Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نجوم الفن بين الإقصاء والاستبعاد والظلم في زمن القوة

عصام زكريا يعتبر أن العداوات كانت موجودة وهي مستمرة طالما أن هناك مكسباً وأشخاصاً يتنازعون عليه

الممثلة فيفيان أنطونيوس عانت الجحود كما تقول (مواقع التواصل الاجتماعي)

ملخص

"إنها طبيعة البشر بخاصة عندما تكون الفرص قليلة أو عندما يكون الفنان صاحب موهبة متواضعة لأن الموهوب يثق بنفسه ولا يحتاج إلى ضرب زملائه"

"لا عداوة كعداوة الكار الواحد"، مثل يتداوله الفنانون للتعبير عن الإساءات التي يتعرضون لها من زملاء الوسط حيث تكون جرعة التنافس أكبر من أي مجال آخر لأن كل من يعمل فيه هدفه المال والشهرة والأضواء.

وإذا كان معظم الفنانين يتحدثون عن منافسة غير شريفة تهيمن على الوسط الفني، لكن هذا التعبير هو كلام ملطف لإساءات يتعرضون لها بشكل علني أو من تحت الطاولة والتي يمكن أن تصل إلى حد الاستبعاد أو الإلغاء.

فكيف يتحدث النقاد والفنون عن التنافس في الوسط الفني سواء تعرضوا له أو سمعوا به وتسبب باستبعاد بعضهم كما في تجربة سيرين عبد النور التي تؤكد دائماً أنها مستبعدة أو في تجربة شيرين عبد الوهاب التي رد عليها "فانز" الفنانة أنغام بمساندتها بحملة قوية على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إعادة نشر تغريداتهم لأن أنغام اعتبرت في لقاء تلفزيوني أنها نجمة مصر الأولى أو في تجارب أخرى كثيرة.

أم كلثوم وأسمهان

الصحافي والناقد المصري عصام زكريا يعتبر أن عداوات الوسط الفني لطالما كانت موجودة وهي مستمرة طالما أن هناك مكسباً وأشخاصاً يتنازعون عليه سواء كان مالاً أو جماهيرية أو بطولة أعمال فنية "إنها طبيعة البشر، بخاصة عندما تكون الفرص قليلة أو عندما يكون الفنان صاحب موهبة متواضعة لأن الفنان الموهوب يثق بنفسه ولا يحتاج إلى ضرب زملائه، ويمكن أن يصل التنافس إلى درجة الأذى وإلغاء بحسب الأفراد والحدود المهنية والأخلاقية كما حصل في تجربة أنور وجدي الذي أطلق شائعة مغرضة ومدمرة في حق ليلى مراد بعد طلاقهما كادت تودي بمستقبلها وحياتها عندما اتهمها بخيانة الوطن والتعامل مع إسرائيل".

وعن الخصومة بين أم كلثوم وأسمهان التي وصلت إلى حد اتهام الأولى بقتل الثانية كما يقال، يرى زكريا أن أم كلثوم كانت تملك ما يكفي من الثقة بالنفس والذكاء لكي تتجاوز هذه الخصومة "عندما لحن رياض السنباطي أغنية ’يا ناسيني‘ لأسمهان، وجدت كوكب الشرق أنه تتوافر في هذه الأغنية كل المواصفات المناسبة لها، فاستاءت من السنباطي وشكته إلى محمد عبدالوهاب، لكنها ما لبثت أن حضرت حفل أسمهان وهنأتها على الأغنية، أي إن المنافسة لم تمنع الروح الرياضية بينهما، ولا أظن أن للشائعات التي أشارت إلى قتل أم كلثوم لأسمهان أي أساس من الصحة. وحتى أم كلثوم نفسها تعرضت لهجوم ساحق من كبار فناني ذلك العصر مثل منيرة المهدية وزكريا أحمد وكانا يهاجمانها دائماً".

في المقابل، يؤكد زكريا أن عبدالحليم حافظ كان الأكثر مكراً في المنافسة سواء مع فريد الأطرش أو محرم فؤاد أو محمد رشدي ووصولاً إلى هاني شاكر و"عندما كان يتعاقد أحد الفنانين على حفل كان يسارع إلى إحياء حفل له في اليوم نفسه للمضاربة عليه وخطف الجمهور، كما أنه كان يطلق الشائعات على الزملاء معتمداً على الصحافيين التابعين له، ويقال إنه لم يكن محباً وودوداً كما كان يبدو ظاهره".

كما تطرق إلى المنافسة بين أبناء الجيل الفني الموجود حالياً على الساحة قائلاً "تردد كثيراً أن عمرو دياب حارب تامر حسني، ويمكن للفنان الأقدم أن يحارب الفنانين الصاعدين، وأحياناً يحدث العكس من خلال افتراء الفنان المبتدئ على الفنانين الكبار لأنه يتوهم بأنهم يحاربونه فيطلق الشائعات، وأعتقد بأن سبب المشكلات بين هذين الفنانين يعود في جزء كبير منه إلى أن تامر حسني كان يتخيل أن عمرو دياب يحاربه، فأطلق الشائعات لاستعطاف الناس وكسب مودتهم وهو ذكي جداً من هذه الناحية، وحتى عمرو دياب تصرف بالطريقة نفسها في بداياته، لكن تصريحاته كان ينقصها الذكاء وفيها كثير من الاستفزاز، خصوصاً عندما يتكلم عن عبدالحليم حافظ، وهو قال لي في أحد الحوارات أنه حشد في حفله 30 ألف شخص بينما أكبر حفل لعبدالحليم لا يحشد سوى 8 آلاف شخص، وعادة يصوّب الفنانون المبتدئون على النجوم الكبار لكي يستغلوا نجوميتهم ويلفتوا الأنظار إليهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما عن تجربة شيرين عبدالوهاب وأنغام، فيضيف زكريا "عندما تكون هناك ست فنانات على الساحة، كل واحدة منهن تتمنى أن تكون هي الرقم واحد ونجاح أي فنانة بينهن لن يكون مصدر فرح للأخريات، ولا شك في أن السوشيال ميديا أسهمت في إذكاء الخلافات بين الفنانين لأن كلاً منهم متعاقد مع شركة معينة ويدفع لها المال من أجل تحريك المعجبين كما يفعل محبو محمد منير عندما يشتمون محبي عمرو دياب أو العكس ولكن فانز الثاني أكثر شراسة من فانز الأول. ويفترض بالفنان أن يقوم بعمله على الوجه الأمثل وأن يحافظ على صورته لأنه شخصية عامة وإلا فإنه يخدم أعداءه ويقدم لهم ما يتمنون له على طبق من فضة".

سيرين عبد النور ونادين الراسي

الممثلة فيفيان أنطونيوس التي عانت الجحود كما تقول، ترى أن عداوات الوسط الفني يمكن أن تصل إلى الإلغاء والاستبعاد والظلم "فنياً، نحن نعيش في عصر الأقوياء والقوي هو من يملك علاقات وتقف وراءه شركات إنتاج تدعمه وتمكنه من خطف الفرص. هذا الأسلوب منتشر جداً في الوسط، ونحن كفنانين نعرفه جيداً، ويمكن استبعاد فنانة وعدم السماح لها بالظهور في أي عمل كي لا تبرز أو لأنها أخطأت في حياتها الشخصية. لا يوجد كبير في الدراما اللبنانية والعربية ويمكن أن تُمحى أي فنانة وأن تختفي فجأة ولا يعود لها وجود. مهنة التمثيل جاحدة وعادة هم ’يطيّرون‘ الفنان القوي لأنهم يخافون منه، أما الفنان الضعيف، فلا يهمهم ولا يلتفتون إليه لأنه لا يؤثر فيهم".

وعن استبعاد نادين الراسي وسيرين عبد النور عن الأعمال الدرامية، تقول أنطونيوس "أحب نادين الراسي وأعتقد بأن الناس اشتاقوا إليها، ولا أعرف ما إذا كانت تعرضت للظلم أو أن حياتها الشخصية كانت متعبة، أما سيرين عبد النور، فهي تقول دائما إنها مستبعدة وهناك أسئلة كثيرة تطرح حول غيابهما، فهما كانتا من نجمات الصف الأول لكنهما غير موجودتين اليوم. أما أنا، فتعرضت للظلم كثيراً لأنني ابتعدت في عمر الـ 25 سنة عندما قررت الزواج والتفرغ لعائلتي، وبعدما قررت العودة لم يمسك أحد بيدي مع أنني أمسكت بأيدي كثيرين، لكنهم لم يردوا الجميل. أعرف قدراتي وأثق بنفسي ولا أعيش عقدة العمر، لكنني عانيت قلة الوفاء، وهذا الأمر يحزنني جداً"، وتؤكد أنطونيوس في المقابل أن الفنانات أكثر حقداً من الفنانين "هناك أفعى في داخل كل امرأة إما توقظها وإما تبقيها نائمة، لكنني أرفض أن أتحول إلى إنسانة حقودة لأن الحقد متعب جداً".

ليسوا أهم مني

الفنانة جيني إسبر تشعر هي أيضاً بالظلم بسبب استبعادها عن الأعمال المهمة ذات الإنتاجات الضخمة، لكنها تعتبر أنها ليست مظلومة في إطار الأعمال التي تشارك فيها "الممثلون الذين يشاركون في الأعمال الكبيرة والضخمة معروفون ويتكررون من عمل إلى آخر مع أنهم ليسوا أهم مني أو من غيري، حتى إنني أملك مقومات أهم من تلك التي يملكونها، لكن الأفضل ليس هو من يحصل على الفرص الأفضل دائماً"، لكنها تنفي في المقابل تعرضها للمحاربة "أنا محبوبة في الوسط ولم أسهم في صناعة أعداء لي لأنني أشعر بأن ليس هناك ما يستحق العداوة وأعتبر الزملاء من أهل البيت وأنا محظوظة من هذه الناحية".

إنتاجات ومنافسة ومال

الفنان حبيب غلوم يشير إلى أنه لا يستطيع التكلم عن تجربة فناني الخليج بشكل عام لأنه لا يعرف خفايا الأمور والإنتاجات في دول مجلس التعاون الخليجي "لكن على مستوى الإمارات ولأنني فنان ومنتج إماراتي فيمكنني القول إن ظاهرة الحروب الفنية ليست واضحة بين الفنانين والمنتجين، ربما لأن الانتاج لا يزال بسيطاً في دولة الإمارات، ولا يوجد طلب كبير على فنان دون سواه، وعادة تبرز الضغائن عندما تكون هناك أعمال كبيرة ومنافسة بين شركات الإنتاج وطلب كبير على ممثلين معينين. لا شك في أن العامل المادي هو العنصر الرئيس الذي يسبب المشكلات بين الفنانين وطالما أن المادة لم تستفحل في التربة الفنية في الإمارات فنحن لم ندخل فيها حتى الآن، وأنا أتحدث على مستوى التمثيل وليس على مستوى الغناء لأن هناك طلباً على بعض المطربين وشركات تنتج لهم الأعمال، وأتمنى أن يظل الوضع كما هو في الوسط التمثيلي مع أن فيه إجحافاً للفنانين، وفي هذا الأمر إشكالية أخرى لأنني أتمنى أيضاً أن يصبح هناك طلب أكبر على الفنان الإماراتي وإذا حصل ذلك، فأعتقد بأننا سندخل في هذه الإشكالية لأن وجود المال يؤدي إلى وجود الطمع ويحاول كل فنان الاستفادة، وعندها تقع الفوضى".

المزيد من ثقافة