Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا زار رئيس فنزويلا السعودية قبل بلينكن بساعات؟

أرجع مراقبون الزيارة إلى حياد السياسة الخارجية للرياض وألمح آخرون إلى احتمالية وساطة مرتقبة بين واشنطن وكراكاس

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يلتقي الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (واس)

ملخص

زار رئيس فنزويلا السعودية قبل وصول وزير الخارجية الأميركي إليها بساعات وهذه توقعات المراقبين من وراء الزيارة

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية اليوم الثلاثاء، فيما كان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو سبقه إلى مدينة جدة مساء أمس الإثنين في زيارة تعد الأولى له إلى دولة خليجية منذ عام 2015.

وعلى رغم أن الرياض أو كراكاس لم تعلن سوى أن الزيارة ترمي إلى توطيد العلاقات بين البلدين فإن بعض المراقبين ذهب إلى الإشارة لملفات ذات صلة بين الدول الثلاث، في مقدمتها آفاق تطوير الاستثمارات بين البلدين العضوين في "أوبك"، فيما رجح آخرون احتمالية وساطة مرتقبة للرياض لتهدئة الأجواء بين واشنطن وكراكاس، إذ تفرض الأولى عقوبات على نفط الأخيرة، واستند المتخصصون إلى ما قدمته العاصمة السعودية من حلول لعدد من النزاعات الدولية الجارية على الساحة العالمية.

 ماذا نعرف عن الزيارة؟

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أوضح في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على "تويتر" أن الهدف الرئيس من الزيارة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدان.

بدورها أعلنت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن الزيارة في بيان مقتضب وأشارت إلى اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وأوضحت أنهما استعرضا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق التعاون وفرص تعزيزه في مختلف المجالات وتبادل وجهات النظر حيال عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك."

في السياق ذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان أمس أن "وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان استقبل نظيره الفنزويلي إيبان إدواردو خيل بينتو في جدة".

وبحسب البيان، "استعرض الوزيران سبل تعزيز التعاون بين البلدين وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة تكثيف التنسيق المشترك في عدد من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة بين السعودية وفنزويلا". وأضاف أن "الجانبين تطرقا إلى جهود البلدين في إرساء دعائم الأمن والسلم الدوليين والإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية".

استثمار العلاقات

يقول المتخصص في الشأن السياسي مبارك آل عاني إن "الزيارة تؤكد عمق العلاقات بين البلدين التي تتقاطع في عدد من المجالات السياسية والاقتصادية"، مشيراً إلى أن "الدبلوماسية السعودية قائمة على تعزيز التواصل مع الدول ذات الفرص الاستثمارية لذا من المتوقع أن تعزز زيادة الاستثمارات المتبادلة، خصوصاً مع ما تمثله كراكاس من ثقل في منظمة أوبك وقارة أميركا الجنوبية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اجتماع "أوبك"+

بالنظر إلى القضايا النوعية والأحداث الجارية فإن زيارة الرئيس الفنزويلي جاءت قبيل زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للأراضي السعودية بساعات وبعد اجتماع أعضاء "أوبك+" الـ35 أول من أمس الأحد في العاصمة النمسوية فيينا.

وكانت وزارة الاتصالات والمعلومات الفنزويلية أشارت في بيان أمس إلى أن "الدولتين لديهما تعاون عبر تحالف ’أوبك‘" وقالت إن المنظمة ستظل على وحدتها والعكوف على مهماتها الرئيسة التي تعنى باستقرار أسواق النفط.

توقيت الزيارة ألمح إليه بعض المراقبين، إذ يشير الباحث في الشأن السياسي خالد باطرفي إلى أن "فنزويلا من الدول المؤسسة لمنظمة أوبك ولها ثقل في سوق النفط العالمية، فإضافة إلى أنها من أكثر الدول المنتجة والمصدرة له كذلك تمتلك احتياطاً ضخماً منه".

 وأشار إلى أن "ثقل فنزويلا في أسواق النفط جعل لها دوراً مؤثراً داخل أوبك، بالتالي هناك تنسيق بين الرياض وكراكاس في هذا الخصوص"، مستشهداً بأن "هناك اجتماعات وزيارات متبادلة جرت بين البلدين كان آخرها اجتماع وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون الدبلوماسية سارة السيد مع السفير الفنزويلي لدى الرياض دايفيد كارايايو في الثامن من مايو (أيار) الماضي. كذلك التقى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان الرئيس الفنزويلي قبل أيام".

يوضح باطرفي أن تبادل الزيارات بين البلدين على هذا النحو يؤكد عمق العلاقة بينهما، خصوصاً أنها تأتي في مرحلة لها بعد دولي تمر بها منظمة ’أوبك+‘ يمكن وصفها بمرحلة الخيارات الصعبة التي تضعها على مفترق طرق".

يشار إلى أن العلاقات المشتركة بين السعودية وفنزويلا ودول الكاريبي. ففي الـ11 من مايو الماضي شارك وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في المجلس الوزاري لرابطة دول الكاريبي الذي عقد في غواتيمالا وشدد في كلمته آنذاك على حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع دول أميركا الجنوبية، وأشار إلى "الدور المؤثر لرابطة دول الكاريبي في تعزيز التعاون الإقليمي وتقدم العمل في شأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، بينها ملفات التجارة والتغير المناخي والتنمية المستدامة".

الوسيط النزيه

وبعيداً من العلاقات الاقتصادية التي تربط الرياض وكراكاس يذهب باطرفي إلى أن "زيارة مادورو للسعودية حملت رسالة المملكة التي يعبر موقفها في الشأن الدولي عن الوسيط النزيه".

 وأردف أنه "فيما استضافت السعودية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحضر القمة العربية في دورتها الـ32 بالعاصمة الرياض التقى الأمير فيصل بن فرحان نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنوب أفريقيا، واليوم يناقش أنتوني بلينكن قضايا المنطقة من السعودية"، وجميعها أمور تؤكد "وقوف الرياض على الحياد الإيجابي بين الأطراف والأقطاب المتنازعة في العالم".

واختتم باطرفي حديثه "يمكن القول إن الرياض اليوم في قلب الأحداث العالمية، كما أن سياستها تؤكد عدم الانحياز مع معسكر ضد الآخر ولكن تقدم المساعدات لمن يريد، وهذا هو الدور الرئيس في حل الخلافات والإشكاليات السياسية".

التوازن السياسي

وحول دور الرياض في الأحداث العالمية الجارية يذهب الباحث السياسي يحيى التليدي إلى أن "فنزويلا تعد دولة محورية في قارة أميركا الجنوبية، فهي عضو مؤثر في أوبك وتمتلك احتياطات ضخمة من النفط وتسهم بدور نشط وفاعل في الاتحاد اللاتيني وتتمتع بعلاقات متميزة مع معظم دول منطقة الشرق الأوسط، فيما ترتكز السياسة الخارجية السعودية على هدف رئيس هو المحافظة على مصالحها في ظل نظام دولي متغير وصراعات كبرى لضمان دورها المؤثر بعدما نجحت في التعاون مع ما بات يعرف دولياً بتعدد الأقطاب، فعززت الرياض علاقاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية مع القوى الرئيسة في المنطقة والعالم من دون أن تخسر حلفها التاريخي مع الولايات المتحدة والغرب".

يتابع، "بين هذه وتلك ربما يكون من المرتقب أن تتوسط الرياض في حل الخلافات القائمة بين واشنطن وكراكاس وتقرب وجهات النظر بين البلدين، خصوصاً إذا ما وضعنا في الاعتبار أن زيارة الرئيس الفنزويلي للسعودية جاءت في إطار تحقيق توازن العلاقات الدولية قبل ساعات من وصول أنتوني بلينكن إلى الأخيرة لعقد محادثات تركز على القضايا الاقتصادية والأمنية المشتركة، في وقت أسهم دخول الرياض على خط عدد من النزاعات الإقليمية والدولية في حلها".

وحول إمكان أن يكون ملف العقوبات الأميركية المفروضة على فنزويلا كان على طاولة المحادثات التي جرت بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفنزويلي، أشار باطرفي إلى أنه "من الصعب التكهن بذلك، لا سيما أنه لم يعلن عن هذا سواء خلال زيارة مادورو أمس أو في أجندة بلينكن اليوم".

ولفت إلى أنه "في حال كان هناك طلب وساطة سعودية في العلاقات بين فنزويلا والولايات المتحدة أو غيرهما فإن الرياض ستفعل ما يجب عليها وما تلتزم به لخدمة السلام العالمي والمنطقة على وجه التحديد"، مردفاً "لكن ما أعلنه بلينكن قبل وصوله إلى السعودية لم يتضمن مناقشة العقوبات الأميركية المفروضة على فنزويلا".

علاقات قديمة

يشار إلى أن الرياض وكراكاس ليست لديهما علاقات تجارية ضخمة، ففي 2021 بلغت صادرات السعودية إلى فنزويلا 1.91 مليون دولار فقط، بينما صدرت فنزويلا 508 آلاف دولار فقط إلى السعودية، وفقاً لمرصد التعقيد الاقتصادي بالولايات المتحدة.

وتفرض واشنطن مجموعة متنوعة من العقوبات على فنزويلا تتعلق بالفساد وتهريب المخدرات وانتهاكات حقوق الإنسان، وتتضمن بعض القيود على المعاملات المالية مع الحكومة الفنزويلية.

كما أشار تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 إلى أن "هناك عقوبات على شركات النفط الفنزويلية من قبل الحكومة الأميركية".

وذكر تقرير لموقع "المونيتور" الأميركي نشر اليوم أن إدارة الرئيس جو بايدن خففت بعض العقوبات المتعلقة بالنفط العام الماضي لحث حكومة مادورو على مواصلة التفاوض مع المعارضة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير