Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تتجه بريطانيا نحو إجراء انتخابات عامة مبكرة ؟  

قراءة في السياسة: العديد من القوى مشاركة في اللعبة ولكن بريطانيا ستخوض معركة الاستطلاع مجدداً عاجلاً أم آجلاً

 يجول رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون على الأقاليم البريطانية و كأن الانتخابات العامة قد تجرى  غدا 05 أغسطس (أ.ف.ب) 

بالنسبة إلى الكثيرين، تبدو إدارة بوريس جونسون - التي تضمّ شخصياتٍ من حملة "صوتوا للمغادرة" Vote Leave  عام 2016- فريقاً لخوض معركة انتخابيّة أكثر من فريقٍ مستعدّ لتولّي الحكم.

فهل نحن أمام انتخاباتٍ عامة مبكرة؟ قبل كلّ شيء، تجدر الإشارة إلى أنّ جونسون ورث أكثر منصب نيابي محفوف بالمخاطر يمكن تصوّره.

فغالبيّته العاملة في مجلس العموم - التي تعتمد على الدعم المستمرّ للحزب الاتحادي الديمقراطي- تتكوّن من عضوين وبات من المؤكّد تقريباً أنّها ستتقلّص إلى عضو واحد بعد الانتخابات الفرعية التي ستُجرى الأسبوع القادم.

وتقرّ مصادر من داخل حزب المحافظين أنّه سيكون محظوظاً بعدم خسارته لغالبيّته كلّها في غضون الأشهر الإثني عشر القادمة.

بقبضته الهشّة على زمام السلطة، سيكافح جونسون لتمرير أيّ من البرامج المحلية الطموحة التي كشف النقاب عنها هذا الأسبوع وسيعاني أكثر للحصول على موافقة النواب للخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.

ولكن، النقطة الأخرى التي يجب التشديد عليها هي أنّه بغضّ النظر عن مدى رغبته في إجراء الانتخابات، ليس بوسع جونسون الدعوة إلى إجرائها في التوقيت الذي يختاره.

تستلزم القوانين الانتخابية التي أدخلها ديفيد كاميرون أن تُجرى الانتخابات العامة القادمة في يونيو (حزيران) 2022 إلّا في حال لم يحظَ رئيس الحكومة بثقة النوّاب أو يحصل على أكثرية الثلثين لتقريب موعد الانتخابات.

وفي هذا الإطار، أعلن زعيم حزب العمال جيريمي كوربين أنّه سيطرح التصويت على الثقة في الوقت "المناسب" وهو ما تعتقد أكثرية المراقبين أنّه سيتمّ في الخريف.

وبهدف الضغط باتجاه إجراء انتخابات قبل تاريخ 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقرر لبريكست، سيتحتّم عليه تقديم اقتراح بذلك في اليوم الذي يعود فيه النواب من عطلتهم الصيفية أي في 3 سبتمبر (أيلول).

ويتوقّع العديد منه القيام بذلك، ولكن من الصعب التكهّن ما إذا سيكون النصر حليفه.

وقال نائبان من حزب المحافظين أنهما سيصوّتان لإسقاط الحكومة في حال كان البديل المتوفّر الوحيد هو الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق. غير أنّ كثيرين من المحافظين الموالين للاتحاد الأوروبي سيضعون خطاً فاصلاً أمام انضمامهم إلى كوربين في تقديم موعد انتخاباتٍ يتخوّفون من أنّها قد توصل شخصاً يعتبرونه ماركسياً إلى داونينغ ستريت.

فما هي إذاً الظروف التي من شأنها أن تشجّع جونسون على المجازفة في السعي إلى انتخاباتٍ من تلقاء نفسه؟ سيكون العامل الأول دفعةً كبيرة في الاستطلاعات المرتبطة بوصوله إلى رئاسة الحكومة. يأمل الاستراتيجيون في حزب المحافظين أن تساهم ديناميكية جونسون وأسلوبه المتفائل ووعده الجازم بإخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بحلول عيد الهالوين في إخفات بريق حزب بريكست بزعامة نايجل فاراج.

وفي حال ثبوت هذا الأمر، وحصول المحافظين على تقدّمٍ مريح في الاستطلاعات، قد يتحمّس جونسون إلى إجراء الانتخابات للحصول على الأكثرية التي تتيح له تطبيق النتيجة التي يرغب فيها لبريكست. ومن المحتمل أن تتّقد تلك الحماسة أكثر  إذا ما وجد نفسه أمام تصويت في مجلس العموم لمنع الخروج من دون اتفاق وهنا سيخسر بالتأكيد.

ليس واضحاً ما سيحصل في حال دعوته إلى إجراء انتخاباتٍ في نوفمبر (تشرين الثاني) في اليوم الذي تخرج منه المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. ويتطلّب تأجيل بريكست إلى تاريخٍ يلي الانتخابات أن تطلب الحكومة تمديداً من بروكسيل وقد يتوقّع من النواب أن ينخرطوا في حملةٍ مسعورة لإجباره على القيام بذلك.

ويريد العديد من المحافظين تأمين انتخاباتٍ في ما لا يزال كوربين يتولّى زعامة حزب العمال، وبعتقدون أنّه سيكون خصماً سهلاً لكي يهزمه جونسون. ويستذكر البعض بأنّ تيريزا ماي فكّرت في الأمر عينه في العام 2017 عندما قللت من أهمية مهارات كوربين في الحملات الانتخابية وجاذبيته الشعبية ودفعت الثمن مقابل ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من المرجّح أنّ جونسون سيسعى إلى انجاز بريكست في أكتوبر (تشرين الأول) ومن ثمّ تحديد موعد انتخاباتٍ مبكرة بعد ذلك بوقتٍ قليل. ويأمل بأنّ إتمام بريكست سيسحب البساط من تحت قدمَي حزب فاراج ويُكسبه امتنان الناخبين المنهكين الذين سئموا من العملية برمّتها.

ويمكن أن تغرق انتخابات متسرّعة في وحول فترة الفوضى التي من شأنها أن تتبع تداعيات لا اتفاق، ولكنها قد تتمّ قبل أن يصبح تأثير بريكست على الاقتصاد واضحاً.

بالتالي، قد يفترض جونسون أنّه من الأفضل الذهاب إلى استطلاعاتٍ وسط طوابير الزوارق المتوقفة في الموانىء ورفوف المتاجر الفارغة بدل إجرائها عام 2022 بعد عامين من إقفال المصانع وفقدان الوظائف وقبل أن تنسحب الفوائد الطويلة الأجل المزعومة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي على كافة القطاعات.

من المحتمل أن يخشى حزب العمال إجراء انتخاباتٍ في ظلّ هذه الظروف مع توقّع حدوث أيّ غضب بشأن النتائج الفورية لبريكست من شأنه أن يدفع باتجاه الحزب الديمقراطي الليبرالي الموالي للبقاء على حساب حزب كوربين.

ولكن سيكون من الصعب للمعارضة الرسمية أن تصوّت ضدّ إجراء الانتخابات التي تشكّل هدفها السياسي الأول. كلّ هذه العوامل تجعل من الصعب توقّع التاريخ الفعلي للانتخابات في حين أنّه سيكون من المحتمل أن تذهب بريطانيا باتجاه إجراء استطلاعاتٍ مجدداً عاجلاً أم آجلاً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء