Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تعليم بلا حدود" في السودان… المدارس في أسوأ أحوالها

بعد التدهور الاقتصادي الذي أصاب البلاد تدنى المستوى الدراسي وحرم آلاف الطلاب من هذا الحق

مدرسة في العاصمة السودانية الخرطوم (أ.ف.ب)

برزت المنظمات التطوعية في السودان أخيراً في المجالات كافة لمساعدة آلاف الأسر، عبر توفير الطعام والعلاج والسكن وغيرها من أساسيات الحياة. ولأن التعليم هو الأهم، كرّس متطوعون في السودان جهودهم لتعويض المناطق التي تعاني من التهميش والإقصاء والنقص في المدارس والمؤسسات التعليمية، ما دفع مجموعة من الشباب إلى تكوين مبادرة إصلاح اجتماعي، تُعتبر الأكبر في السودان، لحل مشاكل التعليم تحت اسم "تعليم بلا حدود".

ووفق الدستور الانتقالي لجمهورية السودان عام 2015، كان يُفترض أن يكون التعليم في السودان إلزامياً، إلا أن هذه الإلزامية بقيت غير مطبقة حتى الآن.

وبعد التدهور الاقتصادي الذي أصاب السودان تدنى مستوى التعليم، وأصبح الطلاب يدرسون اللغة الإنجليزية بعد عمر السابعة مع إهمال اللغة العربية وتقديم مواد ذات جودة متدنية. هذا التدهور الاقتصادي حرم آلاف الطلاب من الحق بالتعليم لأسباب عديدة، منها غلاء المدارس وسوء بيئة المدارس الحكومية.

وتقول الأستاذة ميادة أحمد لـ"اندبندنت عربية" إن "مشكلة التعليم عامة في السودان، ويتأثر فيها الطلاب والمعلمون أيضاً. فتدني المرتبات جعل بعض المعلمين غير ملتزمين بتقديم جرعة تعليمية كافية للطلاب"، مضيفةً "يجب تأهيل المعلمين وتقديم دورات تدريبية وإعادة صياغة المنهج حتى يتناسب مع النهضة والتطور".

وتقول عائشة، والدة أحد الطلاب، إنها كانت تتمنى أن ترى أبناءها متعلمين، خصوصاً أنها حُرمت من التعليم بسبب الظروف السيئة، "لكن غلاء المعيشة وعدم وجود مدرسة بالقرب من المنزل، منعا أبنائي من الذهاب لتلقي التعليم، إذ إنهم يقطعون مسافات طويلة ذهاباً وإياباً. وهذا ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يعاني أحد أبناء عائشة من فشل كلوي حاد بسبب عدم توفر المياه في المدرسة، حيث كان يقضي ساعات طويلة من دون شرب الماء، إضافةً إلى المشي مسافات طويلة على قدميه للعودة إلى المنزل، حاله حال آلاف الطلاب الذين يعيشون المأساة ذاتها.

منذ عام 2015 حتى الآن، حصلت ثلاث كوارث في المدارس الحكومية هزّت المجتمع وشكلت صدمة كبيرة، إذ توفي عدد من الطلاب أثناء عبورهم النيل بواسطة مركب، أدت الأمواج إلى تحطمه. وقبلها، لقي طلاب مصرعهم بعد انهيار حائط أثناء إحدى الحصص الدراسية. وللسبب ذاته، لقيت معلمة مصرعها داخل إحدى المدارس.

هذا الواقع جعل المنظمات الحقوقية والتطوعية تتسابق لتأمين بيئة تناسب الطلاب. ونشطت مبادرة "تعليم بلا حدود" في هذا الأمر، وقدّمت مساعدات لهم وسعت إلى توفير الحلول المناسبة، حتى ترتقي بالمستوى التعليمي في البلاد من ناحية البيئة المدرسية والمساعدات المالية وتبنّت تعليم أطفال "الإصلاحية". فوفّر ناشطوها حصصاً تعليمية للطلاب الموجودين في "إصلاحية الجريف"، لمساعدتهم في الاستعداد لامتحانات الشهادة الثانوية.

يقول محمد المصطفى، أحد المتطوعين في "تعليم بلا حدود"، إن "طلاب الإصلاحية في حاجة ماسة إلى اهتمام المجتمع، خصوصاً من الناحية التعليمية. لذا، قدمنا دروساً لهولاء الشباب على مدى سنوات طويلة".

ويشير الأستاذ أحمد ربيع إلى أن "التعليم في السودان بجوانبه كافة في حالة انهيار كلي. وهو يحتاج إلى عملية بناء متكامل. والبيئة المدرسية من أهم المحاور التي تحتاج إلى إصلاح ويجب أن يكون إصلاحاً عاجلاً، خصوصاً في المدارس الحكومية".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي