خلّفت أعاصير ضربت الهند والصين وبورما عشرات الضحايا، وأسفرت عن دمار وانهيارات أرضية وانجراف للتربة وتوقّف لحركة النقل، وأدّت إلى عمليات إجلاء كبيرة للسكان في هذه البلدان.
ففي الهند، ارتفع عدد ضحايا الفيضانات في ولايات كارناتاكا وكيرالا ومهاراشترا إلى 95 قتيلاً، السبت 10 أغسطس (آب) وفق إحصاءات رسمية، في حين أجبرت أمطار غزيرة وانهيارات أرضية مئات الآلاف من السكان على ترك منازلهم.
وقالت وحدة مواجهة الكوارث التابعة للحكومة المركزية إن حوالى 42 شخصاً لاقوا حتفهم وأُجلي أكثر من 100 ألف آخرين في ولاية كيرالا، جنوب الهند، بعد وقوع 80 انهياراً أرضياً في الولاية خلال يومين.
وفي ولاية كارناتاكا المجاورة، التي تضمّ مدينة بنغالورو المركز التقني الرئيس في البلاد، لاقى 24 شخصاً حتفهم، في فيضان وصفه رئيس وزراء الولاية بي.إس يديورابا بـ"الأسوأ منذ 45 عاماً".
أضاف أن مياه الأمطار غمرت مناطق واسعة شملت حوالى 1024 قرية، وأن عدداً من السدود تقترب من بلوغ أقصى طاقة استيعابية لها، وأن أكثر من 200 ألف شخص جرى إجلاؤهم، وتوفي 29 شخصاً، الأسبوع الماضي، في ولاية مهاراشترا حيث تقع مومباي، العاصمة المالية للهند.
34 قتيلاً في بورما
أمّا في بورما، فارتفعت حصيلة ضحايا انزلاقات تربة، ناجمة عن أمطار موسمية غزيرة شرق البلاد، إلى 41 قتيلاً على الأقل، حسب ما أعلن المسؤول المحلي ميو مين تون لوكالة الصحافة الفرنسية السبت، في وقت يواصل عمال الإغاثة عمليات البحث عن عشرات المفقودين.
وكانت سيول من الوحل جرفت، صباح الجمعة، 16 منزلاً في قرية تاي بير كوني في ولاية مون، شرق بورما.
مواصلة البحث عن مفقودين
وتواصلت عمليات البحث عن مفقودين السبت، بعدما استمرت طوال الليل واستخدم فيها عمال الإغاثة الحفارات وما تيّسر من الوسائل للبحث عن ناجين وانتشال الجثث من أعماق الترسبات، وتفيد آخر حصيلة بإصابة 47 شخصاً، علماً أن تقديرات المسؤولين تُرجّح أن أكثر من 80 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين.
ويضرب موسم الأمطار سنوياً بورما ودول جنوب شرق آسيا، ما يؤدي إلى نزوح عشرات الآلاف من منازلهم ويتسبّب بانزلاقات أرضية خطيرة. وأظهرت صور جوية منطقة باغو وقد تحوّلت إلى مستنقع ضخم، خصوصاً في قرية شويغين.
ولم تظهر وسط المياه إلا سقوف المنازل التي فرّ سكانها سيراً على الأقدام أو في مراكب، وقالت السلطات إن 30 ألف شخص على الأقل نُقلوا في منطقة باغو وفي ولايتي مون وكارين، ولجأ كثيرون منهم إلى دور عبادة. وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بأن حوالى 89 ألف شخص أُجليوا في الأسابيع الأخيرة، لكنّ عدداً كبيراً منهم تمكنوا من العودة إلى منازلهم.
18 قتيلاً في الصين
في الصين، لاقى 18 شخصاً حتفهم واعتُبر 14 في عداد المفقودين شرق البلاد، وفق ما أعلن تلفزيون الصين المركزي السبت، نتيجة انهيار أرضي ناجم عن إعصار قوي مصحوب بأمطار غزيرة، تسبّب في توقّف حركة النقل على نطاق واسع وإجلاء أكثر من مليون شخص.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" إن الإعصار ليكيما اجتاح البرّ في الصباح الباكر السبت بإقليم تشجيانغ شرق البلاد، مصحوباً برياح تصل سرعتها القصوى إلى 187 كيلومتراً في الساعة، لتعود وتتراجع قوته.
إلغاء رحلات وإغلاق أسواق
وذكرت هيئة تنظيم الملاحة الجوية أن آلاف الرحلات أُلغيت في شرق الصين، وأصدر مكتب الأرصاد تحذيراً باللون البرتقالي، وهو ثاني أعلى مستوى، بعدما أصدر تحذيراً أحمر الجمعة، حين أجبر الإعصار تايوان على إلغاء رحلات جوية وإغلاق أسواق ومتاجر على الجزيرة.
وذكر تلفزيون الصين المركزي أن الانهيار الأرضي وقع على بعد 130 كيلومتراً تقريباً من مدينة ونتشو الساحلية، على إثر انهيار سد طبيعي في المنطقة بسبب الأمطار.
وتعرّضت شنغهاي لرياح عاتية وأمطار غزيرة بعد ظهر السبت، وأغلق متنزه ديزني لاند فيها، وذكرت وسائل إعلام محلية أن أكثر من 250 ألف شخص في شنغهاي و800 ألف شخص في إقليم تشجيانغ أُجليوا بسبب الإعصار، وانقطع التيار الكهربائي عن 2.72 مليون أسرة في تشجيانغ، بعدما أسقطت الرياح والأمطار أعمدة الكهرباء.
وتسبّب الإعصار أيضاً بانهيار حوالى 200 منزل في ست مدن في تشجيانغ وتدمير أراض زراعية مساحتها 163830 فداناً، حسب تلفزيون الصين المركزي، ويُتوقّع أن يصل الإعصار إلى إقليم جيانغسو صباح الأحد، ليغيّر من ثمّ مساره متجهاً إلى البحر الأصفر ويواصل التحرّك شمالاً، ليجتاح البرّ مجدداً في إقليم شاندونغ.