إن "منظمة حلف شمال الأطلسي" (الناتو) التي عقدت قمتها الأحدث في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، هي تحالف سياسي وعسكري لدول أميركا الشمالية وأوروبا أنشئ في أعقاب الحرب العالمية الثانية في مسعى لمنع وقوع أعمال عدائية بين الدول في المستقبل.
وسعت إلى بلوغ هذه الغاية من خلال تحقيق ثلاثة أهداف محددة، وهي منع حصول توسع سوفياتي، والحيلولة دون إحياء النزعة القومية المتشددة، وتشجيع التكامل السياسي الأوروبي.
في حين أن هذا الالتزام الأول قد فقد أهميته بعد سقوط جدار برلين في عام 1989 والتفكك التدريجي لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، اضطر حلف الناتو إلى التطور والتكيف باستمرار في سياق الاستجابة للتوترات الجيوسياسية العالمية على مدى نصف القرن الماضي وذلك فيما تغيرت طبيعة التهديدات والتحديات التي واجهتها الدول، ولم تعد تأتي من الفاشية والشمولية بل من فصائل الإرهاب الإسلاموية والحرب السيبرانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تلتزم الدول الأعضاء في منظمة الناتو بموجب البند الخامس من معاهدة التحالف بتقديم المساعدة إلى أي دولة عضو موقعة [على الاتفاقية] في حالة تعرضها لهجوم من قوة أجنبية.
وعلى حد تعبير التحالف نفسه فإن "الناتو ملتزم الحل السلمي للنزاعات. وفي حال فشل الجهود الدبلوماسية، فإن لديه القوة العسكرية [اللازمة] للقيام بعمليات إدارة الأزمات".
يقع المقر الرئيس لمنظمة الناتو في العاصمة البلجيكية بروكسل، وأمينها العام الحالي هو ينس ستولتنبرغ وآخر الدول التي انضمت إليها كانت فنلندا في وقت سابق من هذا العام. ويبدو أن من المرجح الآن أن تحذو السويد حذو فنلندا، وهما متخليتان عن الحياد السياسي، الذي التزمتاه لقرنين من الزمن، في مواجهة التهديد الذي تشكله روسيا بالنسبة إلى الأمن القومي في أوروبا منذ غزوها أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022.
نلقي فيما يلي نظرة على الأرقام الأساسية التي يمكن من خلالها تعريف حلف الناتو:
12
هذا عدد الدول الأعضاء المؤسسة من أوروبا وأميركا الشمالية التي وقعت على اتفاقية شمال الأطلسي في الرابع من أبريل (نيسان) 1949، متعهدين احتواء أي تهديد عسكري في المستقبل من جانب الاتحاد السوفياتي أو ألمانيا في حال عودتها للسياسة العدائية. [وجاء ذلك] في وقت كانت خطة مارشال تحاول إنقاذ قارة منكوبة اقتصادياً بينما كانت لا تزال تتعافى من حرب أسفرت عن مصرع 36.5 مليون شخص وكان التقنين [الطاقة والطعام] لا يزال واحدة من حقائق الحياة اليومية.
وكانت تلك الدول الموقعة هي بلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا وإيسلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج والبرتغال والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
31
وهو العدد الإجمالي الحالي للدول الأعضاء.
التحق بالـ12 دولة عضو أصلية كل من اليونان وتركيا في عام 1952 ثم ألمانيا الغربية في عام 1955. وبعد ذلك، انضمت إسبانيا في مرحلة ما بعد فرانكو في عام 1982.
وباعتبار أنه حافظ على ثباته طوال الحرب الباردة وخلال أحداث دبلوماسية شائكة مثل أزمة الصواريخ الكوبية وحرب فيتنام والغزو السوفياتي لأفغانستان، فقد ظل عدد الدول الأعضاء في حلف الناتو 16 حتى عام 1999، عندما انضمت ثلاث دول كانت تدور في الفلك الروسي سابقاً، هي التشيك وهنغاريا وبولندا، وتلتها شريحة ثانية في عام 2004 مكونة من: بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا، الأمر الذي أثار استياء سيد الكرملين الجديد [حينذاك]، فلاديمير بوتين.
وفي عام 2009، انضمت ألبانيا وكرواتيا، كما التحق بالحلف بعدهما الجبل الأسود (2017) ومقدونيا الشمالية (2020)، وأخيراً فنلندا هذا العام.
وتنص المادة 10 من اتفاقية شمال الأطلسي على أن العضوية في حلف الناتو متاحة لأي "دولة أوروبية في وضع يمكنها من تعزيز مبادئ هذه المعاهدة والمساهمة في أمن منطقة شمال الأطلسي".
2 في المئة
وتمثل هذه النسبة المئوية الحد الأدنى من الناتج المحلي الإجمالي للدولة العضو الذي يتوقع منها إنفاقه على الدفاع كجزء من التزامها تجاه التحالف.
ومع ذلك، فإن هذا لا يكون متاحاً على الدوام، إذ تواجه البلدان في كثير من الأحيان تحديات اقتصادية خاصة بها. وقد دفع هذا دونالد ترمب، الرئيس الأميركي آنذاك، إلى توجيه اللوم على نحو ذاع صيته إلى الأعضاء لعدم وفائهم بالتزاماتهم [المالية] في قمة عقدت في بروكسل في يوليو (تموز) 2018، والاقتراح عليهم ليس الالتزام بالمبلغ الذي يترتب عليهم فحسب، بل مضاعفة النسبة إلى أربعة في المئة.
وكرر ريشي سوناك في فيلنيوس هذا العام دعوة الأعضاء إلى زيادة إنفاقهم الدفاعي قائلاً، إن الهدف الحالي "يجب أن يكون الحد الأدنى وليس السقف".
1.26 تريليون دولار
وهذا هو إجمالي الإنفاق الدفاعي المتوقع لحلف الناتو عام 2023 (يعادل 975 مليار جنيه استرليني) طبقاً لتقديراته الخاصة، ما يعني أنه سيرتفع عنه في عام 2014 حين كان يبلغ 943.2 مليار دولار (730 مليار جنيه استرليني)، وهو العام الذي شنت فيه روسيا اعتداءات توسعية سابقة [على غزو أوكرانيا] من خلال ضم شبه جزيرة القرم.
ستكون الدولة العضو الأعلى إنفاقاً هذا العام، كالعادة، الولايات المتحدة التي ستصرف 860 مليار دولار (666 مليار جنيه استرليني)، وتليها ألمانيا بمبلغ أقل بكثير هو 68.1 مليار دولار (52.7 مليار جنيه استرليني)، ثم المملكة المتحدة بـ65.8 مليار دولار (51 مليار جنيه استرليني)، وفرنسا بـ56.6 مليار دولار (43.8 مليار جنيه استرليني) وإيطاليا بـ31.6 مليار دولار (24.5 مليار جنيه استرليني)، وكلها مبالغ أكبر بكثير عما كانت عليه قبل عقد من الزمان لتعكس التهديد المتزايد الذي تشكله حرب روسيا في أوكرانيا.
1.35 مليون
وهذا حجم أكبر جيش منفرد ضمن حلف الناتو من حيث الأفراد هو جيش الولايات المتحدة، وفقاً لشركة الأبحاث "ستاتيستا" Statista.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن الدولة العضو في الناتو التي تملك ثاني أكبر جيش هي تركيا، إذ يبلغ عديده 447 ألف فرد.
وتحتل فرنسا المركز الثالث في قائمة دول الناتو ذات الجيوش الأكثر عدداً بـ207100 فرد، وتليها ألمانيا بـ188500، ثم إيطاليا بـ174800، فالمملكة المتحدة بـ156200.
3.5 مليون
وهذا هو العدد الإجمالي للعسكريين الأفراد والقوات والمدنيين من الدول الأعضاء في حلف الناتو الذين يمكنه الاعتماد عليهم، بحسب تقديره الخاص.
توافق كل دولة عضو على المساهمة بكل ما في وسعها في التحالف، ولكل منها وزن استراتيجي وتأثير إقليمي مختلف من أجل تعزيز أمن قارة أوروبا.
© The Independent