Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"داعش" يستهدف رتلاً أميركياً في شمال سوريا واتصال ترمب وأردوغان بحث مصير منبج

استهداف الرتل الأميركي في الحسكة هو الثاني في أسبوع بعد تفجير منبج

سيارة عسكرية تشتعل في موقع هجوم انتحاري بسيارة مفخخة اليوم الاثنين على قافلة عسكرية على طريق في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، مما أسفر عن مقتل خمسة من أفراد قوة يقودها الأكراد يرافقون قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة (أ ف ب)

تبنى تنظيم داعش التفجير الانتحاري الذي استهدف، الاثنين، رتلاً للقوات الأميركية التابعة للتحالف الدولي في شمال شرق سوريا، وأدى إلى مقتل خمسة عناصر من قوات سوريا الديموقراطية على الأقل، وإصابة جنديين أميركيين بجروح، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، بينما نفى متحدث باسم التحالف الدولي وقوع خسائر في صفوف القوات الأميركية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" إن "انتحارياً أقدم على تفجير نفسه داخل سيارة مفخخة، مستهدفاً رتلاً للقوات الأميركية يرافقه مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية"، أثناء مروره في ريف الحسكة الجنوبي، في اعتداء هو الثاني من نوعه ضد القوات الأميركية في أقل من أسبوع واحد. وأضاف أن "سيارة الانتحاري استهدفت مباشرة آلية تابعة لقوات سوريا الديموقراطية".

وروى شاهد عيان لـ"فرانس برس" أن التفجير وقع بالقرب من حاجز للقوات الكردية أثناء مرور الرتل الأميركي. وقال إنه سمع تحليقاً للطيران في سماء المنطقة إثر التفجير، قبل أن يتم إغلاقها بالكامل من قبل المقاتلين الأكراد وإبعاد المدنيين عنها.

وفي 16 يناير (كانون الثاني) 2019، قُتل 19 شخصاً، من بينهم أربعة جنود أميركيين، في بلدة منبج السورية، في تفجير تبناه تنظيم داعش أيضاً.

أمن منبج

من جهة أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، إن تركيا لن تسمح أبداً بإنشاء منطقة آمنة في سوريا تتحول إلى "مستنقع" مثلما حدث في شمال العراق، في إشارة إلى منطقة شهدت عمليات نفذها مسلحون أكراد.

وأضاف أردوغان أن تركيا ستعمل مع كل من يرغب بتزويدها بدعم لوجيستي لإنشاء المنطقة الآمنة، لكنها ستتخذ إجراءات في ما يتعلق بسوريا، إذا لم يكن هناك التزام بالتعهدات التي تلقتها أنقرة.

وكانت الرئاسة التركية قد أعلنت أن أردوغان أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في اتصال هاتفي مساء الأحد، استعداد تركيا لتولي الأمن في منبج السورية "بلا تأخير". وقال أردوغان لترمب إن التفجير الانتحاري في منبج كان عملاً استفزازياً يهدف إلى التأثير على قرار الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، الذي أعلنه ترمب في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018.

لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز لم تشر، في إعلانها عن الاتصال، إلى عرض أردوغان تولي المسؤولية الأمنية في منبج، موضحة أن الرئيسين اتفقا على مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى تسوية بشأن شمال شرق سوريا، من خلال التفاوض، تلبي الاحتياجات الأمنية للبلدين. وأضافت ساندرز: "أكد الرئيس ترمب أهمية هزيمة العناصر الإرهابية المتبقية في سوريا".

وتقع بلدة منبج في شمال شرق سوريا، وتسيطر عليها فصائل متحالفة مع وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. وقد أصبحت منبج، بعد إبعاد تنظيم داعش عنها في 2016، نقطة توتر رئيسية بين البلدين بعد قرار ترمب سحب القوات الأميركية، التي يحول وجودها دون مهاجمة تركيا القوات الكردية، التي تعتبرها جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً منذ عام 1984 على الأراضي التركية.

وكان ترمب وأردوغان قد ناقشا في اتصال هاتفي، في 15 يناير (كانون الثاني) 2019، مسألة إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، خالية من الجماعات المسلحة، بمساحة 20 ميلاً، بعد ساعات قليلة من تهديد ترمب تركيا بإلحاق الضرر باقتصادها إذا هاجمت الأكراد، ما دفع قوات سوريا الديمقراطية، التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، إلى الإعلان عن استعدادها للمساعدة في إقامة المنطقة الآمنة.

أميركا من دون خطة

وفي مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، الأحد، قال الموفد الأميركي السابق لدى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت مكغورك، إنه ليس لدى الولايات المتحدة خطة لما سيلي في سوريا.

وأضاف مكغورك، الذي استقال من منصبه بعد إعلان الانسحاب الأميركي من سوريا، "الرئيس كان واضحاً، نحن نُغادر. وهذا يعني أن قواتنا يجب أن تكون لها مهمة واضحة: الانسحاب بأمان". لكن، "في الوقت الحالي، ليست لدينا خطة. وهذا يزيد من تأثر قواتنا (...) ويزيد المخاطر بالنسبة إلى عناصرنا على الأرض في سوريا، وهذا سيؤدي إلى فتح مجال لتنظيم الدولة الإسلامية".

وأشار مكغورك إلى أن تركيا، حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي، لا تستطيع الحلول مكان الولايات المتحدة، وذلك بخلاف ما تؤكّده أنقرة. وقال مكغورك إن هذا الطرح "غير واقعي"، معتبراً أن خطة استبدال القوات الأميركية بشريكٍ آخر "ليست قابلة للتطبيق". وسبق لمكغورك أن حذر من أن الانسحاب الأميركي قد يُقوي الرئيس السوري بشار الأسد، ويقلص النفوذ الأميركي في مواجهة روسيا وإيران.

 

المزيد من الشرق الأوسط