ملخص
حتى قبل اندلاع الحرب كان السودان من أكثر دول العالم فقراً، حيث يحتاج 25 مليون شخص يمثلون أكثر من نصف عدد السكان إلى مساعدة إنسانية وحماية.
قالت الرئاسة المصرية اليوم الأحد إن مصر ستستضيف قمة لدول جوار السودان الخميس المقبل لبحث سبل إنهاء الصراع في البلاد والتداعيات السلبية له على دول الجوار.
وأضافت الرئاسة في بيان أن القمة تهدف إلى "وضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة".
وترتبط مصر بعلاقات وثيقة مع الجيش السوداني الذي يقاتل قوات الدعم السريع شبه العسكرية في الخرطوم وأنحاء أخرى من السودان.
ولم تشارك مصر في محادثات قادتها الولايات المتحدة والسعودية في مدينة جدة وجرى تأجيلها الشهر الماضي بعد الفشل في تحقيق وقف إطلاق نار دائم.
من جهتها حذرت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، من أن السودان "على حافة حرب أهلية شاملة" قد تزعزع استقرار المنطقة برمتها، وذلك غداة غارة جوية على أم درمان بضاحية غرب الخرطوم الكبرى أسفرت عن سقوط 22 قتيلاً في الأقل وعشرات الجرحى.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "الحرب المستمرة بين القوات المسلحة دفعت السودان إلى حافة حرب أهلية شاملة قد تزعزع استقرار المنطقة بأكملها"، بحسب ما أفاد نائب المتحدث باسمه فرحان حق، في بيان.
ودان غوتيريش "الغارة الجوية في أم درمان بالسودان، التي أسفرت عن مقتل 22 شخصاً في الأقل، بحسب تقارير".
جريمة نكراء
وكانت وزارة الصحة بولاية الخرطوم قد أعلنت في بيان، أمس السبت، أن قصفاً للطيران الحربي أودى بحياة 22 مواطناً وخلف عدداً كبيراً من الجرحى" بمنطقة دار السلام العامرية في أم درمان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودانت قوات الدعم السريع الغارة الجوية، معلنة مقتل 31 شخصاً. ووصفت في بيان لها "الهجوم البربري الذي نفذته قوات الانقلابيين على مواطني مربع 22 دار السلام" بأنه "جريمة نكراء في حق الإنسانية"، معلنة "مقتل أكثر من 31 شخصاً وإصابة العشرات من المدنيين".
ويشهد السودان منذ 15 أبريل (نيسان) معارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدى النزاع إلى مقتل أكثر من 2800 شخص ونزوح أكثر من 2.8 مليون شخص لجأ من بينهم أكثر من 600 ألف إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وتتركز المعارك في العاصمة الخرطوم ومناطق قريبة منها، إضافة إلى إقليم دارفور، حيث حذرت الأمم المتحدة من أن ما يشهده قد يرقى إلى "جرائم ضد الإنسانية" والنزاع فيه يتخذ أكثر فأكثر أبعاداً عرقية.
وأعرب غوتيريش، بحسب بيان المتحدث، عن "قلقه إزاء التقارير التي تتحدث عن تجدد القتال في ولايات شمال كردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق"، مندداً بـ"تجاهل تام للقانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان"، ومجدداً دعوته إلى وقف القتال و"الالتزام بوقف دائم للأعمال العدائية".
أكثر من هدنة
وشهدت مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، ليل السبت، اشتباكات بين قوات البرهان وقوات دقلو، بحسب ما أفاد شهود عيان.
ويوم الجمعة الماضي، أفاد سكان من مدينة بارا التي تبعد 50 كيلومتراً شمال شرقي الأبيض، بأن "قوات الدعم السريع تهاجم مدينة بارا والبنوك والمنشآت الحكومية".
وكان طرفا النزاع أبرما أكثر من هدنة، غالباً بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتم خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الأفريقي ومنظمة "إيغاد" للتنمية بشرق أفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الأمين التنفيذي للمنظمة نور محمود شيخ، الجمعة الماضي، إن "من المقرر عقد جلسة إيغاد لرؤساء دول وحكومات الآلية الرباعية المعنية بالسودان في أديس أبابا غداً الإثنين".
وكتب خالد عمر يوسف، وهو وزير مدني سابق خسر منصبه بعد الانقلاب العسكري الذي نفذه البرهان في 2021، في تغريدة أنه وصل "برفقة عدد من الفاعلين المدنيين السودانيين إلى أديس أبابا التي تشهد أنشطة مهمة ترمي لوقف الحرب في السودان".
وتابع "نعمل خلال هذه الزيارة للتواصل مع الفاعلين السودانيين والإقليميين والدوليين من أجل تسريع جهود إحلال السلام في بلادنا. هذه الحرب اللعينة يجب أن تتوقف".
وحتى قبل اندلاع الحرب، كان السودان يعد من أكثر دول العالم فقراً، حيث يحتاج 25 مليون شخص يمثلون أكثر من نصف عدد السكان، إلى مساعدة إنسانية وحماية، بحسب الأمم المتحدة.