيليغرام" "أسقطت الدفاعات الجوية مسيّرة فوق منطقة فيرزكوفسكي" خلال الليل، وأضاف أن الحادث لم يلحق أضراراً بشرية أو مادية.
وشنت روسيا هجوماً صاروخياً كبيراً على أوكرانيا، أمس الأحد، مؤكدة استهداف قواعد جوية في غرب البلاد، فيما استهدفت كييف جسرين في المنطقة المحتلة، وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 30 صاروخ "كروز" من أصل 40 ومسيرات إيرانية الصنع من طراز "شاهد" أطلقتها القوات الروسية التي استخدمت أيضاً صواريخ فرط صوتية من طراز "كينجال".
وإذا كانت كييف لم تدل بتفاصيل عن كل المواقع التي أصيبت، فإن وزارة الدفاع الروسية أعلنت ضرب "قواعد جوية للقوات المسلحة الأوكرانية قرب بلدتي ستاروكوستيانتينيف في منطقة خميلنيتسكي ودوبنو في منطقة ريفني". أضافت الوزارة "تم تحقيق الهدف من الضربة، تم ضرب جميع الأهداف المحددة"، ومنطقة خملنيتسكي الواقعة على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة، غرب البلاد، لطالما تعرضت لضربات روسية، علماً أنها تضم قاعدة جوية أوكرانية كبيرة.
وقال رئيس الإدارة المحلية سيرغي تيورين إن المنطقة تعرضت لثلاث هجمات منذ مساء السبت، وكتب على "تيليغرام" أن "سلسلة انفجارات وقعت" مخلفة أضراراً في مبانٍ عدة ومحطة للقطارات.
في الجانب الروسي، استهدفت ضربتان صاروخيتان أوكرانيتان جسرين في المنطقة التي تحتلها موسكو، واستهدفت الضربة الأولى جسر تشونغار في شبه جزيرة القرم. وقال الحاكم الموالي لروسيا سيرغي أكسيونوف إن "بعض الصواريخ أسقطتها قوات الدفاع الجوي، أصيبت منصة جسر السيارات بأضرار وبدأت أعمال الترميم، لم يسقط ضحايا".
وطاولت الضربة الثانية جسراً قرب مدينة جينيتشيسك في منطقة خيرسون (جنوب)، وأسفرت عن إصابة شخص وخلفت أضراراً في أنبوب للغاز، وفق ما قال مسؤول إدارة الاحتلال فلاديمير سالدو الذي لفت إلى إسقاط تسعة صواريخ أوكرانية من أصل 12.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين أن الدفاعات الجوية دمرت طائرة مسيرة في أجواء العاصمة، الأحد، بعد سلسلة هجمات مماثلة في الأسابيع الأخيرة.
في هذا الوقت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا تشهد "نتائج كبيرة" من أنظمة الدفاع الجوي الأميركية والألمانية، على رغم موجات من الضربات الجوية الروسية التي شملت إصابة مركز لنقل الدم. وأضاف زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إن أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، مثل الأنظمة الأميركية "باتريوت" والألمانية "إيريس - تي"، أثبتت أنها "فعالة للغاية" و"أثمرت بالفعل نتائج كبيرة". وتابع زيلينسكي أن أوكرانيا أحبطت "جزءاً كبيراً" من الهجمات الروسية خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك إسقاط 65 صاروخاً من أنواع مختلفة و178 طائرة مسيرة هجومية، من بينها 87 من طراز "شاهد".
وتزايد عدد الهجمات في البحر الأسود من الطرفين منذ أن رفضت موسكو في منتصف يوليو (تموز) تمديد العمل باتفاق رعته الأمم المتحدة كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود على رغم الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا منذ فبراير (شباط) 2022.