Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عندما تصبح تطبيقات المواعدة "أبطالا" على الشاشة

مسلسلات وأعمال سينمائية درامية وكوميدية تتناول هذه الظاهرة بمختلف جوانبها

لقطة من المسلسل الإسباني "ملف شخصي مزيف" (نتفليكس)

ملخص

مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت العديد من الأفلام والمسلسلات التي تعالج هذه القضية وأبرزها "The Tinder Swindler" و "Fake Profile".

نسمع كثيراً عن عمليات النصب والابتزاز العاطفي التي تحدث على تطبيقات المواعدة، ويختلف ذلك باختلاف المستخدمين وما يبحثون عنه في هذه التطبيقات، فبعضهم يبحث عن المتعة فقط ويكون ذلك مفهوماً وبالتراضي، وتنتهي الأمور بلا مشكلات تذكر، فيما تفتش فئة عن حب ضائع أو فرصة لإنطلاقة جديدة، وقد يجد المستخدم مراده بحسب من يصادفه أو يقبل دعوته، فيما قد تتطور الأحداث بين أحد المستخدمين إلى علاقة حب وارتباط، وسرعان ما يكتشف أن ثمة شيئاً مريباً أو خفياً في هذه العلاقة، كذب أو خيانة أو انتحال صفة، واللائحة تطول. 

المتعارف عليه في تطبيقات المواعدة أهمية تحديد الهدف من الحضور في هذا العالم الافتراضي، لكن فئة تلجأ إلى هذه التطبيقات التي يتجاوز عددها 1500، إلى الابتزاز والربح المادي، كأن يصور شاب مثلاً صديقته في وضع حميم ويبتزها لدفع مبلغ مالي أو تهديدها بنشر الصور عل كل المواقع المعروفة.

 
"ملف شخصي مزيف"
 
ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت كثير من الأفلام والمسلسلات التي تعالج هذه القضية، وأبرزها "محتال تيندر" (The Tinder Swindler) الذي قدمته "نتفليكس" العام الماضي ونال شهرة كبيرة لأنه مبني على وقائع حقيقية، وبطل هذه الوقائع حاول استغلال الشهرة التي حققها لاحقاً لأغراض تجارية.
ثمة من يقول إن جائحة كورونا زادت مستخدمي تطبيقات المواعدة، وبدأت نتائج ذلك بالظهور من خلال أعمال درامية أحدثها المسلسل الإسباني "ملف شخصي مزيف" (Fake Profile)، والذي يعالج هذه القضية بطريقة درامية مثيرة وجديدة على الشاشة. 
 
 
في هذا العمل المتقن للمخرجة كاتالينا هيرنانديز تحاول الغوص في سيكولوجية منتحل الصفة وكيف يتصرف وماذا يقدم من معلومات وكيف يخفي الأهم ولماذا يفهم ذلك؟ أسئلة تجيب عليها كاتالينا خلال 10 حلقات من الدراما والحب والرومانسية والضياع.
وتدور أحداث العمل حول كاميلا رومان (كارولينا ميراندا) التي تلتقي بحب حياتها فيرناندو كاستيل (رودولفو سالاس) عبر تطبيق "تيندر"، وبعد فترة من المحادثات يتم اللقاء بينهما في لاس فيغاس، ويتبع ذلك لقاءات وعلاقة قوية ومتينة طوال شهور أربعة إلى أن يختفي فجأة متحججاً أن أمه في المستشفى في كولومبيا ويجب أن يكون إلى جانبها. 
 
 
تقرر كاميلا السفر إلى هناك بسبب الاشتياق ومفاجأته، لكنها ستتفاجأ بأن من أتت لأجله ليس هو حبيبها، إنه شخص متزوج ولديه عائلة وحياة وعمل، لكنه ملّ من كل شيء وانتحل شخصية جراح تجميل شهير في بلده، وعلى هذا الأساس استمرت العلاقة بينهما.
تتسارع الأحداث لاحقاً وتتطور، فتضع الفتاة خطة لتدمير حياة حبيبها، وخلال ذلك تكتشف أن القصة أكبر من انتحال صفة وعلاقة حب.
تحاول مخرجة العمل الاستفادة من الاحتيال الذي على تطبيق المواعدة، لكنها تنطلق من ذلك إلى حبكة درامية وإيقاع مثير للقصة، فلا تدخل في أخلاقية ما حدث بل تبحث عن تفاصيل أكثر لقصتها وشخصيات أوسع، على عكس الوثائقي "محتال تندر" الذي يعرض تبعات قصص الاحتيال وما خلفه ممن دمار نفسي ومادي للفتيات.

 

محتال تيندر
 
ويروي العمل الوثائقي من إخراج فيليسيتي موريس قصة سيمون ليفيف المحتال الذي استخدم "تيندر" للإيقاع بعشرات النساء والنصب عليهن، وكانت حيلة سيمون بسيطة وبديهية وهي عبارة عن استغلال أموال واحدة لإغراء أخرى والإيقاع بها وإيهامها بثرائه الواسع، في سلسلة لا تنتهي من عمليات الاحتيال. وقدم الرجل المحتال نفسه على أنه نجل ملياردير الألماس الإسرائيلي الروسي ليف ليفيف.
 
 
وكان يلتقي بالنساء عبر تطبيق "تيندر" ويقودهن إلى الاعتقاد بأنه ابن ليفيف الثري بشكل رائع، ويبدأ علاقات طويلة المدى معهم، وفي النهاية يسرق منهن مبالغ كبيرة من المال. 
وكان يتظاهر بشكل ممتاز وينفق أولاً مبالغ طائلة على النساء، ويقيم في فنادق خمس نجوم ويسافر في طائرات خاصة، وتنتهي أحداث الفيلم قبل الحكم عليه ومحاكمته، إذ أعيد لإسرائيل عام 2017 لإعادة اتهامه والحكم عليه، لكنه اتخذ هوية مختلفة وهرب من البلاد.
وقد أعلنته إسرائيل هارباً إلا أنه سُلم في نهاية المطاف إلى تل أبيب عام 2019، ودين وحكم عليه بالسجن 15 شهراً. وبعد إصدار الفيلم الوثائقي أطلقت ضحاياه الثلاثة اللواتي شاركن قصصهن في الفيلم الوثائقي على "نتفليكس" سيسيلي فييلهوي وبيرنيلا شجوهولم و وألين شارلوت، حملة تمويل جماعي على أمل جمع أموال كافية لتسوية ديونهن. 
 
تشابه 
 
ثمة إختلاف كبير بين الفيلم الوثائقي والمسلسل الإسباني، ففي الأول ثمة نهج متبع للسرقة، فيما الثاني يبحث عن الحب والمتعة، لكن الأمر لا يتوقف عند ذلك، واللائحة طويلة بالأعمال التي تتناول قصص الاحتيال العاطفي في السينما، وهنا نذكر بعضاً منها.
•    "فريش" (Fresh)  فيلم رعب أميركي من إخراج ميمي كيف يتناول قصة فتاة محبطة من الخيبات التي توالت عليها من تطبيقات المواعدة إلى أن تلتقي بشاب مميز وتبدأ بينهما قصة حب، لكن سرعان ما تكتشف أن لشخصية حبيبها جانباً مظلماً.
 

 

•    "حب بقوّة" (Love Hard) فيلم رومانسي أميركي للمخرج هيرنان خيمينيز حول نتالي الصحافية التي كتبت عموداً عن المواعدة في صحيفة محلية، موثقة ما يحدث معها على هذه التطبيقات في منطقتها الجغرافية، لكن تقرر أن توسع دائرة بحثها فيحصل تطابق مع شاب في منطقة بعيدة، وبعد محادثات عدة تقرر زيارته ومفاجأته في عيد الميلاد، لكنها تصدم بأن من أتت لزيارته كان يستعمل صور رجل آخر. 

 

 

•    "يورو تريب" (Euro Trip) للمخرج جيف شافر يدور العمل حول المراهق الأميركي سكوتي الباحث عن صديقه الألماني بالمراسلة لفهم بعض الأمور العالقة، وتقود مهمة البحث سكوتي إلى إنجلترا وفرنسا وهولندا وسلوفاكيا وألمانيا وإيطاليا ضمن إطار كوميدي مضحك ومحرج طوال الطريق.

 

•    "الحي الآخر" (Otherhood) للمخرجة سيندي شوباك لا يركز الفيلم بالكامل على تطبيقات المواعدة بل على ثلاث أمهات قررن القيام بزيارات مفاجئة لأبنائهن البالغين في مدينة نيويورك بعد شعورهن بالإهمال، وخلال الرحلة تستكشف إحدى الشخصيات المواعدة عبر الإنترنت كجزء من رحلتها.
 

 

•    "الحب مضمون" (LOVE, GUARANTEED) للمخرج مارك ستيفن جونسون يدور حول رجل يستعمل تطبيق مواعدة لكنه بعد مئات المحاولات يفشل في العثور على الحب، وهذا ما يتنافى مع قانون الشركة صاحبة التطبيق التي تفيد بأن إيجاد الحب مضمون في تطبيقها، وهنا يقرر الرجل المخدوع رفع قضية على الشركة ويستعين بمحامية، وسرعان ما تتطور الأمور بينهما إلى قصة حب.

 

 

•    "منفصل" (Disconnect) للمخرج هنري أليكس روبن على رغم أن هذه الدراما لا تركز فقط على تطبيقات المواعدة إلا أنها تستكشف تأثير التكنولوجيا على العلاقات، ومنها تورط مراهق مع رجل أكبر سناً من خلال موقع دردشة عبر الإنترنت.

 

•    "سوايبد" (Swiped) للمخرجة آن ديبورا فيشمان يستكشف الفيلم عالم المواعدة عبر الإنترنت من خلال عيون طالبين جامعيين يطوران تطبيق مواعدة، لكنهما يواجهان عواقب غير متوقعة.

المزيد من سينما