Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فرقة هولندية تنسحب من "مهرجان بيبلوس" اعتراضا على منع "مشروع ليلى"

صحيفة فرنكوفونية تخوض معركة الحريات وناشطون يتهمون حزباً سياسياً بالتواطؤ

  الفرقة الهولندية التي الغت حفلتها في جبيل تضامنا مع "مشروع ليلى" (يوتيوب) 

بدأ رد الفعل المعترض على إلغاء حفلة "مشروع ليلى" ضمن مهرجان بيبلوس، يتسع عالمياً بعدما بلغ ذروته لبنانياً، فعلاوة على ما كتب في صحف ومواقع أوروبية وأميركية شهيرة من مقالات وما أعلن من مواقف استنكار واستهجان، أعلنت الفرقة العالمية الشهيرة Within Temptation مقاطعتها مهرجانات جبيل وإلغاءها حفلتها التي كانت مقررة في 7 الشهر الحالي، تضامناً مع فرقة "مشروع ليلى".

وصرحت الفرقة في بيان مقتضب عبر صفحتها على فيسبوك: "قررنا بأسف شديد، أن نلغي حفلتنا في مهرجانات بيبلوس الدولية، تضامناً مع مشروع ليلى ودعماً لحرية التعبير". وجذب بيانها أعداداً هائلة من متابعيها وهواة أعمالها في أقطاب العالم، مما أساء إلى سمعة لبنان المعروف دوماً كبلد للحريات والثقافة والفن. وكبّد انسحاب الفرقة الهولندية إدارة مهرجان بيبلوس خسائر كبيرة واضطرت إلى إعادة أسعار البطاقات المبيعة إلى الجمهور. وهي خسارة أضيفت إلى الخسارة الأخرى الناجمة عن منع حفلة "مشروع ليلى". وأصدرت لجنة المهرجان بياناً جريئاً عبر صفحتها على فيسبوك، دعت فيه جمهورها الداعم، إلى الوقوف معها بهدف الحفاظ على حرية التعبير والفنّ والموسيقى، مؤكدة أنّ أمن فنانيها والجمهور أولوية قصوى بالنسبة إليها. وختمت اللجنة بيانها قائلة: "لن نسكت أبداً".

أما المفاجأة الأخرى فكانت في إعلان صحيفة "لوريان – لوجور" اللبنانية الفرنكوفونية العريقة حملة أو "معركة" واسعة ضد رقابة الإكليروس المسيحية ودعماً لحرية التعبير. وقد خصت صفحتها الأولى في عدد السبت – الأحد للقضية ونشرت صورة للعلم اللبناني وقد شوهه الرصاص... ونشرت الصحيفة بياناً مهماً وعميقاً وجريئاً دعت المثقفين اللبنانيين من الأطياف والطوائف كافة إلى توقيعه وقد لبى عدد كبير من المثقفين وما برحوا يوقعونه. وأهمية مثل هذه الحملة إنما تكمن في كون الصحيفة مقروءة في العالم الفرنكفوني وتعتمدها السفارات والمؤسسات الدولية مرجعاً موثوقاً فيه. وحمل البيان الجملة الشهيرة التي قالها البابا السابق مار يوحنا بولس الثاني: "لبنان رسالة حرية ومثال عن التعددية في الشرق والغرب على حد سواء". وجاء في البيان: "نؤكد ونشدد على تشبثنا بالتعددية وباحترام عقيدة كل مؤمن، بقدر ما نحترم حرية كل فرد بألا يكون مؤمناً، في منطقة تشهد فيها المبادئ تهديداً متزايداً كل يوم. لكن، بغض النظر عن حساسيتنا واختلاف آرائنا حول الاعتراضات على الفرقة، لا يسعنا إلا أن نعبّر عن غضبنا إزاء تسلسل الأحداث الذي أوصل إلى هذا الاستسلام". وأضاف البيان: "غاضبون لأن السلطات لم تتخذ حتى يومنا هذا أي إجراء ضد أعضاء الأحزاب غير المسؤولين والمجموعات الصغيرة المتطرفّة التي دعت إلى منع الحفلة بالقوة وكثفت تحريضاتها على العنف ودعت حتى في بعض الأحيان إلى ارتكاب جريمة قتل. على الرغم من أن السلطات القضائية استجوبت بعض عناصر الفرقة واستنتجت أن الفرقة لم تنتهك القانون وبالتالي لم تمنع الحفلة. (...) وعلى الرغم من هذا الإعفاء القانوني أصرّت بعض السلطات الدينية على مواصلة اختلاق عراقيل رقابية، ولا سيما التحجج بأن الفرقة لم تقرّ بذنبها علناً. إننا غاضبون إزاء موقف الفرقاء السياسيين والمنتخبين الذين عمدوا إلى المزايدة في روح التعصب والانغلاق، في سياق من التراجع الملحوظ للحريات الفردية، في وقت تواجه البلاد تحديات مالية وأمنية واجتماعية جمة".

غير أن معارك وسائل التواصل الاجتماعي لم تتوقف بتاتاً، بل هي أخذت طابعاً أشد علانية وفضائحية. أحد المعلقين قال إن التيار الوطني الحر هو الذي افتعل موجة الاعتراض ودفع إلى منع الحفلة، فهو يطمع بالسيطرة على مجلس مهرجان جبيل وتولي إدارته. وأشار آخر إلى أن الحملة تأتي في سياق حملة شاملة، مسيحية ومارونية ويقف وراءها زعيم ووزير معروف يريد حصد المزيد من الأصوات المسيحية في المنطقة. وهو صاحب مشروع الدفاع عن المسيحيين في الشرق. لكن معلقين آخرين واصلوا تكفير الفرقة واتهامها بالتعدي على جوهر الدين المسيحي.

في السياق ذاته، توجّه راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، "باسم أبرشية جبيل المارونية، وباسم جميع المؤمنين من أبنائها وبناتها، لا سيما الذين عبّروا عن ألمهم من المس بالمقدسات واستباحة أسمى الرموز الإيمانية المسيحية من قبل فرقة "مشروع ليلى"، بأسمى عبارات الشكر، من المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ومن المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ومن معاونيهما في المديريتين، لتعاونهم الفاعل والمثمر مع البيان الذي أطلقته المطرانية، والذي فيه طالبنا المرجعيات المختصة ولجنة مهرجانات بيبلوس الدولية بإيقاف عرض فرقة "مشروع ليلى" بسبب مضمون بعض الأغاني التي تمسّ بالقيم الدينية والإنسانية وتتعرّض للمقدسات المسيحية".

المزيد من ثقافة