Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المكسيك تتحرك قضائياً... إطلاق النار الجماعي في تكساس عمل إرهابي

ترمب ينفي اتهامه بتأجيج التوتر العرقي وولمارت تواصل بيع الاسلحة والذخيرة

هزّ حادثا القتل العشوائي اللذان أوديا بحياة 30 شخصاً في ولايتي تكساس وأوهايو الساحة السياسية الأميركية. وفيما أعلنت ولاية تكساس الاثنين يوم حداد، تُنظم في العاصمة واشنطن تظاهرات تطالب بوضع قيود على بيع الأسلحة.

وأسهم توقيت الحادثين ومكانهما في تسليط الضوء عليهما وشغلهما حيزاً مهماً في الولايات المتحدة وخارجها.

فمن ناحية التوقيت لم يفصل بين الحادثين أكثر من 13 ساعة، وحصلا مع انطلاق الموسم الانتخابي الرئاسي.

من ناحية المكان، فإن وقوع أحد الحادثين في القرب من الحدود مع المكسيك، في إل باسو بولاية تكساس الأميركية، وسقوط ضحايا مكسيكيين، دفعا الموضوع مباشرة إلى السياسة ربطاً بمواقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه الأجانب والهجرة غير الشرعية عبر الحدود المكسيكية. وقد سارع المرشّحون الديمقراطيّون للرئاسة إلى اتهام ترمب بتأجيج التوتر العرقي، فيما سارع ترمب إلى نفي ذلك عن نفسه، قائلاً "لا مكان للكراهية في بلادنا. سوف نهتم بذلك".

وكالعادة، استدعى الحادثان السجال في شأن السلاح وقوانين حيازته. وجدّد الحادثان الاهتمام بالإرهاب المحلي. وفي يوليو (تموز)، قال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي كريستوفر راي أمام مجلس الشيوخ إن معظم الإرهاب المحلي الذي خضع لتحقيق المكتب "مدفوع بما قد تصفونه بالعنف المرتبط بأنصار نظرية تفوّق العرق الأبيض".

تحرك المكسيك

لكن الأبرز هو تحرّك المكسيك قانونيّاً. فقد أعلن وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إيبرارد، الأحد 4 أغسطس (آب)، أن النائب العام في بلاده يدرس رفع دعوى قضائية تعتبر إطلاق النار الجماعي في تكساس عملاً إرهابياً.

وذكرت الحكومة المكسيكية أن إجراء قضائياً من هذا القبيل قد يقود إلى طلب تسليم المسلح. وأشارت السلطات الأميركية إلى بيان نسبته إلى المشتبه فيه دليلاً على أن المذبحة لها دوافع عنصرية.

وقال الوزير في مؤتمر صحافي "بالنسبة إلى المكسيك هذا الشخص إرهابي"، وحث الولايات المتحدة على إبداء موقف واضح وقوي ضد جرائم الكراهية.

ولم يوضح تحت أي اختصاص قضائي قد ترفع المكسيك هذه الدعوى.

وقال إيبرارد إن وزارته ستطلب معلومات من واشنطن عن كيفية حيازة المهاجم السلاح الذي استخدمه وإذا ما كان المسؤولون الأميركيون على علم بشرائه ذلك السلاح.

وأضاف "قضية الأسلحة قضية حاسمة. حقيقة أن مكسيكيين فقدوا أرواحهم تجبرنا على اتخاذ إجراءات قانونية في ما يتعلق بالأسلحة".

وذكر أسماء الضحايا المكسيكيين السبعة، الذين جاء معظمهم من ولايات على امتداد الحدود بين البلدين.

ويمارس الرئيس الأميركي ترمب منذ شهور ضغوطاً على حكومة نظيره المكسيكي مانويل لوبيز أوبرادور، إذ يطالبها بفعل مزيد لوقف تدفق اللاجئين إلى الولايات المتحدة وهددها بفرض عقوبات تجارية.

وعبر لوبيز أوبرادور عن أسفه لسقوط القتلى. وقال "المشكلات الاجتماعية يجب ألا تُحل باستخدام القوة والتحريض على الكراهية".

نقطة تجمع

وإل باسو مدينة يسكنها عدد كبير من ذوي الأصول اللاتينية وتقع على الحدود الأميركية المكسيكية في الجهة المقابلة من مدينة سيوداد خواريث، وهي نقطة تجمع كبرى للمهاجرين الذين يستهدفون العبور إلى الأراضي الأميركية ولغيرهم ممن ينتظرون البت في طلبات لجوئهم إلى الولايات المتحدة.

وحادث إل باسو ثامن أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في التاريخ الأميركي الحديث بعد واقعة عام 1984 في سان إيسدرو التي قتل فيها 21 شخصاً.

وعلى الرغم من وقوع حوادث إطلاق نار عشوائي كبيرة في السنوات الماضية إلا أن قوانين حيازة الأسلحة أثبتت أنها قضية شائكة داخل الكونغرس، خصوصاً في ظل فشل المشرعين في طرح أي تغييرات جوهرية لتعديلها.

بيع الأسلحة

وعلى الرغم من عمليتي إطلاق النار في متاجرها لا تعتزم وولمارت وقف بيع الأسلحة والذخيرة، بحسب ما أعلن متحدث باسمها الأحد.

وقال المتحدث باسم وولمارت راندي هارغروف "نركز على دعم شركائنا وزبائننا ومجتمع إل باسو بأسره".

وأدخلت وولمارت تغيرات على سياستها خلال السنوات، كعام 1993 عندما توقفت عن بين المسدسات اليدوية.

وتوقفت عن بيع البنادق شبه الآلية في 2015. وبعد مجزرة باركلاند بولاية فلوريدا في شباط (فبراير) 2018، التي قتل فيها 17 شخصاً في مدرسة ثانوية، رفعت وولمارت السن القانونية لشراء السلاح والذخيرة في متاجرها إلى 21 سنة.

عقاب إلكتروني

وأعلنت شركة كلاودفلير للأمن الإلكتروني، الاثنين، أنها ستنهي التعاقد مع منصة (8 تشان) للتراسل عبر الإنترنت لأن منفذ هجوم تكساس استخدم هذه المنصة قبل أن يشن هجومه السبت.

ويعتقد أن المهاجم نشر بياناً من أربع صفحات على المنصة الإلكترونية واصفاً هجومه بأنه "رد على غزو المنحدرين من أصول لاتينية تكساس".

وحدّدت السلطات رسمياً شخصية المهاجم بأنه شاب أبيض عمره 21 سنة من ضاحية ألين التي تقع على بعد 1046 كيلومتراً شرق إل باسو في تكساس على الحدود الأميركية المكسيكية في الجهة المقابلة من مدينة سيوداد خواريث. ونقلت تقارير إخبارية عن مسؤولي إنفاذ القانون قولهم إن المشتبه فيه يدعى باتريك كروسيوس.

وعبّر المشتبه فيه في رسائل نشرها على منصة (8 تشان) عن تأييده للمسلح الذي قتل 51 شخصاً في مسجدين بمدينة كرايستشيرش النيوزيلندية في مارس (آذار) الماضي.

وقال ماثيو برنس، الرئيس التنفيذي لشركة كلاودفلير، في رسالة على مدونة "أرسلنا للتو إشعاراً بأننا ننهي التعامل مع (8 تشان) بوصفها من العملاء اعتباراً من منتصف الليل بتوقيت المحيط الهادئ".

أضاف "استناداً إلى الأدلة التي اطلعنا عليها، تبين أنه (المسلح) أرسل خطبة مسهبة إلى الموقع قبل بدء هجومه المروع".

وحتم أنه بينما لم ينتهك الموقع القانون عندما لم يتدخل لتهذيب "المحتوى المفعم بالكراهية" الذي ينشره مستخدموه إلا أنه "هيأ مناخاً يرتع فيه انتهاك روح القانون".

دوافع

ويُعد عزم ترمب على كبح الهجرة غير الشرعية ملفاً أساسياً في رئاسته. ولقي ترمب انتقادات لتعليقات هاجم فيها المهاجرين المكسيكيين، ووصف فيض المهاجرين الساعين إلى دخول البلاد عبر الحدود الجنوبية مع المكسيك بأنه "غزو".

وفي الأسابيع الماضية، اتهم المعارضون الرئيس بالعنصرية بعد هجومه على أعضاء بالكونغرس ينتمون إلى أقليات عرقية أو دينية. ونفى ترمب وصفه بأنه عنصري.

وفي حادث إل باسو، قال جريج أبوت حاكم تكساس إن الحادث جريمة كراهية على ما يبدو واستندت الشرطة في ذلك إلى "بيان" نسبته إلى المهاجم وهو شاب أبيض يبلغ من العمر 21 سنة واعتبرته دليلاً على أن القتل له دوافع عنصرية.

ووصف البيان هجوم وول مارت بأنه "رد على الغزو اللاتيني لتكساس". وعبّر البيان عن الدعم للمسلح الذي قتل 51 شخصاً في مسجدين بنيوزيلندا في مارس.

ورفض القائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض ميك مولفاني مزاعم الديمقراطيين تجاه ترمب، وعزا الحادثين إلى أفراد "مرضى".

وقال مولفاني لمحطة "إيه. بي. سي"، الأحد، "لا فائدة من السعي إلى جعلهما قضية سياسية. هذه قضية اجتماعية ونحتاج لمواجهتها (من هذا المنظور)".

قائمة

هنا قائمة ببعض جرائم إطلاق النار بشكل عشوائي في العقود الماضية، وهي مرتبة وفقاً لعدد القتلى.

لاس فيجاس، الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2017، مسلح يطلق النار في مهرجان موسيقى الريف من جناح في الطابق الثاني والثلاثين بفندق، ليقتل 58 شخصاً ويصيب 564 آخرين قبل أن يضع حداً لحياته.

أورلاندو، 12 يونيو (حزيران) 2016، مسلح يقتل بالرصاص 49 شخصاً في ملهى بالس الليلي للمثليين قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص.

جامعة فرجينيا التقنية، 16 أبريل (نيسان) 2007، مسلح يقتل 32 شخصاً ثم يقتل نفسه في جامعة فرجينيا التقنية في بلاكسبرج بولاية فرجينيا.

ساندي هوك، 14 ديسمبر (كانون الأول) 2012، رجل يقتل بالرصاص أمه ثم يقتل 20 طفلاً وستة بالغين قبل أن يقتل نفسه في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في نيوتاون بولاية كونيتيكت.

سذرلاند سبرنجز، 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، رجل تم تسريحه من القوات الجوية الأميركية لضربه زوجته وطفله يقتل بالرصاص 26 شخصاً في كنيسة بريف تكساس حيث كانت أسرته تصلي قبل أن ينتحر.

كيلين، 16 أكتوبر 1991، رجل يقتحم بشاحنته الصغيرة بوابة زجاجية لأحد مطاعم لوبيز ويطلق النار بعد ذلك ليقتل 23 شخصاً في تلك المدينة الواقعة بوسط تكساس.

سان يسيدرو، 18 يوليو (تموز) 1984، رجل يقتل بالرصاص 21 شخصاً ويصيب 19 آخرين في مطعم لمكدونالدز في إحدى ضواحي سان دييغو بولاية كاليفورنيا قبل أن يقتله قناص من الشرطة.

باركلاند، 14 فبراير (شباط) 2018، طالب سابق في مدرسة مارغوري ستونمان دوغلاس الثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا يطلق النار من بندقية ليقتل 17 طالباً ومعلماً. واعتقلت الشرطة المسلح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سان بيرناردينو، 2 ديسمبر 2015، رجل وزوجته يقتلان 14 شخصاً في حفل في سان بيرناردينو بجنوب كاليفورنيا قبل مقتلهما في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.

فرجينيا بيتش، 31 مايو (أيار) 2019، قبل فترة وجيزة من فراغهم من عملهم، فتح مهندس النار على زملائه بمبنى تابع للبلدية في فرجينيا بيتش بولاية فرجينيا، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً. وقتلت الشرطة المهاجم الذي كان قد قدم استقالته في رسالة بالبريد الإلكتروني في اليوم ذاته قبل الهجوم.

ثاوزند أوكس، 7 نوفمبر 2018، قتل عضو سابق بسلاح البحرية 12 شخصاً في حانة بضاحية ثاوزند أوكس بمدينة لوس أنجليس ثم قتل نفسه.

فورت هود، 5 نوفمبر 2009، فتح أختصاصي نفسي في الجيش يحمل رتبة ميجر النار في قاعدة فورت هود العسكرية بولاية تكساس فقتل 13 شخصاً. وحُكم عليه بالإعدام.

أوستن، 1 أغسطس 1966، صعد قناص إلى سطح برج ساعة في جامعة تكساس ليثير حالة من الرعب استمرت 90 دقيقة وشهدت مقتل 13 شخصاً علاوة على جنين وإصابة أكثر من 30 في ما يعد أول واقعة قتل عشوائي بمكان عام في الولايات المتحدة. وقتلت الشرطة الرجل بالرصاص.

واشنطن العاصمة، 16 سبتمبر (أيلول) 2013، قتل جندي بقوات الاحتياط في سلاح البحرية يعمل متعاقداً حكومياً 12 شخصاً في حوض سفن تابع للبحرية في واشنطن. وقتلت الشرطة المهاجم.

أورورا، 10 يوليو (تموز) 2012، قتل مسلح ملثم 12 شخصاً وأصاب 70 آخرين عندما فتح النار داخل دار عرض سينمائي في أورورا في ولاية كولورادو. وحُكم على الرجل بالسجن مدى الحياة.

كولومباين، 20 أبريل 1999، فتح مراهقان النار في مدرسة كولومباين الثانونة في جيفرسون كاونتي بولاية كولورادو، ما أسفر عن مقتل 12 طالباً فضلاً عن مدرس واحد وجرح 20 آخرين قبل أن يضعا حداً لحياتيهما.

تري أوف لايف، 27 أكتوبر 2018، فتح مسلح النار داخل معبد يهودي قرب بيتسبرج في ولاية بنسلفانيا من بندقية نصف آلية وثلاثة مسدسات وهو يصيح "الموت لليهود"، ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً. ونفى المشتبه فيه التهم الموجة إليه ويواجه عقوبة الإعدام.

واشنطن العاصمة، أكتوبر 2002، قتل رجلان بأسلوب القنص 10 أشخاص، ما أثار الرعب في واشنطن لثلاثة أسابيع. وأعدم أحدهما وصدر على الآخر حكم بالسجن مدى الحياة.

ويسكونسن، 5 أغسطس 2012، قتل شخص من أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض ستة مصلين في معبد للسيخ في أوك كريك في ولاية ويسكونسن ثم قتل نفسه.

تاكسون، 8 يناير 2011، كانت النائبة الأميركية غابرييل غيفوردز هدفاً لمحاولة اغتيال نفذها مسلح في تاكسون في ولاية أريزونا. وقتل ستة أشخاص وأصيب 13 آخرون بينهم غيفوردز. وصدر على المهاجم حكم بالسجن مدى الحياة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات