Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مطار بيروت على خط توتير العلاقات مع الخليج

قام عدد من اللبنانيين بقطع طريق المطار ورفعوا لافتات تتهجم على السعودية

قطع طريق المطار احتجاجاً على توقيف لبناني في السعودية (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية - مواقع التواصل الاجتماعي)

ملخص

سلسلة أحداث متتالية كان مسرحها مطار بيروت ومحيطه، بدأت بعد خطف المواطن السعودي ثم قطع طريق المطار وصولاً إلى منع إعلامية كويتية من دخول لبنان.

يبدو أن لبنان يسير عكس منطق الانفتاح والاستقرار الذي تسلكه معظم الدول في المنطقة، حيث تحول المطار ومحيطه إلى ساحة للتظاهر وتوجيه الرسائل المحلية والإقليمية.

فمنذ أسابيع شهد محيط المطار سلسلة تظاهرات نظمها "أهالي" عدد من الموقوفين بتجاوزات في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن بعدها خطف المواطن السعودي مشاري المطيري الذي يعمل في مطار بيروت، وصولاً إلى قطع طريق المطار اعتراضاً على قرار قضائي سعودي، وصولاً إلى منع الإعلامية الكويتية فجر السعيد من دخول لبنان.

وأثار توقيف السعيد في مطار رفيق الحريري الدولي والتحقيق معها لمدة خمس ساعات قبل ترحيلها، جدلاً واسعاً في لبنان حول تراجع الحريات وسيطرة "حزب الله" على المطار، وأكدت السعيد أن سبب توقيفها "سياسي بحت" مرتبط بآرائها، قائلة "لم أرتكب جريمة، الجهة التي تمنع دخولي لا تتحمل الرأي الآخر، لكن هل يعتقد أن من يمنعني من دخول لبنان سيمنع صوتي من الوصول إلى اللبنانيين".

التهجم على السعودية

وعلى طريق المطار في لبنان، قام عدد من اللبنانيين بقطع الطريق ورفع لافتات تتهجم على السعودية، رداً على توقيف حيدر سليم في المملكة، حيث هتف المحتجون بشعارات معادية للسعودية، في حين يؤكد مصدر سعودي متابع أن توقيف سليم جاء بسبب تجاوزات للأصول المتبعة في مناسك الحج وإطلاقه شعارات فئوية ذات بعد سياسي تحض على التفرقة والتطرف.

ووفق مصادر المتظاهرين، هناك توجه لتكرار قطع طريق المطار في الأيام المقبلة في حال عدم تحرك الدولة اللبنانية بشكل رسمي، مطالبين وزارة الخارجية بالعمل على الإفراج عنه، محذرين من تحركات "ستفاجئ الجميع في المرحلة المقبلة".

بوابة لبنان

وفي هذا السياق حمل الإعلامي المتابع للشأن الخليجي والعربي طارق أبو زينب، "حزب الله" مسؤولية التحريض الممنهج ضد السعودية في لبنان من خلال افتعال بعض الأحداث ودفع مجموعات من اللبنانيين للتظاهر ورفع شعارات مناهضة للمملكة.

وبرأيه يريد الحزب إبراز إحكام سيطرته على مطار رفيق الحريري الدولي لتوجيه رسائل داخلية وخارجية، بأنه يتحكم بمنافذ لبنان الحدودية كلها وأنه متى ما أراد يستطيع عزل اللبنانيين عن العالم، موضحاً أن الرسالة السياسية التي يريد تمريرها أنه "لن يسمح لأي مشروع سياسي لا يمر عبره أن يدخل إلى لبنان"، وأنه مستمر بإدراج لبنان ضمن لائحة الدول "الممانعة".

وأشار إلى أن "حزب الله" يتقصد المجاهرة بالتحريض والعداء للسعودية، لافتاً إلى أن اتفاق بكين فرض بقرار إيراني على قيادات الحزب التراجع عن مهاجمتها، إلا أنه يستمر بالتحريض من خلال أنصاره.

تحريض ممنهج

وانتشرت شعارات معادية للسعودية وأخرى مؤيدة لأمين عام "حزب الله" حسن نصر الله على جدران في الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل حزب الله)، ولم يعرف من الجهة التي تقف خلفها، إلا أن بعض الأوساط وضعتها في سياق التظاهرات التي حصلت على طريق المطار.

وكشف ناشط سياسي في الضاحية الجنوبية لبيروت، طلب عدم ذكر اسمه، أن تلك المجموعات التي تقوم بالتظاهرات موجهة بشكل مباشر من قبل "حزب الله"، كذلك الشعارات المرفوعة وتصريحات المشاركين، مؤكداً أن "التصريحات عادة تكون محصورة بأشخاص محددين تم الاتفاق معهم على مضمونها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت إلى أن الشعارات التي استفاقت عليها جدران في الضاحية الجنوبية، لا يمكن أن تكون من صنيعة "أشباح"، إنما برأيه بتوجيه من "حزب الله" الذي يمسك المنطقة بقبضة أمنية حديدة لا يمكن اختراقها من أحد.

تفاعل شعبي

في المقابل ميز مستشار القانون الدولي قاسم حدرج، بين العلاقات الرسمية للدولة اللبنانية ورأي شريحة من الشعب اللبناني لديها حرية التعبير عن آرائها، موضحاً أن السياسة الرسمية تحاول الحفاظ على أفضل العلاقات مع السعودية من دون الأخذ بعين الاعتبار رأي شرائح أخرى، وقال "هناك فرق بين العلاقات الرسمية والانفعالات الشعبية والتفاعل مع قضايا شعبية".

واعتبر أن قطع طريق المطار كان صرخة بوجه الدولة للكشف عن مصير حيدر سليم، مشيراً إلى أن المسؤولين تلكؤوا بتنفيذ وعودهم، وأضاف أن "التهجم على السعودية عبارة عن طفرة شعبية لأشخاص لديهم قضايا خاصة".

وتطرق إلى موضوع الإعلامية الكويتية فجر السعيد، مؤيداً الإجراءات التي اتخذت بحقها، معتبراً أن الأمن العام اللبناني طبق القوانين وأنه يدعم قرار منعها من الدخول بشكل دائم إلى لبنان، مستغرباً الضجة التي أثيرت حول موضوع يمس سيادة البلاد.

شكر سعودي

وفي السياق، التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية والمغتربين في لبنان عبدالله بوحبيب، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".

وأشار بيان الخارجية السعودية إلى أن وزير الخارجية السعودي قدم "شكر القيادة وتقديرها كل الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية المتخصصة في لبنان، وعلى سرعة تجاوبها في تحرير المواطن السعودي المختطف هناك".

كذلك جرى عرض العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في عديد من المجالات، إضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، كما تناول الجانبان أبرز الموضوعات المطروحة في الاجتماع الوزاري للتحالف ضد "داعش".

الحزب والإمارات

ومنذ أسابيع شهد طريق المطار أيضاً سلسلة تظاهرات نفذها أهالي موقوفين لبنانيين في الإمارات متهمين بالتعامل مع "حزب الله" الذي تصنفه أبوظبي منظمة "إرهابية"، مطالبين الدولة اللبنانية بالتدخل لإطلاق سراحهم وإعادتهم. 

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان إنها "تبلغت من سفير لبنان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة فؤاد شهاب دندن نبأ الإفراج عن كل الموقوفين اللبنانيين الـ10 تباعاً الذين أوقفوا في دولة الإمارات منذ نحو شهرين".

وخلال السنوات الماضية، أوقفت الإمارات لبنانيين عدة بتهم بالتعامل مع "حزب الله"، وفي مايو (أيار) 2019، أصدرت محكمة إماراتية حكماً بالسجن مدى الحياة بحق لبناني، وبالسجن 10 سنوات بحق آخرين، بعدما دانتهم بتهمة التخطيط لشن هجمات لصالح الحزب.

وأثمرت وساطة قادها لبنان حينها مع الإمارات في عام 2021 عن إطلاق سراح 10 موقوفين لبنانيين على الأقل. ولا يزال سبعة لبنانيين قيد التوقيف بينهم محكومون بالمؤبد أو السجن لسنوات طويلة، وفق بيان لجنة الموقوفين اللبنانيين في الإمارات.

المزيد من تقارير