Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقلا شمعون: لا أملك رفاهية الوقت

انتهت الممثلة اللبنانية قبل عدة أسابيع من تصوير مسلسل "عروس بيروت"

تتنقل الممثلة اللبنانية تقلا شمعون بين المسرح والتلفزيون والسينما والتعليم (من حساب فيسبوك الخاص بالممثلة)

بين التمثيل في مجالاته كافة، وبين الإنتاج والتعليم توزع الممثلة تقلا شمعون نشاطها الفني، معتمدة على الدراسة والخبرة والتجربة، ومحاولة التأكيد أن التمثيل لا يعتمد على الجمال وحده على الرغم من أهميته بالنسبة إلى الفنان.

هايكينغ

في ظل مشاغلها المختلفة بين المسرح والتلفزيون والسينما والتعليم ودورات التدريب، هل تجد تقلا شمعون وقتاً تخصصه لنفسها؟ تجيب "لا بدّ أن أجد وقتاً لنفسي، وعادة أمضيه في الطبيعة، كما أحب الهايكينغ، لكن لا يوجد لدي وقت أمضيه في المقاهي، بل أنا أوزعه بين بيتي ومكتبي ومركز التدريب وأشغالي المختلفة، ولا وقت خاص لديّ".

وعما إذا كان إرهاق العمل وضغطه، يؤثران في إبداعها كممثلة، أم أن التمثيل تحول عندها مع الوقت إلى مهنة تعتمد على التقنيات، توضح "عندما أرتبط بعمل أنسحب من كل التزاماتي. وإذا لم تكن لدي التزامات، لا يمكنني أن أبقى بلا عمل. لا شك في أنني أستريح قليلاً، لكني لا أملك رفاهية امتلاك الوقت الذي أخصصه لنفسي، خصوصاً أنني في الفترة الأخيرة أمضيت سبعة أشهر متتالية في التصوير. عندما يعرض عليّ عمل يتطلب مني إبداعاً أنزوي في صومعتي وأشتغل على الدور".

شمعون التي تكرس كل وقتها للفن، هل تفعل ذلك شغفاً به، أم لزيادة مردودها المادي؟ تقول "لا شك في أن الفن هو مورد رزقي، ولكن ليس إلى حد التنازل عن شروط معينة رسمتها لنفسي، ولا يمكن أن أقبل بأي عمل يُعرض عليّ. تنازلاتي ليست كبيرة ولا تتعارض مع شغفي، ولأن الفن مصدر رزقي، أجد نفسي أحياناً أنني بحاجة إلى العمل، لكني لا يمكن أن أقبل بأي عمل لأني بحاجة إلى المال. وإلى جانب التمثيل، أقوم بالتدريس، وبدورات تدريب خاصة للطلاب، وهي تحظى بالقبول عندهم".

وعن سبب حاجتها للمال بما أنها تجمع بين كل هذه الأعمال، تقول "لأني أنتجت فيلماً من جيبي الخاص. صحيح أن جهة معينة قامت بالرعاية، ولكن كلفته الإنتاجية بلغت مليوناً ونصف المليون دولار، وأجبرت على استلاف قرض من المصرف".

شمعون التي تقول إنها تدرس الفن لكي يعرف الناس أن التمثيل ليس مجرد شكل جميل فحسب، توضح هذه المسألة قائلة "عندما يخضع الطلاب لدورات تدريب تحت إشرافي، فإنهم يتعلمون كيف يركزون على المكان الصحيح، بعيداً من الاعتماد على الشكل. وهذا لا يعني أن الجمال ليس ضرورياً في التمثيل. الدروس التي أعطيها تطاول أكثر من ناحية، وفي كل دول العالم، يشارك الممثلون في محترفات من أجل تطوير أدواتهم التمثيلية. عندما يصبح هناك وعي لماهية التمثيل، لا يعود الشكل الخارجي يعني شيئاً بالنسبة إلى الممثل بل يصبح الداخل هو الأهم".

جمال طبيعي وجمال مصطنع

وعن نسبة الاعتماد على الشكل في مهنة التمثيل في لبنان، تقول شمعون "لطالما كان الشكل أساساً، لكنه برز اليوم أكثر. ومعظم المنتجين والمخرجين وليس كلهم، لا يميّزون بين الجمال الطبيعي والجمال المصطنع، الذي هو نتيجة عمليات التجميل التي حوّلت الممثلات إلى نسخ متشابهة. لم يعد هناك وعي للجمال الطبيعي الذي خلق الله عليه الإنسان، وأعتقد أن الناس يشتاقون إليه".

وعما إذا كانت تقوم بالتدريب والتدريس بهدف خدمة الفن ورفع مستوى التمثيل في لبنان، توضح شمعون أن "التعليم ليس مصدر عيش كبير، بل أمارسه بسبب حبي للمهنة ولنقل المعلومات والمعرفة والعلم والوعي عند الممثل، وتنبيههم إلى عدم الاستهانة بفكرة كونهم ممثلين، ولفت نظرهم إلى ألاّ يتجرأوا على تقديم شخصية إذا كانوا لا يعرفون بناءها. التمثيل كالهندسة، وإذا لم نعرف كيف نبني الأسس السليمة الخاصة بكل شخصية، فإنها تهدّ".

شمعون التي انتهت قبل أسابيع عدة من تصوير مسلسل من 60 حلقة بعنوان "عروس بيروت"، هل أحزنها ابتعادها عن دراما رمضان هذه السنة، خصوصاً أنها جذبت معظم ممثلي المسرح إليها، تجيب "كل الممثلين يحبون الحضور على الشاشة في الموسم الرمضاني، لكن هناك خيارات في الحياة، والإنسان لا يمكنه الحصول على كل شيء. ومن لا يجيد الخسارة في مكان لن يجيد الربح في مكان آخر. أنا لم أزعل كثيراً لعدم وجودي في رمضان، لأني كنت في مكان آخر جميل قدمت من خلاله عملاً جيداً. الساحة تتسع للجميع. وعُرضت عليّ المشاركة في أعمال رمضانية لكني اعتذرت عنها، خوفاً من ألا أتمكن من إعطاء الشخصية حقها، وألا أقدم مادة فنية جيدة، لأنني كنت أركز على عمل آخر. الشخصية التي ألعبها في عروس بيروت صعبة جداً، وأنا أشارك فيه كبطلة إلى جانب أبطال آخرين، ودوري فيه الكثير من الحوارات والحفظ، ولذلك خفت من أن ألحق الضرر بالشخصيتين وقررت الاكتفاء بشخصية واحدة أعطيها كل طاقتي".

شخصية بصفة واحدة

شمعون التي تلعب دور الأم في مسلسل "عروس بيروت" عبّرت عن استيائها، عندما قالت رداً على سؤال حول ما إذا كانت تشعر بالملل من أدوار الأمومة "لا أحب هذا السؤال ولا أحب الإجابة عنه لأنه مستفزّ وليس حقيقياً. لا أعرف ما هي الأدوار التي يمكن أن تلعبها ممثلة في مثل سني، ولماذا لا يقال للممثلة الشابة ألا تشعرين بالممل من أدوار الحبيبة أو الفتاة اللعوب. لا يمكن أن نحدّ الشخصية بصفة واحدة، ودور ليلى الذي ألعبه في عروس بيروت أكثر عمقاً من مجرد كوني أماً".

وعما إذا كانت تظن أن المنتجين باتوا يفضلون في السنوات الماضية تقديم الأعمال المقتبسة التي حققت نجاحاً عند عرضها، لكي يضمنوا نجاح أعمالهم، أجابت "لا شك في أن ذلك أحد الأسباب، لكن إلى جانبه أسباب أخرى. عند إعادة تقديم عمل ناجح، تكون المخاطرة أقل من تقديم مادة جديدة، ليس معروفاً نجاحها من عدمه. هذا نوع جديد من التعاطي مع الدراما، ونحن في مسلسل عروس بيروت قلنا بشكل واضح إننا نقدم النسخة العربية من مسلسل عروس إسطنبول".

وهل كلامها هذا يعني أنها واثقة من أن نجاح "عروس بيروت" سيكون مضموناً؟ تجيب شمعون "طبعاً! ولكن ليس لأن هذا الأمر بديهي، بل لأنه توافرت في المسلسل كل الشروط الصحيحة والضرورية لصناعة دراما جيدة، على مستوى النص والإخراج والإنتاج والتمثيل والإضاءة وحركة الكاميرا. قبل تصوير العمل، قام القيمون عليه بدراسة معمّقة، وهذا الأمر يطمئن من ناحية نجاحه".

المشاهد العربي

وعن رأيها بمستوى الأعمال اللبنانية التي عرضت في رمضان، أشارت شمعون إلى أنها كانت خارج لبنان ومنهمكة بتصوير المسلسل. وتابعت "لم أشاهد سوى بعض الحلقات من بعض الأعمال التي عرضت، ولم أتمكن من المتابعة بشكل جيّد. لكن هذه السنة، كان لبنان رائداً بأعماله، التي جذبت إليها المشاهد العربي وليس المشاهد اللبناني فحسب، وبدا التطور في الدراما اللبنانية واضحاً كمّاً ونوعاً".

عن جديدها أكدت شمعون أنها منهمكة في الفترة الحالية بالتحضير لعمل جديد ستعلن عنه من خلال مؤتمر صحافي خاص به. وأضافت "هو ليس عملاً فنياً، بل مشروع يخدم الفن. إلى ذلك عدت بعد انقطاع إلى دورات التمثيل التي أقوم بها عادة، كما أنني أقرأ نصوصاً وصلتني من جهات إنتاجية مختلفة ولم أختر منها حتى الآن".

المزيد من فنون