Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سقوط الهدنة في إدلب… دمشق تعلن استئناف عملياتها القتالية

كشفت السلطات السورية عن "خسائر بشرية ومادية كبيرة" جراء استهداف قاعدة حميميم الجوية

أعلن جيش النظام السوري، الاثنين 5 أغسطس (آب)، أنه سيستأنف عملياته القتالية في محافظة إدلب، التي تشهد ومحيطها وقفاً لإطلاق النار لليوم الرابع على التوالي، بعد إعلان دمشق موافقتها على هدنة مشروطة بتطبيق اتفاق روسي- تركي ينصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح في المحافظة.

واتهمت قيادة الجيش في بيان نشره الإعلام السوري الرسمي، "المجموعات الإرهابية المسلحة، المدعومة من تركيا" برفض "الالتزام بوقف إطلاق النار" و"بشن العديد من الهجمات على المدنيين في المناطق الآمنة المحيطة". وأضافت "انطلاقاً من كون الموافقة على وقف إطلاق النار كانت مشروطة بتنفيذ أنقرة لأي التزام من التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي، وعدم تحقق ذلك... فإن الجيش والقوات المسلحة ستستأنف عملياتها القتالية ضد التنظيمات الإرهابية، بمختلف مسمّياتها، وستردّ على اعتداءاتها".

وقف إطلاق نار جوي فقط

تشهد إدلب ومناطق محيطة بها منذ منتصف ليل الخميس- الجمعة وقفاً لإطلاق النار، نجح في إرساء هدوء نسبي مع غياب الطائرات السورية والروسية عن أجواء المنطقة. إلا أن الهدنة لم تحل دون استمرار القصف البري المتبادل، الذي أدى إلى مقتل مدني بنيران الفصائل المسلحة في محافظة اللاذقية الساحلية، الجمعة، ومدنية بنيران قوات النظام في محافظة إدلب، الأحد.

وبدأ سريان الهدنة، الخميس الماضي، بعد ساعات من إعلان مصدر عسكري سوري موافقة دمشق على وقف لإطلاق النار "شرط تطبيق اتفاق سوتشي الذي يقضي بتراجع الإرهابيين بحدود 20 كيلومتراً بالعمق من خط منطقة خفض التصعيد في إدلب وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة" منهم، وفق ما جاء في وكالة الأنباء الرسمية "سانا".

الفصائل المسلحة "لن تنسحب"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت روسيا وتركيا توصّلتا في مدينة سوتشي الروسية في سبتمبر (أيلول) 2018، إلى اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً، تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل المسلحة المعارضة. كما يقضي الاتفاق بانسحاب الفصائل المعارضة من المنطقة المعنية وسحب أسلحتها الثقيلة والمتوسطة، لكن تنفيذ الاتفاق لم يُستكمل، وتتّهم دمشق تركيا، الداعمة للفصائل المسلحة، بالتلكؤ في تطبيقه.

وتعليقاً على شروط الحكومة السورية لإرساء وقف إطلاق النار، أعلن القائد العام لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني، السبت الماضي، أن فصيله لن ينسحب من المنطقة المنزوعة السلاح. وقال خلال لقاء نظّمته هيئة تحرير الشام مع صحافيين في منطقة إدلب، "ما لم يأخذه النظام عسكرياً وبالقوة، لن يحصل عليه سلمياً بالمفاوضات والسياسة... نحن لن ننسحب من المنطقة أبداً"، مضيفاً "لن نتموضع لا بناءً على طلب الأصدقاء ولا الأعداء". وشدّد الجولاني على رفض فصيله دخول قوات مراقبة روسية إلى المنطقة العازلة، كما ينصّ الاتفاق.

"خسائر بشرية ومادية كبيرة" في استهداف مطار حميميم

في غضون ذلك، أعلنت دمشق الاثنين وقوع "خسائر بشرية" نتيجة سقوط قذائف صاروخية في محيط قاعدة حميميم الجوية، التي تتخذها روسيا مقراً لقواتها في غرب سوريا، متهمة "المجموعات الإرهابية" بإطلاقها.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري قوله "قامت المجموعات الإرهابية باستهداف قاعدة حميميم الجوية بمجموعة من القذائف الصاروخية سقطت في محيط القاعدة ونجمت عنها خسائر بشرية ومادية كبيرة"، مشيرةً إلى أن الاعتداء وقع عند "الساعة الثالثة والنصف" بالتوقيت المحلي (12:30 ت غ).

ومنذ نهاية أبريل (نيسان)، تتعرّض محافظة إدلب والمناطق المجاورة لها، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية، لم يستثنِ المستشفيات والمدارس والأسواق، يترافق مع معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي. وتسبّبت الغارات والقصف، مذاك الحين، بمقتل أكثر من 790 مدنياً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما دفع التصعيد أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح من مناطقهم، بحسب الأمم المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي