"بطل العالم" تحت سياط سخرية السعوديين

لم يمر قرار انضمام اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي لنادي إنتر ميامي الأميركي، ورفضه توقيع الصفقة مع الهلال السعودي مرور الكرام بين أوساط المهتمين باللاعب الدولي والمستديرة في المجتمع السعودي، فقد أصبح الموضوع شغلهم الشاغل، سواء في مجالسهم أو في مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجت هي الأخرى بعديد من الهاشتاغات التي تسخر تارة، وتطلب بسحب منصب "سفير السياحة" السعودية منه تارة أخرى.

وكان المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أعلن، الأربعاء الماضي، عزمه الانضمام إلى نادي إنتر ميامي المنتمي للدوري الأميركي للمحترفين لكرة القدم كلاعب حر، بعد أن اختار عدم تجديد عقده مع نادي باريس سان جيرمان بطل دوري الدرجة الأولى الفرنسي ورفضه عرضاً وصف بـ"المغري" من نادي الهلال السعودي.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع أن اللاعب الأرجنتيني كان يريد الانتقال إلى فريق يمكنه من الحصول على حصة من ملكيته.

ميامي قراره

وارتبط ميسي الذي خاض مباراته الأخيرة مع باريس سان جيرمان، مطلع الأسبوع الجاري، بالعودة لبرشلونة، لكن النادي يعاني من قيود قواعد اللعب المالي النظيف الخاصة برابطة الدوري الإسباني.

وأضاف ميسي في مقابلة مع "موندو ديبورتيفو" ومجموعة من الصحف الرياضية "اتخذت القرار بأنني سأتوجه إلى ميامي، ما زلت لم أحسم الأمر بنسبة 100 في المئة، ما زلت لم أحسم بعض الأمور، لكننا قررنا المضي قدماً في الصفقة".

تلك التصريحات أثارت مشاعر الغضب لمحبي نادي الهلال على "تويتر"، إذ علق المغرد فيصل أبو ثنين بأن لدى الهلال ملفات أهم من قدوم لاعب، لافتاً إلى أن إدارة النادي لديها ستة ملفات للاعبين أجانب يرغب النادي في استقطابهم. وقال "سيكون لهم بصمة واضحة في تحقيق البطولات". وطلب أن يكون اختيار اللاعب عبر متخصصين، مشيراً في تغريدة أخرى إلى أن البعض "اغتنم فرصة فشل صفقة ميسي للنيل من النادي".

أما عبداللطيف آل الشيخ فلفت إلى أن عدم إتمام الصفقة لن يغير شيئاً في مسيرة الهلال.

"بع اللي باعك"

والغضب من ميسي بين أوساط السعوديين، امتد للمطالبة بسحب لقب سفير السياحة السعودية، الذي منحته إياه وزارة السياحة في زيارات له للبلاد مرات عدة، آخرها قبل أشهر. وقال مغرد "بع اللي باعك"، في حين علقت مغردة أخرى بأهمية تلك الخطوة، كرد فعل مباشر على عدم رده تحية السعوديين بأحسن منها!.

لكن السجال حول اللاعب الشهير لم يكن جميعه يتخذ طابع الجدية، ولكن أخذ في جانب منحى السخرية والكوميديا السوداء التي احترف السعوديون تناول الأحداث بها على اختلاف اتجاهاتها. ومن بين أيقونات السخرية هذه المرة استعادة أجواء كأس العالم التي سادت فيها مقولة "ميسي كسرنا عينه"، بعد الهزيمة الوحيدة التي لحقت بالأرجنتين على يد المنتخب السعودي.

أول مرة يلعب خارج أوروبا

وبعيداً من سخط وسخرية السعوديين من عدم انتقال اللاعب الأرجنتيني لصفوف نادي الهلال، وقراره اللعب في ناد أميركي، فإن البطل العالمي سيلعب لأول مرة خارج قارة أوروبا منذ انضمامه لأكاديمية برشلونة وهو يبلغ 13 عاماً قبل أن يصبح الهداف التاريخي للنادي برصيد 672 هدفاً.

وفاز ميسي الذي قاد الأرجنتين للفوز بكأس العالم بقطر في ديسمبر (كانون الأول) 2022 حصل على الكرة الذهبية سبع مرات وهو رقم قياسي، كما حاز لقب دوري الدرجة الأولى الفرنسي مرتين إضافة لكأس السوبر الفرنسية عام 2022.

وقال ميسي "بعد الفوز بكأس العالم وعدم التمكن من الذهاب إلى برشلونة، حان الوقت للتوجه إلى الدوري الأميركي لتجربة كرة القدم بطريقة مختلفة، والاستمتاع بالأمور يوماً بعد يوم".

وزاد "من الواضح أن هذا سيحدث مع نفس القدر من المسؤولية والرغبة في الفوز والقيام بالأشياء دائماً بشكل جيد، ولكن مع مزيد من راحة البال".

وفي الصدد ذاته، قالت رابطة الدوري الأميركي، إنها سعيدة لأن ميسي ينوي الانضمام إلى إنتر ميامي هذا الصيف.

وأضافت الرابطة في بيان "على رغم أن العمل لا يزال مستمراً لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق رسمي، فإننا نتطلع إلى الترحيب بواحد من أعظم لاعبي كرة القدم في كل العصور في بطولة الدوري لدينا".

وفاز ميسي، الذي قاد الأرجنتين للفوز بكأس العالم في قطر في ديسمبر (كانون الأول) 2022 وحصل على الكرة الذهبية سبع مرات وهو رقم قياسي، بلقب دوري الدرجة الأولى الفرنسي مرتين بالإضافة لكأس السوبر الفرنسية عام 2022.

هيمنة سعودية على "الغولف"

ولئن كانت صفقة ميسي لم تتم على النحو الذي أراد النادي، الذي استحوذ عليه، أخيراً، صندوق الاستثمارات العامة، فإن هذا الأخيرة نجح في وضع نفسه وبلاده محط أنظار العالم أجمع بإحراز صفقة "الغولف" على نحو وصفته صحافة العالم بأنه "لا يصدق"، هذا فضلاً عن نجاح في استثمارات رياضية مثل نيوكاسل الإنجليزي، واستقطاب لاعبين نجوم أخيراً، أمثال رونالدو البرتغالي كريستيانو رونالدو، والفرنسي كريم بنزيما.

وكان الصندوق تمكن من كسر احتكار رابطة جولة "بي جي أي" الأميركية التي تعد المنظم الحصري لبطولات "الغولف" للمحترفين في أميركا وقارة أميركا الشمالية وأهم الفعاليات حول العالم، وذلك بإطلاق النسخة الأولى من دوري "ليف غولف" العالمي الذي تبلغ مجموع جوائزه أكثر من 200 مليون دولار، وذلك بعدما نجحت محاولات الصندوق في الدمج بين بطولتي "بي جي أي تور" الأميركية، و"أل أي في" الدولية للغولف.

وقال الصندوق السعودي في بيان رسمي عبر موقعه "من الآن فصاعداً، سيكون لصندوق الاستثمارات العامة الحق الحصري في زيادة الاستثمار في الكيان الجديد، بما في ذلك حق الشفعة الأولى على أي رأس مال قد يتم استثماره في الكيان".

وأعرب محافظ الصندوق ياسر الرميان عن سعادته بالخطوة التاريخية قائلاً "الاتفاقية تعكس حرصنا على توحيد الجميع حول هذه الرياضة والترويج لها، وتعزيز انتشارها حول العالم، سعياً منا لتقديم أفضل المستويات للملايين من محبي رياضة الغولف وجذب مزيد من الجماهير لمتابعة هذه الرياضة".