Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"المخ" فنان ساخر يرفض الواقع الغزي

أغاني مصرية معدلة فلسطينيا تنتقد السلطة بشدة

على نغمات وموسيقى الأغنية المصرية الشهيرة "مافيا" للفنان محمد رمضان، غنّى الشاب حسام خلف أغنيته "مافيا" لكن بنسخة فلسطينية.

تغيرت الكلمات لتعبّر عن واقع الحياة السياسية في قطاع غزّة، بطريقة هزلية ساخرة، وأسلوب جديد لجذب المستمع.

لاقت أعمال حسام، إعجاب كثيرين وأطلق عليه متابعوه لقب "المخ" لقدرته على توصيف الواقع السياسي بشكل ساخر وانتقادي، وكلماتٍ قويّة ترقى لتكون جريئة في نظر صنّاع القرار.

أغاني مصرية فلسطينية

استمر المخ في صناعة أغانيه، معتمداً على الطابع المصري. ويقول حول ذلك "عادة ما ينجذب الناس إلى الأغاني الشعبية الحديثة، التي تكون كلماتها سريعة، وألحانها جديدة للسيطرة على عقل المستمع".

تطويع الأغاني المصريّة، وتحويل مصطلحاتها إلى الواقع الفلسطيني، كانت النقطة الأكثر جذباً لانتباه المتابعين، فيعمل المخ على الاحتفاظ بالموسيقى واللحن الشعبي المصريّ، بينما يصيغ مفردات جديدة، تحاكي واقع حياة المواطن الغزاوي.

من بين الأغاني التي عمل المخ على تغييرها، أغنية مافيا، التي انتقد فيها قرارات السياسيين باللجوء إلى التصعيد العسكري مع إسرائيل، كأحد الخيارات للخروج من الأزمات المتراكمة في القطاع، ويقول في أغنيته "بالحرب الدنيا تمشي بالسردينا والمربى".

يقصد المخ في كلماته، الدعم والمعونات التي يجلبها السياسيون إلى المواطنين في الحروب والصراعات، وبعدها طالب بأحقية الفلسطيني في دولة له.

لم تعجب هذه الأغنية الكثير من أصحاب القرار، ولا حتى مسؤولين في الحكومة الموازية التي تسيطر عليها حركة حماس، وأعطوا أوامر للأجهزة الأمنية بالتعامل مع المخ.

أكثر من مرّة اعتقلت الأجهزة الأمنية في غزّة حسام خلف، على خلفية انتقاده الواقع السياسي، وتهكمه على الحكومات، وحقّقت معه بقضايا كثيرة.

 يوضح الفنان الشاب، أنّه يحاول تجنب الصدام مع سلطات الأمر الواقع في الضفة وغزة، ويهدف من فنّه إلى تصوير الحياة السياسية بشكلٍ ساخر كرسالة لمَن يريد أن يفهم.

تكتيم أفواه

وحول ظروف الاعتقال، يقول إنّ محققي الأجهزة الأمنية لم يتعاملوا معه بلطف، وفتشوا أجهزته الإلكترونية والتدقيق في محتواها، وبعد ذلك فرض عليه عدد من القيود، تصل إلى درجة الإقامة الجبرية أو تحديد عمله.

يعترض خلف على هذا التعامل، خصوصاً أنّه لا ينتمي إلى أي حزبٍ سياسي وغير مموّل من جهات معينة، بينما يدفع تكاليف إنتاجه للأغاني من أمواله الخاصة، وعادة ما تكون بالدين، ما يعني أنّ أعماله فردية.

ومن بين القيود الأخرى التي تواجه المخ، رفض الحكومة تصويره في كثير من المناطق بدعوى أنّها مقار أمنية يحظر فيها استخدام الكاميرات، أو الحصول على إذن مسبق، وعند محاولته إجراء الإذن تطلب الجهات الأمنية الاطلاع على كلمات أغانيه وتفرض عليه إزالة مقاطع منها، يصف ذلك "بسياسة تكتيم الأفواه".

وعلى الرغم من كلّ هذه القيود، يرى المخ أنّه استطاع توصيل رسالته إلى السياسيين قبل عامة الناس، وأنّ الهدف من ذلك إحداث تغيير حقيقي في القرارات السياسية.

جندر

عمل المخ على تغيير الكثير من الأغاني، مثل "أغنية ثلاث دقات" للفنانيْن أبو ويسرا، ووصف الانقسام الفلسطيني بالنكبة الجديدة، وأنّ إنهاءه يحتاج قراراً خارجياً، وحتى الحصول عليه، يحتاج أهالي غزّة إلى لجنة إعمار جديدة، لإصلاح ما أفسده السياسيون.

في أغنية "3 دقات" عمل المخ، على كسر القاعدة التي تمنع النساء في غزّة من الغناء العلني، أو المشاركة في مقاطع معنية.

يقول "للجندر مهمة خاصة في توصيل الرسالة، وصوت الأنثى ليس عورة".

في المقابل، بقيت القيود والنظرة المجتمعية لمشاركة النساء في الأغاني تلاحق أعمال حسام، فرفضت كثير من البنات مشاركته، للأسباب ذاتها، فيما يرى أنّه وصل إلى هدفه بإمكانية كسر الصورة النمطية للفتيات.

ويعود خلف إلى فنانه المحبوب محمد رمضان في إعادة استخدام أغنيته "نمبر وان" ويغني فيها "أنا على الأمل عايش في وطني، اسمي المخ من فلسطين... نمبر وان" ورسالته فيها عن هجرة الشباب خارج غزّة بسبب ما وصلوا إليه من فقر وبطالة وعدم توافر فرص عمل.

رسالة إلى إسرائيل

ليس المخ فقط من يستخدم الفن الساخر لرفض الواقع السياسي، فسبقه عادل المشوخي الذي غنى بأسلوب فلسطيني رافضاً طريقة حياة الشباب، وأنتج العديد من الشباب برامج صغيرة ساخرة رفضوا فيها طريقة تصرف صناع القرار والسياسيين.

وفي إطارٍ آخر، أنتج الفنان علي نسمان أغاني ساخرة، على وزن أغنية "غسل وجهك يا قمر" فغنى "يلا بسرعة يا قطر وين السولار والدولار" والدافع من وراء ذلك توصيل صوت الناس.

ولم تقتصر الأغاني الساخرة على انتقاد الحياة السياسية في غزّة، بل شملت انتقاد إسرائيل أيضاً، وممارسة زعمائهم في صناعة قراراتهم، فأنتج الفنانون في غزّة العديد من الأغاني الساخرة التي تخاطب المجتمع الإسرائيلي وتمّت ترجمتها إلى اللغة العبرية، وفي بعض الأحيان كانوا يغنوها بالعبرية مباشرة.

المزيد من منوعات