ملخص
تختلف مشاورات جدة عن نسخة كوبنهاغن بوجود من يمثلون وجهة النظر الروسية
رأى عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم السياسية سليمان العقيلي أن المشاورات التي تستضيفها مدينة جدة لإنهاء الأزمة الأوكرانية مختلفة عن نسختها الأولى التي أقيمت بكوبنهاغن، في يونيو (حزيران) الماضي، كونها "محايدة" تضم حلفاء مقربين من موسكو.
وأكد أن النسخة الأولى سعت من خلالها كييف لحشد حلفاء ومؤيدين بعكس النسخة السعودية التي جاءت من مبدأ سعودي اتخذته منذ بدء الأزمة وهو "الحياد"، مضيفاً "ربما ستخرج من المحادثات بتحالف دولي غير محسوب على أي طرف، وهو التحالف الذي سيشكل أداة ضغط لوقف الحرب".
واعتبر العقيلي الذي شغل منصب رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السعودية، أن "الأزمة الأوكرانية معقدة تتشابك فيها المصالح الدولية والمصالح الإقليمية ولها جذور تاريخية لا تتعلق بتوازنات القوى السياسية الأوروبية فحسب، إنما أيضاً تتعلق بمصير الشعوب السلافية القاطنة شرق أوروبا، وينبغي كذلك عدم إغفال البعد الديني المتمثل في نفوذ الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية على الساحة الأوكرانية".
وأفضل طريق للسلام يمكن أن يقدمه الاجتماع للطرفين، بحسب العقيلي "هو إقناعهما بمبادئ مشتركة للحل السلمي"، أو بلورة مفاهيم دولية لفض النزاعات تتعدى أمن الحدود إلى تأمين الفضاء الاستراتيجي الإقليمي أمنياً وسياسياً، وبهذا تتعدى الدول الأعضاء المفاهيم العتيقة حول السيادة الوطنية والأمن الوطني لمفهوم أوسع هو الأمن الجماعي الإقليمي"، وقال أيضاً "سعت المملكة إلى تطوير فكرة المؤتمر قبل استضافته من أجل أن يتحول من تجمع مؤيد لخطة السلام الأوكرانية لتجمع دولي محايد عبر دعوة أصدقاء موسكو الذين سيدافعون عن وجهة النظر الروسية".
ووجود دول مثل الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا في اللقاء التشاوري خطوة من شأنها تهيئة بيئة متوازنة "محايدة" ومن خلالها ستحضر وجهة نظر موسكو، بحسب العقيلي.