Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل الهدف من تفجير الهواري التضييق على البعثة الأممية لمغادرة الأراضي الليبية؟

سلامة بين تغول النشاطات الإرهابية والضغوطات السياسية

تفجير سيارة مفخخة استهدف موكباً لبعثة الأمم المتحدة في منطقة الهواري الليبية في 10 أغسطس 2019 (أ.ف.ب)

كل الدلائل تشير إلى عودة النشاطات الإرهابية إلى بنغازي الليبية الواقعة شرق البلد والخاضعة أمنياً لسيطرة قوات الجيش الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

استهداف موكب أممي

فقد شهدت المدينة في الحادي عشر من يوليو (تموز) 2019، تفجيراً إرهابياً استهدف مقبرة الهواري، تلاه اختطاف عضو مجلس النواب ساهم سرقيوة في17 يوليو، ثم اختطاف رئيس الاستخبارات العسكرية يوم 30 يوليو. لتهتز المدينة قبيل عشية عيد الأضحى بتفجير إرهابي طال موكباً لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا التي أعلنت وفاة ثلاثة من موظفيها وإصابة اثنين آخرين بجروح.

تفجير تزامن مع الهدنة الإنسانية التي دعا إليها رئيس البعثة الأممية في ليبيا غسان سلامة، والذي أكد عبر الموقع الرسمي للبعثة، أنه سيواصل عمله لإحلال السلام في البلاد.

وكان سلامة قد تعرض إلى هجمة من حكومة الوفاق والموالين لها، على خلفية الإحاطة الأمنية له أمام مجلس الأمن الدولي بتاريخ 29 يوليو، التي وُصفت بالمنحازة لحفتر، لتنطلق على إثرها تظاهرات ونداءات بضرورة استبداله بمبعوث أممي آخر يقف على مسافة واحدة من الأطراف كافة.

فشل حفتر

في الإطار، قال الخبير العسكري عادل عبد الكافي، معلّقاً على عملية استهداف موكب الأمم المتحدة في منطقة الهواري الليبية "هذا العمل هو مسرحية سيئة الإخراج من قبل حفتر ليحوّل اهتمام الرأي العام الدولي بحرب طرابلس، التي دخلت شهرها الخامس، وفشلت قواته في السيطرة عليها، إلى أحداث بنغازي". واعتبر أن "حفتر يريد أن يظهر بصورة الرجل القوي الذي يحارب الإرهاب في بنغازي، ليحصل على تعاطف دولي من حلفائه".

ويذكر أن فرنسا كانت أول من طالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن، مباشرة بعد التفجير الذي طال موظفي الأمم المتحدة في ليبيا، مؤكدةً ضرورة تمديد فترة وقف إطلاق النار وأهمية العودة إلى المشاورات السياسية. قرار وصفه عبد الكافي بمحاولة "لكسب بعض الوقت لصالح قوات حفتر لتعيد ترتيب أوراقها من جديد، لتمرير فرنسا مشروعها"، وفق كلامه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قراءة عارضها الناشط السياسي ابراهيم الأصيفر الذي قال إن "حفتر لا يمكن أن يورط نفسه مع المجتمع الدولي بهذه الكيفية"، مضيفاً "هناك أطراف متداخلة بدأت تتمرد على تغول المنظومة العسكرية في بنغازي، المعروفة بتنوع أجهزتها وتبعيتها لأشخاص يمثلون قبائل معينة".

وأضاف "حفتر متورط في تصفية عدد من كبار الضباط، فمن المحتمل أن يكون لأعوانهم علاقة بتفجيرات الهواري. كما أن الانفصاليين الذين يسعون إلى فصل برقة وتأسيس نظام فيدرالي خاص بهم، يعتبرون حفتر عقبة أمام مشروعهم، لهذا يحاولون إحراجه مع البعثة الأممية".

وكانت الهيئة البرقاوية قد أيدت رحيل البعثة الأممية، وطالبت الوزارات السيادية التابعة لحكومة الوفاق بقطع التعامل مع المبعوث الأممي إلى ليبيا.

تضييق الخناق

وتعرضت البعثة الأممية في ليبيا إلى انتقادات من قبل حكومة الوفاق الوطني وبعض الأحزاب الموالية لها، التي ضغطت باتجاه قطع التعامل مع سلامة الذي تبنّى أجندات خارجية، هدفها زعزعة استقرار البلاد، وفق بيان لحزب "الجبهة الوطنية"، الذي أشار إلى أن "سلامة لم يحترم مهمته كمنسق بين الأطراف الليبية وغلّب جهة على أخرى وأسهم في إدخال ليبيا في نفق المراحل الانتقالية. لذا وجب على حكومة الوفاق تقديم طلب للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لاستبداله".

وكانت وزارة مواصلات الوفاق قد أصدرت في الرابع من أغسطس (آب) 2019، قراراً يفيد بمنع أي طائرة تابعة للبعثة الأممية من الهبوط في مطار مدينة زوارة الأمازيغية الواقعة قرب الحدود التونسية، وأنه على سلامة استعمال مطار معيتيقة أسوة بجميع الليبيين، في خطوة جاءت إثر عدم توجيه سلامة إصبع الاتهام إلى حفتر على خلفية قصفه الجوي لمطار معيتيقة.

وطالب مفتي ليبيا الصادق الغرياني، المقرّب من الإخوان المسلمين بخروج البعثة الأممية وطردها من البلاد، لينفذ بعد ذلك مجموعة من المتظاهرين وقفة احتجاجية أمام مقر البعثة الأممية في جنزور.

الانتقال للشرق الليبي

كل هذه الضغوطات، دفعت بسلامة إلى طرح فرضية الانتقال للشرق الليبي لمواصلة العمل من هناك، إذ أكد مصدر لـ "اندبندت عربية" أن البعثة أرسلت قبل أسبوع مسؤولاً أمنياً (كليف باك) لتقييم الوضع الأمني في بنغازي، لكنه قُتل في تفجير الهواري الأخير.

إلى ذلك، أكد عضو لجنة الأمن القومي في مجلس النواب علي التكبالي، أن "الدلائل كلها تشير إلى أنها رسالة مضمونة الوصول إلى سلامة من قبل إخوان ليبيا".

وتابع "للأسف سلامة ورّط نفسه بصداقات مع بعض رموز الوفاق، الذين علّقوا عليه آمالاً لدعمهم، حتى لو على حساب نزاهته كمبعوث أممي، وحين خيّب ظنهم، انقلبوا عليه".

يذكر أن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة يحظى بتأييد كامل من قبل مجلس الأمن الدولي، الذي أكد في جلسته الطارئة إثر تفجير الهواري، أنه يدعم قرارات سلامة وآخرها الهدنة الإنسانية التي اختُرقت من قبل قوات "لواء الصمود"، الموالية لحكومة الوفاق ليلة عيد الأضحي المبارك، لترد عليها قوات حفتر بضربات جوية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي